التعليم للجميع 2000-2015: ثلث البلدان فقط حقق أهداف التعليم العالمية

2015/04/16

تمكّن ثلث البلدان فقط من تحقيق كل أهداف التعليم للجميع القابلة للقياس التي حُددت في عام 2000. ولم ينجح إلا نصف بلدان العالم في بلوغ أكثر الأهداف ترقباً، أي هدف تعميم التعليم الابتدائي. ويجب أن يؤمَّن كل عام مبلغ إضافي قدره 22 مليار دولار، إضافةً إلى المساهمات الطموحة أساساً التي تقدّمها الحكومات، لضمان تحقيق الغايات التعليمية الجديدة التي يجري تحديدها الآن لبلوغها بحلول عام 2030.

إنها النتائج الرئيسية الواردة في طبعة عام 2015 من التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع المعنونة « التعليم للجميع 2000-2015: الإنجازات والتحديات ». وتعرض هذه الطبعة التي أنتجتها اليونسكو التقدم المحرز في تحقيق أهداف التعليم للجميع على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.

وفي هذا الصدد، صرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، ما يلي: « أحرزت بلدان العالم تقدماً هائلاً في تحقيق أهداف التعليم للجميع. وعلى الرغم من عدم الالتزام بالموعد النهائي المحدد لتحقيق هذه الأهداف، وهو عام 2015، فإن عدد الأطفال الذي باتوا ملتحقين بالمدرسة يفوق بالملايين العدد الذي كان سيُسجل لو بقيت اتجاهات التسعينات على ما كانت عليه. ومع ذلك، لا تزال الكثير من بنود جدول أعمال التعليم للجميع غير منجزة. وعلينا أن نضع استراتيجيات محددة وممولة جيداً تعطي الأولوية لأشد الفئات فقراً، ولا سيما الفتيات، وتتيح تحسين جودة التعلّم وتقليص الفجوة في مهارات القرائية كي يصبح التعليم مفيداً ومعمماً ».

ويتضمن التقرير الذي نُشر اليوم، قبل موعد انعقاد المنتدى العالمي للتربية في إنشيون (جمهورية كوريا) بشهر، النتائج التالية:

الهدف 1: توسيع نطاق الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، وبخاصة لصالح أشد الأطفال ضعفاً

تمكنت نسبة 47 في المائة من البلدان من تحقيق هذا الهدف. ووصلت نسبة البلدان القريبة من تحقيقه إلى 8 في المائة، ونسبة البلدان الشديدة البعد عن تحقيقه، إلى 20 في المائة. وعلى الرغم من ذلك، كان عدد الأطفال المنتفعين بالتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في عام 2012 أعلى بما يقارب الثلثين مما كان عليه في عام 1999.

الهدف 2: تعميم التعليم الابتدائي، مع التركيز بوجه خاص على البنات وأطفال الأقليات الإثنية والأطفال المهمشين

استطاعت نسبة 52 في المائة من البلدان بلوغ هذا الهدف، ووصلت نسبة البلدان القريبة من تحقيقه إلى 10 في المائة. أما النسبة المتبقية البالغة 38 في المائة، فهي إما بعيدة وإما شديدة البعد عن تحقيقه. ونتيجةً لذلك، سيعجز ما يقارب 100 مليون طفل عن إكمال مرحلة التعليم الابتدائي في عام 2015. وبسبب النقص في التركيز على الفئات المهمشة، يُعد احتمال إكمال دورة كاملة من التعليم الابتدائي لدى الأطفال الأشد فقراً أقل بخمس مرات من احتمال إكمال هذه الدورة لدى أطفال الأسر الأغنى. وإضافةً إلى ذلك، يعيش أكثر من ثلث الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة في مناطق متأثرة بالنزاعات.

ومع ذلك، تحقق عدد من النجاحات الهامة. فعلى سبيل المثال، بات عدد الأطفال الملتحقين بالمدرسة اليوم أعلى بواقع 50 مليون طفل تقريباً مما كان عليه في عام 1999. ومع أن التعليم ليس مجانياً حتى الآن في الكثير من المناطق، فإن التحويلات النقدية وبرامج التغذية في المدارس أحدثت تأثيراً إيجابياً في معدل التحاق أطفال الأسر الفقيرة بالمدرسة.

الهدف 3: ضمان انتفاع الشباب والراشدين انتفاعاً متكافئاً ببرامج التعلّم وبفرص اكتساب مهارات الحياة

نجحت نسبة 46 في المائة من البلدان في تحقيق هدف تعميم الالتحاق بالمرحلة الدنيا من التعليم الثانوي. وارتفعت أعداد الملتحقين بهذه المرحلة التعليمية بنسبة 27 في المائة على صعيد العالم وازدادت بأكثر من الضعف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. غير أن ثلث المراهقين في البلدان المنخفضة الدخل لن يكملوا المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي في عام 2015.

الهدف 4: زيادة مستويات محو أمية الكبار بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2015

لم تستطع إلا 25 في المائة من البدان بلوغ هذا الهدف، في حين تبلغ نسبة البلدان التي لا تزال شديدة البعد عن تحقيقه 32 في المائة. ومع أن نسبة الأميين الكبار في العالم تراجعت من 18 في المائة في عام 2000 إلى 14 في المائة في عام 2015، فإن هذا التقدم يُعزى بمجمله تقريباً إلى بلوغ عدد أكبر من الشباب المتعلمين سن الرشد. وتمثّل النساء حتى الآن ما يناهز ثلثي الأميين الكبار في العالم. وتفتقر 50 في المائة من النساء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى مهارات القرائية الأساسية.

