الدول الأطراف المتعاقدة في اتفاقية لاهاي لعام 1954 تعقد اجتماعها التاسع

2012/02/20

عقد في مقر اليونسكو بتاريخ 12/12/2011 الاجتماع التاسع للدول الأطراف المتعاقدة في اتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح. حضره ممثلو الدول الأطراف بما في ذلك ممثل ليبيا، المندوب لدى اليونسكو.

افتتاح الاجتماع:

افتتح الاجتماع (السيد فرانشيسكو بندرين) مساعد المديرة العامة للثقافة، وركز – في كلمته – على الخلفية التاريخية لاتفاقية لاهاي لعام 1954، واعتبر أن التوقيع على هذه الاتفاقية هو خطوة أولى أساسية، بينما الخطوة الثانية الأكثر أهمية تكمن في تطبيق الأدوات المعيارية لهذه الاتفاقية. وبين أن هذا التطبيق يترجم بأخذ الإجراءات التنفيذية الملائمة مثل حماية الممتلكات الثقافية وتدريب المهنيين المختصين بحماية الممتلكات الثقافية واعتماد قوانين وطنية تراقب كل عمل من شأنه تشكيل خطر على الممتلكات الثقافية وتعريف الجمهور بالأدوات المعيارية. وتمنى (السيد بندرين) للاجتماع نقاشاً مثمراً ونجاحاً في أعماله. وكان الاجتماع الثامن للدول الأطراف المتعاقدة في اتفاقية لاهاي قد انعقد عام 2009، والاجتماع السابع انعقد عام 2007، والاجتماع السادس انعقد عام 2005.

وتعقد عادة في نفس الفترة اجتماعات الدول الأطراف في البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي (الذي دخل حيز التنفيذ عام 2004) وكذلك اجتماعات لجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (التي تضم 12 عضواً).

وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا قد صادقت على معاهدة لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح وعلى بروتوكولها لنفس السنة بتاريخ 19/11/1957.

بينما صادقت – ليبيا – على  البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي بتاريخ 20/7/2001، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2004.

بعد كلمة الافتتاح لمساعد المديرة العامة للثقافة أخذ الاجتماع السياق التالي:

1- انتخاب الرئيس:

اقترح مندوب فنلندا أن يكون مندوب ألمانيا رئيساً للاجتماع وتمت الموافقة على هذا الاقتراح.

2- اعتماد جدول الأعمال:

عرض رئيس الاجتماع جدول الأعمال للمناقشة والمكون من البنود التالية:

- افتتاح الاجتماع، انتخاب الرئيس، اعتماد جدول الأعمال

- انتخاب نواب الرئيس الأربعة والمقرر.

- أحدث المعلومات عن تطبيق اتفاقية لاهاي لعام 1954 وبروتوكولها الثاني على الصعيد الوطني.

- تبادل الخبرات الوطنية والمناقشة.

- مسائل أخرى.

- اختتام الاجتماع.

3- انتخاب نواب الرئيس الأربعة والمقرر:

انتخب بتوافق الآراء لمنصب نائب الرئيس كل من مندوبي الدول التالية:

- السلفادور

- مصر

- إيران

- بوركينا فاسو

بينما انتخب لمنصب المقرر مندوب جمهورية السنغال

4- مناقشة تقرير عن تطبيق اتفاقية لاهاي لعام 1954 وبروتوكولها على الصعيد الوطني

قدم (السيد يان هلاديك) المسؤول في أمانة اليونسكو عن شؤون اتفاقية لاهاي، عرضاً لأحدث المعلومات عن تطبيق الاتفاقية وبروتوكولها على الصعيد الوطني للفترة: 2005-2010، مستنداً إلى المعلومات الواردة للأمانة من الدول المتعاقدة في إطار التقرير الذي تقدمه الدول كل أربع سنوات للمديرة العامة بهذا الشأن وفق ما تنص عليه الاتفاقية وبروتوكولها الأول. ويلاحظ بأن ليبيا لم تقدم التقرير المطلوب ومن ثم لم يرد ذكر ليبيا في هذا التقرير. على الرغم من أنها مطالبة به.

وبين (السيد هلاديك) أنه حتى نهاية عام 2010 كان هناك 123 دولة طرف في الاتفاقية من بينهم 100 دولة متعاقدة بالبروتوكول الأول، و 59 دولة طرف أو في طريقهم لأن يكونوا أطرافاً في البروتوكول الثاني.

كما بين أن الأمانة شاركت في أكثر من اجتماع وطني وإقليمي في المرحلة الماضية وقدمت فيها تحليلات تتعلق بجوانب مختلفة من الاتفاقية وبروتوكولها، من ذلك في عام 2005 في كل من (الأرجنتين) و(الأردن) و(سويسرا) و (بولندا) و(النمسا)، وفي عام 2006 في كل من:(الولايات المتحدة الأمريكية) و (النمسا) وفي عام 2007 في (بيلاروسيا)، وفي عام 2008 في كل من: (البوسنة والهيرسك) و (استونيا)، و (المملكة المتحدة) وفي عام 2009 في كل من: (لبنان) و (الصين) و (ايطاليا)، وفي عام 2010 في كل من:(النمسا) و (ايطاليا).

