التنوع الثقافي وحالات الطوارئ

2012/12/22

يترادف جهل ثقافة الآخرين مع إفقار ثقافتنا، كما يترادف تدمير ثقافة الآخرين مع التشويه الذاتي. ولهذا السبب، يُعتبر احترام التنوع الثقافي والحوار الناتج عنه أساسيا لبقاء البشرية.
وتمثل الثقافة بتنوعها الكبير مصدر غنى للجميع، بينما يمثل التراث والإبداع ممتلكات مشتركة.
ومن شأن الإقرار بالتنوع الثقافي على مستوى التراث والإبداع في حالات ما بعد النزاع والكوارث الطبيعية أن يشدّد على قيمة الحياة ويجسّد قوة إيجابية كامنة خلف الحوار والتفاهم المتبادل والمصالحة والاستقرار الاجتماعي وإعادة الإعمار.
أما بثّ الحياة مجدداً في تراث تعرّض للاستهداف، وتحويله إلى نقطة تجمّع ورمز لمختلف الهويات، وإصلاح الضرر الذي تسببه الكوارث عبر التشديد على الأوجه التي تجمع بين الشعوب فتشكل كلها أهدافاً قصوى للأعمال المتعددة التي تتولى اليونسكو إنجازها كحفظ النصب والمواقع وحمايتها من النهب والاتجار غير المشروع بالممتلكات المنقولة والسماح للثقافات التقليدية بالتحاور مع سائر الثقافات.
ومن شأن تعزيز الممارسات الجيدة في مجال الوساطة بين المجتمعات، وتطوير الوعي بين الثقافات ولاسيما في صفوف الشبان، والتشجيع على تبادل السلع وأشكال التعبير الثقافية وعلى اللقاءات بين الجهات الفاعلة الثقافية التي تجسد رمزاً للتاريخ الوطني وإظهار الطبيعة المتعددة الأوجه للتاريخ ولما يُعرف بالثقافة الوطنية أن تساهم في بناء مستقبل مشترك للمجتمعات التي تميل إلى العودة إلى جذورها بعد أن عانت من جرّاء البشرية أو قوى الطبيعة.
تلك هي محاور التعاون التي تصوغها اليونسكو مع شركائها في إطار المشاريع التي تتولاها الدول المتضررة من النزاعات أو الكوارث الطبيعية. فعملها الهادف إلى تحقيق المصالحة بين المجتمعات سيدخل حيز التنفيذ في العراق وأفغانستان وجنوب شرق أوروبا (البوسنة والهرسك وكوسوفو) ومنطقة القوقاز والشرق الأوسط وقبرص وكمبوديا وتيمور ليشتي وكوريا الشمالية والجنوبية وأفريقيا.

المصدر: اليونسكو

Print This Post