الهدف 5: تحقيق التكافؤ والمساواة بين الجنسين

مع أن التكافؤ بين الجنسين في مرحلة التعليم الابتدائي سيتحقق في 69 في المائة من البلدان بحلول عام 2015، فإن 48 في المائة من البلدان فقط ستتمكن من تحقيق هذا الهدف في مرحلة التعليم الثانوي. ويُعد زواج الأطفال والحمل المبكر من العوائق التي لا تزال تعرقل تقدّم الفتيات في مجال التعليم، شأنهما في ذلك شأن الحاجة إلى تدريب المعلمين على استخدام نهوج تعليمية تراعي قضايا الجنسين، وضرورة إصلاح المناهج الدراسية.

الهدف 6: تحسين جودة التعليم وضمان تحقيق جميع الدارسين نتائج قابلة للقياس في مجال التعلّم

تراجع عدد التلامذة إلى كل معلّم في مرحلة التعليم الابتدائي في 121 من أصل 146 بلداً بين عامَي 1990 و2012. ولكن ينبغي توظيف 4 ملايين معلّم إضافي لضمان التحاق جميع الأطفال بالمدرسة. ولا يزال ثمة نقص في المعلّمين المدرَّبين في ثلث البلدان، مع الإشارة إلى أن أقل من 50 في المائة من المعلّمين في عدد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قد حصلوا على التدريب. غير أن جودة التعليم باتت تحظى بقدر أكبر من الاهتمام منذ عام 2000، والدليل على ذلك هو ارتفاع عدد البلدان التي تجري عمليات لتقييم التعلّم على الصعيد الوطني بمقدار الضعف.

التمويل والإرادة السياسية

عمدت حكومات كثيرة منذ عام 2000 إلى زيادة إنفاقها على التعليم زيادة ملموسة. فعدد البلدان التي عززت التزامها بتمويل التعليم بنقطة مئوية واحدة أو أكثر من ناتجها القومي الإجمالي وصل إلى 38 بلداً. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال التمويل عقبة كبيرة على جميع المستويات.

وقال مدير التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، آرون بينافو، ما يلي: « إذا لم تُتخذ تدابير منسَّقة ولم يحظَ التعليم بالاهتمام الذي افتقر إليه في السنوات الخمس عشرة الماضية، سيبقى الملايين من الأطفال محرومين من التعليم وقد يتعذّر تحقيق الرؤية التحويلية لخطة التنمية المستدامة الجديدة« . وأضاف: « يجب على الحكومات تحديد السبل المناسبة لتعبئة موارد جديدة للتعليم. وعلى الشركاء الدوليين أن يضمنوا توزيع المعونة على أشد الفئات احتياجاً إليها« .

ويقدّم التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع التوصيات التالية:

تنفيذ جدول أعمال التعليم للجميع بالكامل: يتعين على الحكومات اعتماد مبدأ إلزامية التعليم في المرحلة ما قبل الابتدائية لسنة واحدة على الأقل. ويجب أن يتاح التعليم بالمجان لجميع الأطفال، ولا بد في هذا الصدد من إلغاء الرسوم المتصلة بالتعليم المدرسي والكتب الدراسية والزي المدرسي والنقل. وينبغي لراسمي السياسات أن يحددوا المهارات الواجب اكتسابها بحلول نهاية كل مرحلة من مراحل التعليم المدرسي وأن يمنحوها الأولوية. ويتعين ربط السياسات الخاصة بمحو الأمية باحتياجات المجتمعات المحلية، كما يتعين تحسين التدريب المتاح للمعلمين كي يشمل استراتيجيات تركز على قضايا الجنسين. أما الأساليب التعليمية، فينبغي أن تبرِز على نحو أفضل احتياجات الطلبة وتنوع بيئات التعليم المدرسي.

الإنصاف: يجب على الحكومات والجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدني أن تضع ما يلزم من برامج وأن تؤمِّن ما يلزم من تمويل لتلبية احتياجات أشد الفئات حرماناً كي لا يبقى أي طفل محروماً من التعليم. ويتعين على الحكومات سد الفجوات في البيانات المهمة لتتمكن من توجيه الموارد إلى الفئات الأشد احتياجاً إليها.

مرحلة ما بعد عام 2015: يجب أن تكون الغايات التعليمية المقبلة محددة بوضوح ومفيدة وواقعية. فإذا بقيت المعدلات على ما هي عليه الآن، تفيد التوقعات بأن 50 في المائة فقط من جميع الأطفال في البلدان المنخفضة الدخل سيتمكنون من إكمال المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي بحلول عام 2030. وتجدر الإشارة إلى أن حتى الهدف الأساسي المتمثل في تعميم التعليم الابتدائي سيبقى صعب المنال إذا لم تُبذل الجهود اللازمة بطريقة منسقة.

سد الفجوة في التمويل: يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون مع بلدان العالم لتحديد السبل الكفيلة بسد الفجوة السنوية في التمويل البالغة 22 مليار دولار لضمان انتفاع الجميع بالتعليم الجيد في المرحلة ما قبل الابتدائية وبالتعليم الأساسي العالي الجودة بحلول عام 2030. ولذا، يتعين إدراج غايات واضحة بشأن تمويل التعليم في إطار أهداف التنمية المستدامة لأن هذه الغايات لم تُحدد حتى الآن.

المصدر: اليونسكو

Print This Post