اجتماع مشترك للجنة الدولية واللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا

2014/10/9

عقدت في مقر اليونسكو يومي 9 و10 سبتمبر 2014، وبالاشتراك مع الدورة الحادية والعشرين (21) للجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا (IBC)، جلسة مشتركة بين هذه اللجنة واللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا (IGBC). بينما عقدت الدورة 21 للجنة الدولية (IBC) للفترة 8ـ12 سبتمبر، وكانت جلساتها خارج إطار الاجتماع المشترك مغلقة.

وتتألف اللجنة الدولية الحكومية (IGBC)، التي تم إنشاؤها عام 1998، من ممثلين عن 36 دولة عضو في اليونسكو لولاية مدتها أربع سنوات، ويتم تجديد تشكيلها في كل دورة من دورات المؤتمر العام. وللدول العربية أربعة مقاعد فيها، يشغلها كل من لبنان (حتى عام 2017)، والكويت وتونس والأردن (حتى عام 2015). وتترأس هذه اللجنة حالياً تايلاند (السيد يونجيوس يوثافونغ) ويتألف مكتبها من عضوية كل من لبنان، البرازيل، كندا، ساحل العاج وليتوانيا.

أما اللجنة الدولية (IBC)، التي أنشئت عام 1993، فتتألف من 36 خبيراً مستقلاً يعينهم المدير العام لليونسكو بصفتهم الشخصية لولاية مدتها أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ويجدد نصفهم كل سنتين. ويشارك في عضوية اللجنة حالياً خبراء عرب من مصر (حتى عام 2017) ومن كل من تونس والكويت وعُمان (حتى عام 2015).

وقد أدرجت على جدول أعمال الاجتماع عدة بنود أهمها:

ـ تقديم تقرير التقدم المرحلي لبرنامج اليونسكو لأخلاقيات البيولوجيا؛

ـ دراسة مسألة مراجعة التوصية الخاصة بوضع العاملين في مجال البحث العلمي لعام 1974؛

ـ تناول مبدأ تقاسم المنافع الذي تنص عليه المادة 15 للإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان؛

ـ تحديث عملية التفكير التي اضطلعت بها لجنة (IBC) بشأن المجين البشري وحقوق الإنسان؛

ـ عملية تفكير شاملة بشأن الجوانب الأخلاقية للتقنيات المتلاقية؛

وقد اشترك في رئاسة الاجتماع المشترك للجنتين (IBC) و (IGBC) كل من رئيس اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا السيد ستيفانو سيمبليسي (ايطاليا) ونائب رئيس اللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا (IGBC) السيد بيتر مونيت (كندا) نيابة عن رئيس اللجنة (تايلاند) الذي لم يتمكن من حضور الاجتماع.

كلمة المديرة العامة:

وبدأ الاجتماع برسالة مسجلة للمديرة العامة أشارت فيها إلى مرحلة التغيير والنقاش التي يمر بها العالم اليوم، وذكّرت بإنشائها للمجلس رفيع المستوى حول العلوم لأجل التنمية. واعتبرت المديرة العامة أن هناك إجماع دولي حول أهمية العلوم لتحقيق التنمية المستدامة، ومزيد من الاعتراف عالمياً بالحاجة لإخضاع الابتكارات العلمية والتقنية للتفكير النقدي، وأكدت على ضرورة أن تعزز الحلول المعتمدة الكرامة الانسانية، وعلى الحاجة لمبادئ أخلاقية واضحة في هذا المجال تطبق على علوم الحياة وعلى التقنيات المرتبطة بها. وشددت المديرة العامة في كلمتها على الدور الرئيسي للجنتين في هذا المجال.

كلمة رئيسي اللجنتين:

وألقى رئيس اللجنة الدولية (IBC) كلمة أكد فيها أن المهمة الأساسية للجنة في مرحلة العامين الحالية (2014ـ2015) تتركز حول موضوعين أساسيين هما:

ـ المادة 15 للإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان حول تقاسم المنافع؛

