« القلم هو السيف » في يد فتيات أفغانستان

2013/06/6

أن الفتيات في أفغانستان يردن أن يكن: معلمات وطبيبات وعالمات، ولكن كان ذلك حلماً صعب المنال إلا في العشر سنوات الأخيرة.

وفي يوم 18 مارس 2013، احتشدت فتيات وهن يغنين ويصفقن احتفاء بالمديرة العامة لليونسكو ووزير التعليم الأفغاني في مدرسة (عائشة دوراني) في كابول/ أفغانستان.

أطلق على هذه المدرسة اسم أول امرأة بادرت بافتتاح مدرسة للبنات في أفغانستان بعد تعرضها لتهديدات شديدة خلال الحرب. ترحب اليوم – هذه المدرسة – 1600 تلميذة من مرحلتي التعليم الأساسي والمتوسط، بعد ابتداء عملية الاعمار في عام 2002 والتي استمرت عامين.

أكد الوزير (وارداك) بقوله: لقد كانت الطريق طويلة لتحقيق الانجازات منذ عام 2001 في ذلك الوقت لم يكن متاحاً لأي فتاة أن تدخل مدرسة. لقد بدأنا من الصفر وخسرنا ما يراوح ثلاثة أجيال خلال الحروب والنزاعات، واليوم هناك ما بين 5 و 10 ملايين أفغاني يذهبون إلى المدرسة، و 40 % منهم فتيات. وقد تم رسم إستراتيجية حول بناء المجتمع المحلي وتعدد مراحل التعلم.

زارت المديرة العامة لليونسكو برفقة وزير التربية والتعليم صفوف الكيمياء، البيولوجيا والفيزياء، لاسيما تجارب الطلبة، المختبرات وأجهزة الطاقة، وتوقفا في صفوف الجغرافيا وعلوم الحاسوب والحرف اليدوية لمشاهدة الفتيات وهن يعملن على آلات الخياطة.

أن الفتيات في أفغانستان يعملن كأنهن ينتمون إلى الجيل الجديد. إذ تقدمت فتاة لإلقاء قصيدة أمام الزوار (المديرة العامة لليونسكو برفقة وزير التربية) فقالت: « نحن الفتيات لم يكن لدينا حرية التنزه في الشارع أو في الهواء الطلق، أو لإلقاء نظرة على السماء، فهنا في هذه المدرسة أرى ثمرة عملنا ».

قالت المديرة العامة لليونسكو بعد ذلك « أن هذا الجيل من الشباب والشابات سيتكفل ببناء بلده ». وأضافت بأن حضورها إلى أفغانستان هو « موقف لتقديم رسالة دعم قوية، وأنكم في بلد تقاليدها قديمة ومواهبها شابة ولديكم الحق في اتخاذ خياراتكم وقراراتكم بأيديكم ».

الرحلة ما زالت طويلة، ولا يزال هناك ثلاثة ملايين طفل خارج المدرسة، 70 % منهم من الفتيات. وأوضح أحد المعلمين في المدرسة أنهم يجتمعون مرتين في الشهر لمناقشة المشاكل التي تواجه الفتيات. ويعمل المعلمون مع الآباء والأمهات لإقناعهم بإرسال بناتهم إلى المدرسة، ولقد نظمت مؤخراً دورات تدريبية قصيرة المدى للمتطوعين لفصول محو الأمية.

وأكد وزير التربية بقوله « أن حالة ملاله الباكستانية التي كانت ضحية لمحاولة اغتيال خلال العام الماضي، تتكرر عندنا؛ فإننا نواجه الحالة نفسها يومياً في بلدنا. هناك حالات مقلقة لفتيات يتعرضن للتسمم بلغت أربعة آلاف حالة حتى الآن. وهناك أيضاً بعض الفتيات الاتي يتعرضن للرش بالحمض (الأسيد) على أجسادهن لتشويههن ».

وأوضح الوزير « بأن تعليم الفتيات يتأثر بزواجهن المبكر، و بالمدارس غير الآمنة فهي بدون سياج ولا يوجد فيها مياه الشرب ولا كهرباء ومن غير مراحيض منفصلة. أن مدارسنا تفتقر إلى المعلمين المؤهلات والى الكتب ونحن بحاجة لدعمكم ومتأملين بأخذ رسالتنا بعين الاعتبار لتوجيهها إلى العالم ».

قالت المديرة العامة لليونسكو في ختام زيارتها للمدرسة « أعرف أن هناك العديد من الفتيات الشجعان في أفغانستان واللاتي لديهن القدرة على التغلب على العقبات للذهاب إلى المدرسة. فعلينا أن ندعمهن ونساعدهن ونحترمهن. هذا هو حقهن، وحق لجميع الفتيات ». ولمحت المديرة العامة لليونسكو بأنها قرأت على جدار المدرسة عند دخولها بالشعار « القلم هو السيف »، فقالت: هذا ينبغي أن يكون في المستقبل بدلاً من البنادق. ويمكن للفتاة أن تكون في الصف الأمامي في هذه المعركة، بمواصلة دراستها ولا يكون ضد أي عقيدة أو دين. هذا هو القرار الأفضل يمكنك القيام به لعائلتك ومجتمعك وبلدك ».

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post