الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية: بند على جدول أعمال الدورة 190 للمجلس التنفيذي

2012/10/7

إن الطلب من اليونسكو بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هو موضع اهتمام المجموعة العربية منذ أمد طويل. وشكلت المجموعة في إحدى اجتماعاتها الماضية – هذا العام – لجنة تتكون من مندوبي: ليبيا، السعودية والمغرب لإعداد مذكرة توضيحية حول طلب الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية مرفقة بمشروع قرار يقدم إلى المجلس التنفيذي في دورته 190 الحالية. وقد أقرت المجموعة العربية في اجتماعها بتاريخ 4/10/2012 هذا المشروع وقدمته إلى المجلس التنفيذي. ومن المتوقع أن ينظر المجلس  في هذا المقترح يوم الأربعاء (10 أكتوبر) القادم.

وفيما يلي الأسس التي انطلقت منها المجموعة العربية في تقديم مشروع القرار:

1-   اللغة العربية أكثر لغات المجموعة السامية استخداماً، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة. ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال واريتريا. واللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى أتباع  الديانة الإسلامية، فهي لغة مصدري التشريع الأساسيين في الاسلام؛ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية المروية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الاسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. والعربية هي أيضاً لغة طقسية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في العالم العربي. كما كتب بها عدد من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

2-   أثر انتشار الاسلام في سمو مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون. وأثرت العربية تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي؛ كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والاندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالأسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.

3-    تدرس اللغة العربية بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي. العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في السنغال ومالي وتشاد واريتريا. وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظومة الأمم المتحدة.

4-   اللغة ليست مجرد أداة للاتصال، فهي تمثل نسيج التعبيرات الثقافية، وهي الحامل للهوية والقيم ورؤى العالم، وهي وعاء التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات وتمد الجسور لتوثيق العلاقة بين المجتمعات وإثراء تنوع أشكال التعبير والتفاعل وتبادل الدعم والتمكين. وتقع اللغة العربية في صميم هذا التوجه بما لديها من مخزون لفظي من اللغات الأخرى. وبما تثري به – هي نفسها – هذه  اللغات من تركيبات لفظية ومصطلحات.

5-   يكتسى تعدد اللغات – بوصفه عنصراً في الاتصال المتناسق بين الشعوب – أهمية خاصة بالنسبة لمنظمات الأمم المتحدة، وهو إذ يشجع على الحوار والتواصل والتسامح، فإنه يكفل مشاركة فعالة ومتزايدة للجميع في سير عمل هذه المنظمات، وكذلك فعالية أكبر ونتائج أفضل ومشاركة أكبر. وينبغي الحفاظ على تعدد اللغات وتشجيعه بإجراءات متنوعة داخل منظومة الأمم المتحدة بروح المشاركة والاتصال.

6-   لقد كان التوازن بين اللغات الرسمية الست؛ أي الانجليزية والفرنسية والعربية والاسبانية والصينية والروسية شغلاً شاغلاً لكل الأمناء العامين لمنظمات الأمم المتحدة. واتخذت عدة إجراءات منذ عام 1946 إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون منظومة الأمم المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن.

7-   أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر من عام 1973 خلال دورتها الثامنة والعشرين القرار رقم: (د 18/ 3190) يقضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، والقيام بناء عليه، بتعديل أحكام النظام الداخلي للجمعية العامة المتصلة بالموضوع. وكانت اللغة العربية معتمدة كلغة رسمية قبل ذلك التاريخ في اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الوحدة الإفريقية.

8-   أعلنت اليونسكو في 17 نوفمبر 1999 في الدورة الثلاثين للمؤتمر العام، يوم 21 فبراير اليوم الدولي للغة الأم (30C/DR35) من أجل النهوض بالتنوع اللغوي والثقافي.

