العلوم والتكنولوجيا والابتكار والثقافة في دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي

2013/07/8

شاركت المديرة العامة لليونسكو، في الجزء الرفيع المستوى من الدورة الموضوعية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الذي عُقِد هذا العام تحت عنوان « العلوم والتكنولوجيا والابتكار وإمكانات الثقافة من أجل تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ».

وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة الدورة موجّها رسالة هامة مفادها أنّ  » العلوم والتكنولوجيا والثقافة تشكل عناصر أساسية من أي خطة إنمائية لفترة ما بعد عام 2015″.

وسلّطت المديرة العامة الضوء، في كلمتها الرئيسية، على أهمية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لنحافظ على مصداقيتنا لدى وضع خطة جديدة وأعلنت « أننا نلتقي عند مفترق طرق – إذ لم يعد يبقى سوى عامين ونصف قبل انتهاء المهلة المحددة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ». وتابعت المديرة العامة مشدّدة على دور الإبداع والثقافة في تسريع عملية الابتكار فقالت: « لا يمكن فصل عملية دعم الابتكار عن تعزيز الثقافة والتنوع الثقافي. وما من ابتكار ممكن من دون بيئة ثقافية ناشطة ».

وفي إطار الجزء الرفيع المستوى من دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ترأسّت المديرة العامة اجتماع مائدة مستديرة وزاري نظمته اليونسكو بشأن « الثقافة والابتكار في الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015″ بتاريخ 2 يوليو*. وضمّ الاجتماع وزراء الثقافة والعلوم والتكنولوجيا، والممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الدولي، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والمجتمع المدني.

ودعت المديرة العامة إلى دعم الوزراء في وضع « مراجع واضحة لإعداد استراتيجيات تُسخِّر إمكانات الإبداع والصناعات الثقافية – بوصفها قوة موجِّهة للتنمية المستدامة، ومصدرا للهوية والابتكار، وقوة للإندماج الاجتماعي والقضاء على الفقر ». وشدّدت السيدة بوكوفا أيضا على الحاجة إلى « أن تزدهر عوامل أساسية جديدة في إطار الاقتصاديات الابداعية المحلية وتفضي إلى تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة »، وأضافت أنّ هذه العوامل ستُدرج في النسخة الخاصة القادمة من التقرير العالمي بشأن الاقتصاد الإبداعي الذي ستنشره اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سبتمبر 2013.

وخلال المناقشات، قام المشاركون بتوفير أمثلة تُبرِز كيف أنّ الصناعات الإبداعية تعزّز التجارة، وتوفّر فرص العمل، وبخاصة للشباب، وتشكّل محفّزا للإندماج الاجتماعي ومحرّكا « للاقتصاد الجديد » المرتكز أيضا على التكنولوجيا والابتكار، وكيف أنّ الاستثمار في الإبداع يمكن أن يحوّل المجتمعات، وبيني الاستقرار والسلام، ويشكل بالتالي استثمارا في التنمية المستدامة الشاملة. ودعا المشاركون أيضا إلى زيادة الشراكات في إطار المبادرات الإنمائية التي تشمل جهات فاعلة من المجتمع المدني والقطاع الخاص، وإلى زيادة وتعزيز نوعية البيانات والمؤشرات التي تعكس تأثير الثقافة في التنمية المستدامة.

وإذ أشارت معالي السيدة ماريا تيكسيرا، وزيرة العلوم والتكنولوجيا في أنغولا إلى الوضع الراهن في بلدها، قالت إنّ « شبابنا يتعلّمون بعد ثلاثين عاما من الحرب الأهلية احترام العدد الكبير من الثقافات المتوفرة في أنغولا- لبناء السلام والمضي قدما كشعب واحد ».

ومن جهتها، شدّدت معالي الدكتورة رولا دشتي، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية في الكويت، على أنّ « الإندماج الاجتماعي والابتكار ضروريان للتنمية المستدامة ويعتمدان على الثقافة ». وقالت إنّه « يتعين ألا تُعدّ الثقافة مسألة خارجة عن نطاق الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015– بل عليها أن تشكل دعامة من دعائم هذه الخطة ».

وخلال مناقشة صناعة الأفلام الضخمة في نيجيريا بوصفها قوة توظيف وقوة اقتصادية، وأداة للإندماج الاجتماعي، ووسيلة لنشر المرسلات المتصلة بالصحة والتعليم، شدّدت الدكتورة بريشوس ك. غبينيول، المساعدة الخاصة الأقدم لرئيس نيجيريا بشأن الأهداف الإنمائية للألفية، على أنّه « لا يمكننا التقليل من شأن الثقافة إذا أردنا أن نحقق الأهداف الإنمائية للألفية، ويتعين إدراجها في الخطة الإنمائية  لفترة ما بعد عام 2015″.

ولخّص محمود محيي الدين، المبعوث الخاص لرئيس البنك الدولي حول الأهداف الإنمائية للألفية والتنمية المالية المسألة قائلا إنّ « الثقافة والتربية والتكنولوجيا تشكل معا عوامل ممكِّنة تشمل الجميع من دون استثناء ».

وفي خلال اللقاء الجانبي الذي نظمّه كلّ من اليونسكو، والمنظمة الأوروبية للبحوث النووية، والاتحاد الدولي للاتصال، والاتحاد الدولي للخريجات الجامعيات، بشأن دور المرأة في العلوم، شددت المديرة العامة في كلمتها الرئيسية على الدور الحيوي الذي تضطلع به النساء في تقدم العلوم وعلى الحاجة إلى النساء في العلوم في عصر جديد  يتسم بالقيود – من حيث الموارد وحدود كوكبنا. وأعلنت أنّه « علينا إطلاق الطاقات الإبداعية الكاملة، وإيجاد حلول جديدة تكون شاملة وعادلة ومستدامة. ولهذا السبب فإنّ تحقيق المساواة بين الجنسين أمر أساسي ».

وشاركت المديرة العامة أيضا في إطلاق مؤشر الابتكار العالمي الذي أسهمت اليونسكو فيه إسهاما كبيرا بوصفها عضوا في المجلس الاستشاري.

وأخيرا، انتهزت المديرة العامة لليونسكو هذه الزيارة لعقد اجتماعات ثنائية الأطراف مع الرؤساء التنفيذيين لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة في جينيف.

*سيُعقد اجتماع مائدة مستديرة وزاري ثانٍ بشأن  » العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق الاستدامة الشاملة » بتاريخ 3 يوليو.

المصدر: اليونسكو

Print This Post