المصادقة في اليونسكو على برنامج لحماية التراث الثقافي وتعزيزه في ليبيا

2012/08/1

بتنسيق مع مصلحة الآثار (وزارة الثقافة) واللجنة الوطنية (وزارة التربية والتعليم) بليبيا تمت يوم أمس (الثلاثاء 31 يوليو) بمقر اليونسكو/ باريس، المصادقة على اتفاق تعاون بين ليبيا واليونسكو بشأن تنفيذ « برنامج لحماية التراث الثقافي وتعزيزه في ليبيا » وقد قام مندوب ليبيا لدى اليونسكو (عبد السلام القلالي) بالمصادقة على هذا البرنامج عن الجانب الليبي أما اليونسكو فقد مثلها في ذلك مدير التعاون مع مصادر التمويل الخارجة عن الميزانية (أكيو آراتا). يهدف هذا الاتفاق إلى تنمية القدرات التقنية والمؤسسية لإدارة مصلحة الآثار من أجل النهوض بالتراث الثقافي وحمايته في ليبيا. ويشترك في التنفيذ ثلاث جهات هي:

· مصلحة الآثار/ وزارة الثقافة بليبيا التي يؤول إليها الحيز المكاني الذي ينفذ فيه البرنامج والتي قادت النقاش حول مكونات البرنامج مع الجانب الايطالي واليونسكو.

·  وزارة الخارجية الايطالية الممولة للبرنامج بمبلغ مليون يورو والتي تم ايداعها لدى اليونسكو خلال الفترة الماضية.

·  اليونسكو؛ المنظمة المتعاونة مع الطرفين لتنفيذ البرنامج والتي استلمت المبلغ المرصود للبرنامج من الحكومة الايطالية ليتم منه الصرف على البرنامج حسب الميزانية المعتمدة و مقتضات البرنامج والضوابط المعمول بها في المنظمة.

وقد أعد نص الاتفاق وفق السياق المتبع في اليونسكو ووافقت عليه الأطراف الثلاثة. ويرتب هذا الاتفاق على الجانب الليبي ما يلي:

1) تعيين جهة تنسيق وطنية تابعة لإدارة مصلحة الآثار لكي تتولى الإشراف العام على البرنامج على المستوى الوطني، بما يتماشى مع أهداف البرنامج وبالتعاون مع ممثلي اليونسكو، ولكي تتولى أيضاً التنسيق مع جميع الجهات الوطنية المعنية؛

2)إجراء جميع الترتيبات اللازمة وتقديم كل ما يحتاج إليه البرنامج من مساعدة، بما في ذلك توفير المرافق اللازمة كالمباني والمستودعات وموظفي دعم البرنامج والعاملين والوثائق المتوافرة بشأن مواقع التراث الثقافي الثلاثة الرائدة التي تم تحديدها في إطار البرنامج؛(متحف بني وليد، متحف مصراتة، متحف سلطان).

3) ضمان الأمن والسلامة للمتعاقد أو المتعاقدين مع اليونسكو في المواقع والمؤسسات خلال فترة تنفيذ البرنامج.

وعلى الرغم من أن المؤسسة الرئيسية التي يتعامل معها هذا البرنامج هي مصلحة الآثار، إلا أن مؤسسات أخرى تابعة لوزارة الثقافة يمكن أن تستفيد من البرنامج، وذلك بناء على تنسيق بين الطرفين الآخرين: ايطاليا واليونسكو.

أن اختيار المواقع الأثرية والمؤسسات الثقافية للاستفادة من البرنامج يتم بالتوافق بين الأطراف الثلاثة: ليبيا (ممثلة بمصلحة الآثار/ وزارة الثقافة) وايطاليا  (ممثلة بوزارة الخارجية) واليونسكو (ممثلة بقطاع الثقافة). ويتأسس على معايير تضع في الحسبان النقاط التالية:

·  المواقع الثقافية والمتاحف التي تمت زيارتها وتقويمها من قبل مصلحة الآثار واليونسكو والتي كانت هدفاً للقصف أثناء الثورة أو التي في حاجة ملحة للصيانة والتطوير لضمان حسن حمايتها وإدارتها مثل: متحف بن وليد، ومتحف مصراتة، ومتحف سلطان.

·  المواقع الثقافية التي تأثرت أثناء الأحداث؛ مع ملاحظة أن هذه المواقع قد قيض الله لها إدارة فاعلة من مؤسسات المجتمع المدني والمتطوعين أثناء تلك الأحداث جنبتها ويلات التدمير والتخريب.

· المواقع الأثرية التي يمكن أن تندمج في استراتيجيات التنمية وتوفر عائد اقتصادي للمجتمعات السكانية القريبة منها إذا أحسنت ادارتها وصيانتها.

·  الربط مع برامج التعاون بين مصلحة الآثار واليونسكو كإنشاء معامل للمحافظة على المقتنيات الثقافية، وافتتاح متحف ليبيا الجديد بمدينة طرابلس.

·  تعزيز الاهتمام العام بالمواقع الأثرية والطبيعية التي يمكن أن تتعرض للانتهاك والتخريب، وبها مسارح واعدة مثل: شحات، وأكاكوس، وتادررت.

ويلزم هذا الاتفاق اليونسكو بما يلي:

خلال الفترة المحددة للبرنامج والمقدرة بعام كامل، وفي إطار الميزانية المعتمدة، تضطلع اليونسكو بما يلي:

(أ‌)  توفير خدمات الخبراء؛

(ب‌)  توفير المعدات والموارد حسب توافرها؛

(ج) إعداد الترتيبات التعاقدية لتنفيذ البرنامج ومتابعته؛

(د) توفير الدعم التقني والإداري اللازم لتنفيذ البرنامج بنجاح.

سيركز البرنامج على ثلاثة أنواع من الأنشطة هي:

أ‌)  التدريب (تحليل الاحتياجات من التدريب، تكوين محتويات البرامج التدريبية، اختيار المتدربين، إنتاج الموارد التدريبية).

ب‌) دعم مواقع تراث ثقافي مختارة (اختيار ثلاثة مواقع على الأقل، التدخل التطبيقي أثناء الخدمة لدعم وحماية المواقع المختارة).

ج‌)   الإعلام والتوعية في مجال التراث الثقافي(لقاءات إعلامية موجهة إلى التجمعات المحلية، اجتماعات تنسيقية مع القطاع الخاص وقطاع السياحة، انتاج مواد للإعلام والتوعية مثل: أدلة، وملصقات، خرائط…الخ).

والجدير بالذكر أن أهمية هذا الاتفاق لا تكمن في مضمونه ومحتواه فقط، بل أيضاً في كونه الاتفاق الأول الذي يعقد بين اليونسكو وليبيا (الجديدة) بعد انتصار ثورتها(17 فبراير) المجيدة. وأيضاً بتمويل أجنبي، إذ أن جميع المشروعات التي كانت تنفذها اليونسكو في السابق منذ عقد الستينات من القرن الماضي وحتى الآن في ليبيا على كثرة عددها هي بتمويل ليبي فقط.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post