ـ المجين البشري وحقوق الإنسان؛

وبين أنه تم تشكيل فريقي عمل لتناول الموضوعين، حيث أعدا ملفين تضمنا ملاحظات مفاهيمية أولية حول الموضوعين للمساعدة على تناولهما، وُزعا على الدول الأعضاء في اللجنة الدولية الحكومية  (IGBC) وعلى أعضاء في اللجنة الدولية (IBC) وأعضاء اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجيا (COMEST) بالإضافة لأعضاء اللجنة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة حول أخلاقيات البيولوجيا، لإبداء الملاحظات والآراء بشأنهما. وقد وزعت الملاحظات المفاهيمية حول الموضوعين بالإضافة لملاحظات الدول المقدمة بشأنها على المشاركين في الاجتماع. وبين رئيس اللجنة أن هذه الملاحظات المفاهيمية ليست مكتملة بعد، ولا تعبر عن الرأي الرسمي للجنة، وهدفها إعطاء فكرة أولية عن المواضيع التي يمكن مناقشتها في هذا المجال. كما ألقى نائب رئيس لجنة (IGBC) كلمة باسمه وباسم رئيس اللجنة أشار فيها إلى الرسالة التي وجهها الأخير للدول الأعضاء في 21 يوليو يطالبها فيها بملء استمارة التقييم الذاتي للجنة الدولية الحكومية (IGBC) في إطار عملية مراجعة حوكمة اللجان والمجالس التي يضطلع بها المراقب المالي الخارجي. وبيّن نائب الرئيس أن ثلاث دول أرسلت إجابات وأن الموعد النهائي كان في 2 سبتمبر 2014، كما أشار إلى تركيز الدول على مسألة تعزيز التآزر بين اللجان الثلاث المهتمة بأخلاقيات البيولوجيا(IBC)، (IGBC)، (COMEST).

تقرير اليونسكو عن أنشطة وانجازات البرنامج في المرحلة الماضية:

قدمت رئيسة قسم أخلاقيات البيولوجيا وأخلاقيات العلوم (السيدة دافنا فينهولز) عرضاً عن أنشطة وانجازات برنامج اليونسكو لأخلاقيات البيولوجيا للمرحلة الماضية، مركزة على المحاور التالية:

  • أنشطة بناء القدرات، حيث ذكرت:

ـ التقدم الحاصل في دعم الدول الأعضاء في إنشاء لجان وطنية لأخلاقيات البيولوجيا خاصة بها (Assisting Bioethics Program/ABC). حيث أن البرنامج يدعم كل دولة لمدة ثلاث سنوات لهذا الهدف، كما أنه يوفر لكل لجنة تم إنشاؤها ثلاث دورات تدريب. وأعطت أمثلة عن العمل المنجز في هذا المجال ولاسيما في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي وفي منطقة آسيا والمحيط الهادي.

ـ التقدم الحاصل في برنامج الأخلاقيات في التعليم(Ethics in Education Program/EEP)، حيث بينت رئيسة القسم أن دورة التدريب عندما تنظم في دولة ما لا تفيدها هي وحدها فقط وإنما يشارك فيها ويستفيد منها معنيون من كافة دول تلك المنطقة عموماً. وقد أيد مندوب الأردن ذلك مؤكداً أن برنامج تدريب المعلمين الذي سينظم في الأردن في الفترة 19ـ24 أكتوبر 2014 سيشارك فيه 30 شخصاً، 12 منهم فقط من الأردن. كما تناولت المتحدثة توقيع مذكرات تفاهم لتطبيق منهاج اليونسكو لأخلاقيات البيولوجيا مع جامعات في البرازيل والأرجنتين، بالإضافة لتدريب الصحفيين في مجال العلوم على كيفية التعامل مع المسائل المرتبطة بأخلاقيات البيولوجيا.

  • الاحتفال بمرور 20 عاماً على إنشاء برنامج اليونسكو لأخلاقيات البيولوجيا. حيث عقدت مائدة مستديرة في سبتمبر 2013 بعنوان (برنامج اليونسكو لأخلاقيات البيولوجيا: ما هو دوره في العشرين سنة القادمة) شارك فيها أعضاء حاليون وقدامى في اللجنتين وتناقشوا بشأن أهم التحديات في هذا المجال وما تحقق في العشرين سنة الماضية والمتوقع تحقيقه في المستقبل. وبينت الأمانة أن كتاباً من 120 صفحة بعنوان (أخلاقيات البيولوجيا العالمية: لأجل ماذا؟)، من المقرر إصداره في نهاية العام ويتضمن أربعة فصول تتناول مفهوم أخلاقيات البيولوجيا، المسائل الفلسفية والمعيارية، حالات محددة، والتحديات المستقبلية.
  • الهيكلية الجديدة لأمانة اليونسكو وتأثيرها على تنفيذ البرنامج حيث تم دمج قسمي أخلاقيات البيولوجيا وأخلاقيات العلوم في قسم واحد يدير البرنامجين. وذكّرت الأمانة بأن الدول الأعضاء أعطت البرنامج أولوية عالية، وأشارت إلى أن اجتماعات تقييم ذاتي عقدت بين رؤساء اللجان الثلاث المعنية بالموضوع (COMEST, IGBC, IBC) وبين تلك اللجان.
  • الأنشطة الجديدة، حيث تناولت الأمانة:

