الاستثمار في التربية والعلوم شأن حيوي في العالم العربي

2015/01/24

أجري لقاء ضمن فعاليات احتفالية السنة الدولية للضوء في مقر اليونسكو في باريس بالعالم المصري-الأمريكي أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، لعمله الرائد في مجال كيمياء الفيمتو. فيما يلي ما دار في هذا اللقاء:

من المعروف أنك رائد في مجال كيمياء الفيمتو. كيف يمكن اليوم لكيمياء الفيمتو حفز تطوير التكنولوجيات القائمة على الضوء؟ وهل هناك تطبيقات عملية من شأنها تحسين نوعية حياتنا في جميع أرجاء العالم؟

إن مجال علم الفيمتو برمته يعتمد على الروابط بين ليزر الفيمتوثانية والتفاعل مع المواد؛ ومن ثم ففيما يخص التكنولوجيا، فإن هذا العلم يطور مجموعة كاملة من ليزر الفيمتوثانية. وثمة جزء يتمثل في التكنولوجيا، بينما الجزء الآخر هو العلم ذاته؛ وهذه هي المرة الأولى التي أمكن لنا فيها دراسة حركة الذرات والجزيئات. فهذه الذرات والجزئيات تتحرك؛ وإذا ما أثير السؤال التالي: « كيف أنها تحب وتكره بعضها البعض؟ »، نقول: إن العلوم تنطوي على مجموعات واسعة النطاق من التطبيقات.

إنك العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل للعلوم. كيف يمكن لنا اليوم تشجيع المضي في مجال العلوم، ولاسيما لدى الشباب في العالم العربي؟

لكي أكون أميناً معك، فيجب أن أعبر لك عن بالغ أسفي لكوني الشخص الوحيد الحائز على هذه الجائزة، ليس في العالم العربي فحسب، ولكن في العالم الإسلامي بأسره الذي يضم أكثر من مليار نسمة. هل لذلك معنى والكل يعلم ما هي انجازات علماء العرب والمسلمين منذ آلاف السنين؟ إن في ذلك ما يدعو إلى الأسى. ولقد قلت غير مرة أن جائزة نوبل لو كانت تُمنح حينما بلغت مكتبة الإسكندرية أوج عظمتها منذ ألفي سنة، لكانت مصر قد حصلت على معظم الجوائز. والرأي عندي أنه يمكن إصلاح الأوضاع الراهنة من خلال الاستثمار بقدر أكبر في مجالات التعليم والعلوم؛ وهذا هو ما يجب علينا القيام به في هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه. كما أن هذا هو ما أحاول جاهداً جذب اهتمام الناس إليه في العالم العربي ـ الإسلامي.

ما الذي تأمله في ما يتعلق بما ينبغي انجازه في السنة الدولية للضوء 2015؟

إن الأمر يتعلق في نظري بمجال التوعية أكثر من أي شيء آخر. وإني أعتقد أن الناس يعيشون بفضل ما تنطوي عليه العلوم من قيمة، ولكنهم يجهلون هذه الحقيقة. فإن أُتيح لهم فرصة مثل « سنة الضوء »، فسيتراءى لهم مدى ما تتسم به العلوم من جوانب رائعة وراسخة تستند إليها حياتنا.

بعد مرور ألف سنة على نشر « كتاب المناظر » لابن الهيثم، ما هو التأثير الذي أحدثه هذا العلامة ومؤلفه الشهير؟

إن أهم ما في الأمر هو أننا نعتمد جميعاً في أعمالنا العلمية على ما حققه العلماء الآخرون قبلنا. فلولا ما بناه ديكارت ونيوتن وبيكون وغيرهم استناداً إلى إنجازات ابن الهيثم ، لما استطاع العالم أن يدرك قيمة هذه الإنجازات. وإني آمل اليوم أن يستفيد العالم العربي والإسلامي من الانجازات التي تحققت في العالم الغربي، وأن يطورها، مثلما يفعل الصينيون والكوريون الجنوبيون في الوقت الحاضر؛ ومن ثم ففي مقدورنا أيضاً أن نستفيد بدورنا في هذا الشأن وأن نكون جزءًا لا يتجزأ من العالم.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post