9-   عملاً بقرار المؤتمر العام لليونسكو في دورته 33 في 20 أكتوبر 2005 (رقم 33 م/5)، وبناء على رسالة موجهة من مدير عام اليونسكو إلى الأمين العام للأمم المتحدة مؤرخة في 26 فبراير 2007 بشأن إعلان سنة 2008 سنة دولية للغات، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 مايو 2007 إعلان سنة 2008 سنة دولية للغات بموجب القرار رقم (A/RES/61/266).

10-  في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في منظومة الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قراراً بتاريخ 19 فبراير 2010 يحمل الرقم OBV/853 PI/1926)) عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم  والذي يقع في 21 فبراير من كل عام، يقضي العمل على الاحتفال بيوم عالمي لكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وحددت الأيام الدولية للغات على النحو التالي:

·  الاحتفال بيوم اللغة الفرنسية (اليوم الدولي للفرانكفونية) في 20 مارس؛

·  الاحتفال بيوم اللغة الصينية (تخليداً لذكرى سانغ جيه مؤسس الأبجدية الصينية) في 20 أبريل؛

· الاحتفال بيوم اللغة الانجليزية (الذكرى السنوية لوفاة الكاتب الانجليزي ويليام شيكسبير) في 23 أبريل؛

· الاحتفال بيوم اللغة الروسية (الذكرى السنوية لميلاد الشاعر الروسي الكسندر بوشكين) في 6 يونيو؛

· الاحتفال بيوم اللغة الاسبانية (ذكرى يوم الثقافة الاسبانية) في 21 أكتوبر؛

·  الاحتفال بيوم الغة العربية (يوم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة) في 18 ديسمبر.

ففي يوم 18/12/1973 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم: (د 28 3190) يقضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

11-  أن الغرض من الاحتفال بأي يوم من أيام اللغات الست هو زيادة الوعي بين الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة وموظفيها بتاريخ كل من هذه اللغات وثقافاتها وتطورها. ولكل المتحدثين بأي من هذه اللغات إعداد برنامج أنشطة لليوم الخاص بها، بما في ذلك دعوة شعراء وكتاب وأدباء معروفين للمشاركة في الاحتفالية. بالإضافة إلى تطوير مواد إعلامية متعلقة بالحدث. واللغة العربية ليست استثناء من ذلك.

12-  أن الاحتفال بيوم أي لغة من خلال فرق العزف الموسيقية والقراءات الأدبية والمسابقات التنافسية وإقامة المعارض الثقافية والمحاضرات والعروض الفنية والمسرحية والشعبية وخلق مناسبات للتعرف على المخزون الثقافي والاجتماعي لتلك اللغة هو تعبير عن التنوع الثقافي للدول الناطقة بها وفرصة لاستكشاف المزيد عن اللغة وأثرها في الحضارة الإنسانية.

13-  أن المجموعة العربية لدى اليونسكو ستعمل على تمويل الأنشطة المتعلقة بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وبالتالي لن يرتب القرار المستهدف أي التزامات مالية على المنظمة.

وتأمل المجموعة العربية من المجلس التنفيذي أن:

   1)  يدرك، ما للغة العربية من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته؛

   2)  ويدرك، أيضاً أن اللغة العربية هي لغة اثنين وعشرين عضواً من الدول الأعضاء في اليونسكو وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي. ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين.

   3)  ويتفهم، ضرورة تحقيق تعاون أوسع نطاقاً بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما ينسجم مع ما ورد في ميثاق اليونسكو.

   4)  ويذكر، بالقرار رقم: (د 28/3190) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والعشرين بتاريخ 18/12/1973 القاضي باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية.

   5) ويرحب، بالقرار رقم: (OBV/853-PI-1926) الذي اعتمدته إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام في 19 فبراير 2010 والذي يقضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست في الأمم المتحدة – والذي حدد 18 ديسمبر يوماً عالمياً للغة العربية.

   6)  ويقدر؛ ما قدمته الدول العربية وتلك التي تتخذ العربية لغة رسمية من تأكيدات لحفظ وصون هذه اللغة والاحتفاء بها.

   7) ويدعو، المديرة العامة إلى إدراج اليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر من كل عام ضمن الأيام الدولية التي تحتفل بها اليونسكو.

 

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post