وتطرق (السيد هلاديك) إلى الدور الذي اضطلعت به اليونسكو لحماية الممتلكات الثقافية في ليبيا أثناء ثورة 17 فبراير، حيث عقدت اليونسكو اجتماعاً دولياً بتاريخ 20/10/2011 بشأن التراث الثقافي الليبي ونتج عن هذا الاجتماع اعتماد عدد من التوصيات منها تشكيل لجنة استشارية دولية بشأن حماية التراث الثقافي الليبي، حيث أوصى الاجتماع اليونسكو بوضع خطة عمل تتعلق بصون التراث الثقافي الليبي بدءاً بتنظيم بعثة لتقصي الحقائق. وتقويم الوضع الحالي بعد انتهاء النزاع المسلح في البلد.

وقد تناول مندوب ليبيا الدائم لدى اليونسكو الكلمة، وهنأ رئيسة الجلسة ونوابها والمقرر على انتخابهم وشكر الإدارة على التقرير المفصل والدقيق الذي شمل كافة الأنشطة والذي يبعث على الاطمئنان. وعبر مندوب ليبيا على الاطمئنان والراحة والقبول الحسن لما قامت به اليونسكو تجاه ليبيا في الفترة الماضية والذي يعتبر نموذجاً يحتذى به لما ينبغي أن تقوم به المنظمات الدولية. واعتبر أن اجتماع الخبراء الذي تم في اليونسكو خطوة نوعية، وأن ما تبذله المنظمة الآن في كافة الأنشطة ذات العلاقة بالثقافة في ليبيا وما تنوي إرساله من بعثات خلال الفترة القصيرة القادمة يعتبر مؤشراً ايجابياً وعملياً.

ورداً على استفسار لأحد الحضور، بين (السيد هلاديك) أن الوضع في مصر وتونس مختلف عما تم في ليبيا إذ اقتصر العمل فيهما باتفاقية عام 1970 المتعلقة بمنع الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

وعاد مساعد المديرة العامة للثقافة، (السيد بندرين)، ووضح أن لليونسكو وسائل كثيرة للتعامل مع الأزمات عندما تنشب وليست كلها تتعلق باتفاقية عام 1954، فهناك اتفاقيات عديدة تتعلق بالمواقع والممتلكات الثقافية وفي كل مرة يتم اللجوء إلى قنوات خاصة من أجل تعبئة الشركاء المحليين من أجل الحصول على المعلومات اللازمة والمناسبة للوضع، فاتفاقية عام 1954 تنفذ حين يكون هناك نزاع مسلح فقط. وأوضح أن أثناء الأزمة في ليبيا قامت اليونسكو بتفعيل اتفاقية 1954 واتصلت بحلف الأطلسي وأخطرته بضرورة حماية التراث الثقافي الليبي، وتم الإبقاء على الاتصال بالأطراف المحلية الفاعلة في ليبيا والتي كانت معنية بالمواقع وموجودة في الميدان مما أتاح الفرصة حتى أثناء الأزمة بعقد الاجتماعات المنتظمة للحصول على معلومات مستوفاة من المواقع نفسها. وبعد انتهاء النزاع قامت اليونسكو بإيفاد بعثة إلى ليبيا وكذلك فعلت منظمة (الدرع الأزرق) حيث أرسلت وفداً إلى ليبيا وقيمت الوضع في المواقع الأثرية وكانت الجهود ناجحة إلى حد كبير، فقد ثبت أن حالة المواقع كانت جيدة ولم يلحق بها ضرر جسيم أثناء النزاع، ولم تستخدم مواقع أثرية لأغراض عسكرية، وإنما تأثرت إدارة المواقع الأثرية حيث غادر عدد من العاملين مواقع عملهم نتيجة الصراع.

وبين (السيد بندرين) أن اليونسكو حاولت دعم السلطات الليبية من خلال عقد اجتماع في باريس لإدارة هذه المواقع، وأشركت في هذا الاجتماع منظمات غير حكومية والأطراف الدولية الحكومية والأطراف الأخرى الأعضاء في اتفاقية 1970. وقاموا بتقييم الوضع الحالي ورسم خطة عمل، وسيتولى مكتب اليونسكو في القاهرة تنفيذ خطة العمل المذكورة التي ستتناول المواقع والمؤسسات الثقافية وكذلك ارساء جهاز اداري ناجح يعني بكل هذه المواقع والمؤسسات الثقافية، وهو أمر سيستغرق بعض الوقت. وبين (السيد بندرين) أن اليونسكو على اتصال وثيق ويومي بالسفير والمندوب الدائم لليبيا لدى اليونسكو لهذا الغرض.

5- اعتماد التوصيات:

وقد صدر عن الاجتماع عدد من التوصيات. وأعرب الاجتماع التاسع للدول الأطراف المتعاقدة في اتفاقية لاهاي لعام 1954 في التوصية الأولى على أخذه العلم مع التقدير بالإجراءات التي اتخذتها أمانة اليونسكو الهادفة إلى حماية التراث الثقافي الليبي خلال النزاع المسلح الأخير. وقد شجع الاجتماع في توصية أخرى الدول التي لم تصادق بعد على الاتفاقية أو بروتوكولها، لأن تقوم بذلك بأسرع وقت ممكن، كما شكر المجتمعون الدول الأطراف التي قدمت تقريرها للأمانة حول تنفيذ اتفاقية عام 1954 وبروتوكولها الأول، كما شجع المجتمعون الأطراف المتعاقدة على تقديم المساهمات المالية الطوعية لتعزيز تطبيق اتفاقية 1954 وبروتوكولها الأول.

6- الختام:

أعلن عن اختتام الاجتماع التاسع للدول الأطراف المتعاقدة في اتفاقية لاهاي لعام 1954، و تحدد عام 2013 موعداً لانعقاد الاجتماع العاشر.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post