الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) يُكرَّم بجائزة اليونسكو للسلام تقديراً لسياساته في أفريقيا

2013/06/9

ألقت المديرة العامة لليونسكو، كلمة خلال الحفل الذي أُقيم يوم الأربعاء لتسليم الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) جائزة (فيليكس هوفويه – بوانيي) للسعي إلى السلام لعام 2013 وصرحت ما يلي: « ما تم استهدافه في تمبوكتو لم يقتصر على تراث منطقة أو شعب معيّن، بل كان التراث العالمي للبشرية. وما جرى استهدافه هو رمز للحكمة الإسلامية العريقة التي انتشرت في شتى أنحاء الساحل الأفريقي، ورمز لثقافة مشتركة شملت منطقة غرب أفريقيا برمتها، بدءاً بإمبراطورية غانا القديمة وإمبراطورية توكولور وانتهاءً بمملكتَي بول وبامبارا، وهي ثقافة نُقلت جيلاً عن جيل إلى أيامنا هذه صوناً للحوار بين الحضارات ».

ومُنحت الجائزة للرئيس (هولاند) في مقر اليونسكو بباريس تقديراً للتدابير التي وافق عليها في يناير الماضي من أجل إنهاء سيطرة المتمردين في شمال مالي وإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة.

وحضر الحفل عدة رؤساء من غرب أفريقيا وبلدان منطقة الساحل هم توماس بوني يايي من بنين، (وبليز كومباوري) من بوركينا فاسو، و(الحسن واتارا) من كوت ديفوار، و(ديونكوندا تراوري) من مالي، و(محمد ولد عبد العزيز) من موريتانيا، و(إدريس ديبي إتنو) من تشاد، و(ماكي سال) من السنغال. كما حضر رئيس وزراء النيجر، (بريجي رافيني)، ممثلاً بلده.

وكانت لرئيس جمهورية مالي، (ديونكوندا تراوري)، كلمة خلال الحفل أعرب فيها عن امتنانه للرئيس الفرنسي، فأشاد بالعملية العسكرية لفرنسا في مالي واصفاً إياها « بفصل جديد في التضامن الإنساني » وأكد أن « فرانسوا هولاند غادر تمبوكتو محرِّراً ولقي الترحيب والاستحسان من شعب مالي ».

وتسلَّم الرئيس (هولاند) شهادة اليونسكو للسعي إلى السلام فضلاً عن ميدالية ذهبية ومبلغ قدره 000 150 دولار سيمنحه لمؤسستين خيريتين تُعنى الأولى بمساندة النساء في أفريقيا، والثانية، بمساعدة المحاربين القدماء. وشدد الرئيس الفرنسي في الخطاب الذي ألقاه عند تسلّم الجائزة على الضرورة الملحّة التي استوجبت تدخل فرنسا في مالي وقال: « كان لا بد لنا من التدخل لمواجهة الكره والضغينة… فأي تأخير كان سيؤدي إلى عواقب وخيمة… وكان الهدف من التدخل الفرنسي حماية نساء أفريقيا وأطفالها ».

وأشاد الرئيس (هولاند) في خطابه بقوة العمل الذي تضطلع به اليونسكو وصرح ما يلي: « يتجلى التزام اليونسكو بمهمتها في اعتمادها لمبدأ التعدد اللغوي الذي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة إلى البلدان الناطقة باللغة الفرنسية. ويتجلى الدور المثالي الذي تؤديه المنظمة في حرصها على وضع مسألة تمكين المرأة في صميم التعليم. وتتجلى الرؤية الاستشرافية لليونسكو في تمسكها بوضع الثقافة في صميم عملها. وتتجلى القوة التحريرية للمنظمة في دفاعها عن التعددية وحرية الانتفاع بالمعلومات في كل مكان. ولذا، فإن منحي جائزة (فيليكس هوفويه – بوانيي) هنا، في اليونسكو، يكتسي معنى خاصاً ».

وقالت المديرة العامة لليونسكو « كلنا على حق في افتخارنا بقرار التدخل في مالي الذي اتخذته فرنسا بناءً على طلب الرئيس تراوري وبدعم من الأمم المتحدة من أجل حماية شعوب هذا البلد وثقافته. ويذكّرنا ذلك بأن ما يجمعنا أقوى مما يميز بيننا من هوية أو لغة أو دين… وتحمل كل ثقافة قيماً عالمية ونحن بحاجة إلى كل قيمة منها كي نصل إلى اكتمال الذات ونحيا حياة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى ».

وشددت المديرة العامة على أن حماية التراث هي إحدى ركائز عملية بناء ثقافة السلام، موضحةً أن « الثقافة لا تقتصر على مجموعة من الآثار »، وأن « حماية الثقافة تقضي بحماية الناس وتزويدهم بما يلزمهم من قوة وثقة لإعادة بناء بلدهم والتطلع إلى المستقبل ».

وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن اليونسكو أنشأت جائزة (فيليكس هوفويه – بوانيي) للسعي إلى السلام في عام 1989 لتكريم الأشخاص والمؤسسات الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في تعزيز السلام والاستقرار في شتى أنحاء العالم .

المصدر: اليونسكو

Print This Post