الاجتماع الإعلامي المتعلق بالأزمتين السورية والعراقية

2015/04/20

عُقد في مقر اليونسكو يوم 8 أبريل 2015 اجتماع إعلامي يتعلق بالردود حول الأزمتين السورية والعراقية، ترأست الاجتماع السيد إيرينا بوكوفا المديرة العام لمنظمة اليونسكو التي تحدثت فأشارت إلى  أن سوريا تمر بأزمة إنسانية وأن المهاجرين السوريين يعانون من مشاكل كثيرة.

وركّزت السيد المديرة العامة على الصراعات المشتعلة في سوريا والعراق وعلى ما خلّفته من دمار وتشريد لمئات الآلاف من العائلات وأنه يجب علي المجتمع الدولي إيجاد حلاً لهذه الأزمات المتفاقمة. وشدّدت السيدة بوكوفا على أن التراث العالمي مهدد في سوريا والعراق واليمن وليبيا، حيث تم تدمير متحف مدينة الموصل في العراق وكذلك تم الاعتداء على مدينة النمرود، وتتعرض المناطق الأثرية في سوريا للسرقة والاتجار بالآثار في كل يوم.

وذكرت المدير العامة بأنها قامت بزيارة للعراق من أجل إعلان تضامنها مع الشعب العراقي لما يتهدده من أخطار التطرف التي تحاول هدم التراث العالمي في هذا البلد، وأشارت الى أنها شاركت الطلاب والشباب العراقيين في جامعة بغداد موقفهم عندما رفعوا شعار متحدون من أجل التراث (Unite for Heritage)، وقالت أنها قامت أيضاً بزيارة إلى تونس من أجل إيصال دعمها الخاص للشعب التونسي في مواجهة الإرهاب بعد التفجير الذي استهدف متحف باردو، وقد شاركت في المظاهرة التي خرجت في تونس يوم الأحد 29 مارس 2015 منددةً بالإرهاب.

أما عن زيارتها لبغداد فذكرت أنها قابلت وزير السياحة في العراق، وقد تم إطلاق مشروع طوارئ لحماية المتاحف والمواقع الأثرية الذي دعمته اليابان، وبهذه المناسبة قدمت السيدة بوكوفا الشكر لدولة اليابان على هذا الدعم، كما شكرت أيضاً النرويج وكذلك الاتحاد الأوروبي على دعمهم لحماية التراث في العراق وسوريا. وفي النهاية أكدت المديرة العامة على أنها ستُنظم في الأسابيع القادمة في اليونسكو سلسلة من النشاطات مع الخبراء والدول والمؤسسات لتوضيح مسؤولية كل جهة، وإطلاق حملة تضامن واسع من أجل حماية التراث في حالات الصراع المسلح والنزاعات بصفة عامه.

تحدث بعد ذلك السيد حمد الهمامي مدير مكتب اليونسكو الاقليمي للدول العربية ببيروت حيث أشار إلى أن الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس قد تسببت بمأساة إنسانية غير مسبوقة، وقد تسبّب الصراع المسلح في سوريا في نزوح داخلي لما يقارب من 7 ملايين شخص، فضلاً عن تشريد حوالي 3،2 مليون سوري من اللاجئين إلى الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص في العراق والأردن ولبنان وتركيا.

وأكّد المتحدث علي أن هذا التدفق المتزايد للاجئين السوريين يتطلب ميزانية إنسانية سنوية قيمتها 4،4 مليار دولار للدول المجاورة و2،8 مليار دولار لسوريا، هذا حسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2014 والذي تم التأكيد فيه على أن نحو 50 % من النازحين واللاجئين في الداخل هم من الأطفال والشباب. وأضاف السيد الهمامي إلى أنه وفقاً للتحديث السوري الإقليمي ما بين الوكالات الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أكتوبر 2014، يقيم نحو 400 ألف لاجئ في مخيمات للاجئين في المنطقة، في حين تشير التقديرات إلى أن نسبة 40 % من أولئك اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات يعيشون دون الحد الأدنى من معايير اللجوء. وأضاف السيد الهمامي بأن هناك حوالي مليون وسبعمائة ألف لاجئ سوري في تركيا، وأن أكبر مخيم للاجئين السوريين يوجد في الأردن وهو يضم حوالي ثمانين ألف لاجئ.

وعبر المتحدث أيضاً عن قلقه من استمرار النزاع في سوريا الذي تسبب في نزوح  جماعي داخلي وخارجي حيث أن هذا النزوح أنتج عواقب مهولة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مما أسفر عن عرقلة مسيرة التنمية في هذه الدول، فقد أُرغم ملايين اللاجئين السوريين في الداخل السوري على التخلي عن بيوتهم وسبل عيشهم سعياً إلى ملجأ آمن في مكان آخر في ظروف بالغة القسوة، حيث أجبرت الأزمة السورية 3 ملايين من الأطفال والشباب على ترك الدراسة.

وأشار السيد الهمامي إلى أن تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بداية العام 2014ـ 2015 يشير إلى أن العراق والأردن ولبنان قد تمكنت من استيعاب من 20 إلى 60 % فقط من الأطفال والشباب السوريين في سن الدراسة ضمن التعليم المدرسي النظامي مما يخلق فجوة تعليمية تقارب نسبة 70 % من الشباب السوري النازح لم يحظى بتعليم وتدريب نوعي.

وبعد ذلك تم عرض فيديو قصير بعنوان: الرؤية العالمية (World Vision) وهو يُلخّص معاناة الأطفال السوريين النازحين في لبنان، وقضية اندماجهم في المجتمع اللبناني، ونظرة شباب لبنان لهم.

كما تحدث أيضاً السيد إكسيل بلاف، مدير مكتب اليونسكو في بغداد، حيث أشار إلى الأزمة السياسية في العراق وإلى المشاكل التي يواجهها التعليم هناك، وأشار إلى أن نسبة 60 % تقريباً من النازحين السوريين في المدن العراقية خارج المخيمات يُعانون من عدم وجود فرص للوصول إلى المدارس الثانوية، وإن وُجدت تلك الفرص فهي محدودة لأن أغلبية الأطفال السوريين النازحين يتحدثون باللغة العربية، في حين أن اللغة الكردية هي اللغة المعتمدة في التعليم في كردستان العراق.

وأكّد المتحدث على أن الصراع الدائر في العراق قد أثر بشكل كبير على وضع مواقع التراث العالمي في هذا البلد حيث تُدمّر الآثار وتُنهب وتُسرق لتباع خارج العراق، وأنه ينبغي على المجتمع الدولي إيجاد حل لإيقاف هذا التدمير والنهب الممنهج للتراث الإنساني.

وبعد ذلك حدث نقاش مهم حيث طلب الكلمة عدد كبير من المندوبين الدائمين، من بينهم مندوب لبنان ومندوب اليمن، ونائبة مندوب العراق، ومندوبة سوريا، ومندوب اليابان، حيث عبروا جميعاً عن قلقهم لما يحدث من نزاعات مسلحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأثنوا على الجهود التي تقوم بها اليونسكو في هذه القضايا الساخنة التي تمر بها المنطقة العربية من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية، هذه الأزمات التي تسببت في تدني في التعليم ونزوح جماعي وتدمير للتراث في أغلب البلدان الواقعة تحت النزاع، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا. وقد ثمّن المتحدثون جهود السيدة إيرينا بوكوفا في هذا الشأن وتنقلاتها السريعة من دولة الي أخرى معلنةً تضامن اليونسكو مع الشعوب ونبذها للإرهاب.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post