الذكرى الثانية والستين لإستقلال ليبيا

2013/12/24

يحتفل الشعب الليبي اليوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر ديسمبر بعيد استقلال ليبيا الثاني والستين وتحررها من الاستعمار الإيطالي الذي جثم على أرضهم منذ العام 1911، وبعد أن حرموا من الاحتفال به منذ انقلاب العسكر في العام 1969.

لقد خاض الشعب الليبي ملحمة من الكفاح المرير قدم فيه قرابة نصف تعداده شهداء في سبيل حرية بلادهم واستقلالها عبر سلسلة من المعارك البطولية التي شهدتها مختلف مناطق البلاد، مجسدة الوحدة الوطنية وإصرار الليبيين على تحرير بلادهم، ولتبدأ فيما بعد المعركة السياسية في كافة المحافل الإقليمية والدولية، والتي توجت بإعلان الاستقلال في مثل هذا اليوم من العام 1951….. ففي مثل هذا اليوم قبل إثني وستين عاماً أعلن الأمير « إدريس السنوسي » من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي للشعب الليبي والعالم أن ليبيا أصبحت دولة مستقلة حرة ذات سيادة تتويجاً لجهاد الشعب الليبي وتنفيذًا لقرار هيئة الأمم المتحدة. وتلقى الليبيون في أنحاء البلاد نبأ استقلال بلادهم بفرحة عارمة وهم يرفعون علم دولتهم الجديدة بالميادين والشوارع بجميع مدن وقرى ليبيا. كانت الدولة التي أعلن عن قيامها في ذلك اليوم تعتبر من أفقر دول العالم، نظراً لمحدودية مواردها وارتفاع مستويات الفقر والمرض والأمية بها، إلا إنها أُسست، وبفضل أبناءها المخلصين، على قواعد سليمة، من دستور وتشريعات وفصل سلطات وخطط تنمية رائدة، وضعت التعليم على رأس أولوياتها. لقد شهدت ليبيا خلال الثمانية عشر عاماً التالية لإعلان استقلالها تطورات كمية ونوعية كبيرة في مجالات التعليم والصحة والأعمار، إضافة إلى التغير الذي حدث في نظامها السياسي من دولة فيدرالية تتكون من ثلاث ولايات؛ برقة وطرابلس وفزان، إلى دولة موحدة وفق الدستور المعدل في العام 1963. إلا أن ليبيا واجهت نكسة كبيرة بإنقلاب العسكر في العام 1969 وقيام حكم ديكتاتوري جثم عليها أكثر من أربعة عقود، هدم خلالها أسس الدولة المدنية وعطل القوانين وأزهق أرواح الليبيين، وبدد ثروة الشعب الليبي. لقد أعادت ثورة 17 فبراير في العام 2011 للشعب الليبي فرحة الاحتفال بعيد استقلاله من جديد، بعد أن أزالت النظام الديكتاتوري بتضحية الآلاف من أبناءها الشرفاء من جميع أنحاء ليبيا، مسجلة ملحمة وطنية جديدة ومحققة الاستقلال الثاني لليبيا.

إن الشعب الليبي اليوم في أمس الحاجة إلى التلاحم بجميع مكوناته والوقوف صفاً واحداً لبناء ليبيا الجديدة، وأن يحذوا حذو آبائهم وأجدادهم الأبطال في التمسك بالوحدة الوطنية والابتعاد عن الجهوية والقبلية والمصالح الشخصية، حتى يتم إنجاز الدستور الذي يحدد شكل ونظام دولة ليبيا الجديدة من أجل إنطلاقة جديدة للتنمية والإعمار في ليبيا.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post