التربية البدنية من أجل حياة أطول وأكثر صحة وسعادة وإنتاجية

2015/01/31

يسجل الوقت الذي يخصصه الأطفال والكبار في جميع أنحاء العالم للنشاط البدني انخفاضاً يسبب عواقب وخيمة على صحتهم ومعدل طول العمر لديهم وقدرتهم على المشاركة في الفصول الدراسية وفي المجتمع وفي العمل.

وفي كتاب جديد يحمل عنوان التربية البدنية الجيدة، المبادئ التوجيهية لواضعي السياسات، تحث اليونسكو الحكومات ومخططي التربية على عكس هذا الاتجاه الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بوباء يساهم في وفاة 3.2 مليون شخص سنوياً، أي أكثر من ضعف عدد الوفيات من الإيدز.

وستصدر المبادئ التوجيهية بمناسبة اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للتربية البدنية والرياضة في لوزان في سويسرا (28-30 يناير). *

وتدعو اليونسكو الحكومات إلى عكس تراجع الاستثمار في التربية البدنية الذي شاهدناه في السنوات الأخيرة في كافة أنحاء العالم بما فيها البلدان الأغنى. ووفقاً لمصادر أوروبية على سبيل المثال، تراجع التمويل والوقت المخصص للتربية البدنية في المدارس تدريجياً في أكثر من نصف القارة، كما لا تتوفر ظروف أفضل في أمريكا الشمالية.

ويدعو الكتاب الجديد بشأن التربية البدنية، الذي نتج عن شراكة بين العديد من المنظمات الدولية والحكومية الدولية **، إلى تحسين جودة التربية البدنية وتدريب المعلمين في هذا مجال. كما يسلط الضوء على فوائد الاستثمار في التربية البدنية  مقارنةً بتكلفة عدم الاستثمار.

وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا إن « الرهانات عالية » وإن « حصص الادخار العالية المخصصة للصحة وللأهداف التعليمية تفوق بكثير الاستثمار العام في التربية البدنية. وقد ثبت أن المشاركة في التربية البدنية الجيدة يولد موقفاً إيجابياً من ممارسة النشاط البدني ويقلل فرص انخراط الشباب في السلوك الخطر ويؤثر إيجاباً على الأداء الدراسي، كما يوفر منبراً لإدماج اجتماعي أوسع ».

وتهدف المبادئ التوجيهية إلى معالجة سبعة مجالات تثير اشكاليات خاصة حُددت العام الماضي في استعراض اليونسكو الدولي بشأن وضع التربية البدنية وهي: 1. الفجوات الكبيرة بين سياسات التربية البدنية وتنفيذها؛ 2. تواصل نقص الوقت المخصص للتربية البدنية في المناهج الدراسية؛ 3. ملائمة مناهج التربية البدنية وجودتها؛ 4. جودة برامج تدريب المعلمين الأولي؛ 5. عدم كفاية جودة المرافق وصيانتها؛ 6. تواصل وجود حواجز تحول دون توفير التربية البدنية بالتساوي وانتفاع الجميع بها؛ 7. عدم كفاية التنسيق بين المدارس والجماعات.

وتعتمد التوصيات الموجهة إلى واضعي السياسات وأصحاب المصلحة في مجال التعليم على دراسات بشأن برامج غالباً ما تقوم بها منظمات أهلية غير حكومية. وتثمن قصص النجاح في أفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا امكانية تحقيق أهداف من خلال التربية البدنية الجيدة : يتعلم الشباب كيفية إعداد خطط ورصد التقدم المحرز في التوصل إلى أهداف وضعوها بأنفسهم، وهو ما يؤثر مباشرة في ثقتهم في أنفسهم ومهاراتهم الاجتماعية وقدرتهم على المشاركة في الفصول الدراسية.

بما أن المدارس وحدها لا تمكن من القيام بالساعة الكاملة اليومية من النشاط البدني الموصى بها لجميع الشباب، يجب أن تعزز سياسات تخطيط محكمة تآزر طاقات التربية البدنية بين التعليم الرسمي والجماعات. وتسلط تجارب مثل الباص العجيب (الهند)، الذي يستخدم النشاط البدني لمساعدة المنقطعين عن الدراسة على الرجوع إلى مقاعد الفصول الدراسية، الضوء على الإمكانيات التي يوفرها التنسيق بين المدارس والأطراف الأخرى.

ويعزز الكتاب مفهوم « المعرفة البدنية » الذي عرفته منظمة معلمي التربية البدنية والصحة الكندية في جواز السفر من أجل الحياة بالقدرة على التحرك « بلياقة وثقة في مجموعة واسعة من الأنشطة البدنية في بيئات عديدة تعود بالنفع على التنمية الصحية للشخص ككل. وعادةً ما يكون كثيروا الحركة أكثر توفيقاً دراسياً واجتماعياً فقد أدركوا أهمية النشاط مدى الحياة وأصبحت لديهم القدرة على نقل لياقتهم من مجال إلى آخر. ويتمتع المتعلمون بدنياً بلياقة وثقة تمكنهم من التحرك على النحو الذي يريدونه. ويمكنهم إثبات مهاراتهم وثقتهم في عديد البيئات ومختلف الأنشطة البدنية واستخدام مهاراتهم وثقتهم ليكونوا نشطين وفي صحة جيدة. »

ولتحقيق فوائد التربية البدنية الجيدة في المجتمع، توضح المبادئ التوجيهية أنه على المخططين تأمين انتفاع الفتيات بالتربية البدنية بسهولة كالشباب وانتفاع الأطفال في المدارس وغير الملتحقين بالمدارس بها على حد سواء.

وصيغت المبادئ التوجيهية بناءً على طلب اللجنة الدولية الحكومية للتربية البدنية والرياضة والمشاركين في المؤتمر الدولي للوزراء وكبار المسؤولين المعنيين بالتربية البدنية والرياضة (برلين 2013). وستشرع اليونسكو وشركاؤها في المشروع في العمل مع عدد من البلدان التي ستنخرط في عملية مراجعة السياسات في هذا المجال كجزء من عمل اليونسكو على دعم الجهود الوطنية الهادفة إلى تكييف نظمها التعليمية مع الاحتياجات الراهنة (انظر التربية البدنية الجيدة تساهم في تعليم القرن الواحد والعشرين).

المصدر: اليونسكو

Print This Post