ـ مشروع SATORI الذي يضم شريحة واسعة من المشاركين الذين يعملون على مدى 45 شهراً لوضع هيكل تقييمي أخلاقي بهدف جعل المبادئ الأخلاقية والقوانين مطبقة في الأبحاث العلمية والابتكارات.

ـ جائزة ابن سينا (التي أنشئت عام 2002 بمبادرة من إيران ووزعت لأول مرة عام 2004) والهادفة إلى تشجيع التفكير الأخلاقي وزيادة الوعي الدولي بشأن الأخلاقيات في العلوم.

ـ التعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، والوكالات الإقليمية.

ـ مشروع « المكافأة » الممول من الاتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى استخدام الأبحاث الأخلاقية لتحديد أفضل المكافآت الخاصة بالابتكارات القائمة على النتائج، وذلك لأجل توفير الدواء للفقراء مع مراعاة الملكية الفكرية.

مراجعة توصية اليونسكو لعام 1974 حول وضع الباحثين العلميين:

قدمت الأمانة عرضاً لموضوع مراجعة التوصية الصادرة عن اليونسكو عام 1974 حول وضع الباحثين العلميين، والتي قررت الدورة 37 للمؤتمر العام (2013) إجراءها على مدى أربع سنوات (2014ـ2017). وتهدف المراجعة إلى أخذ آخر التحديات الأخلاقية والنظامية المتعلقة بحوكمة العلوم وبالعلاقة بينها وبين المجتمع، بعين الاعتبار. وبينت الأمانة أن عملية المراجعة التي يفترض أن ينتهي العمل بها قبل حلول موعد الدورة 39 للمؤتمر العام (2017)، مبرمجة على مراحل كالتالي:

ـ حتى 1 نوفمبر 2014: طلب رأي ومشورة اللجان الثلاث وشركاء اليونسكو؛

ـ من 15 فبراير حتى 15 يوليو 2015: طلب ثان للرأي والمشورة؛

ـ في 2016: مزيد من المشاورات تجريها الدول الأعضاء في اليونسكو؛

ـ بداية 2017: تحضير مسودة أولية لنص معدل؛

ـ نهاية 2017: مناقشة الدول الأعضاء للمسودة المعروضة والملاحظات والمقترحات الواردة بشأنها في المؤتمر العام واعتماد النص بعد تعديله.

وقد علق عدد من الخبراء والوفود على الموضوع، مؤكدين على عدد من الأمور أهمها:

ـ أن تأخذ المشاورات بعين الاعتبار إمكانية استخدام الأبحاث العلمية لأغراض أخرى غير تلك التي أجريت من أجلها أساساً.

ـ الحاجة إلى تناول مسألة الانصاف في الاستفادة من التطورات العلمية.

ـ ضرورة الاتساق بين العنوان ومحتوى الوثيقة، حيث أن عنوان المراجعة يتناول الباحثين (الأشخاص) بينما ما يتم التركيز عليه والنظر فيه هو الهياكل.

ـ ضرورة الربط بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية.

ـ ضرورة تناول سياسات النشر الخاصة بالبحوث العلمية والتطرق للصعوبات التي يلاقيها الباحثون العلميون من دول الجنوب في نشر أبحاثهم.

بحث مبدأ تقاسم المنافع الذي تنص عليه المادة 15 من الإعلان العالمي لعام 2005:

قدمت بعد ذلك البروفسور ديليا سانشيز، الخبيرة المتخصصة من أوروغواي ونائبة رئيس اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا، عرضاً عن مبدأ تقاسم المنافع الذي تنص عليه المادة 15 من الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان لعام 2005، وعن المذكرة المفاهيمية حول الموضوع التي أعدها فريق العمل المعني. وقد ذكّرت الخبيرة بأن المادة 15 للإعلان المذكور تنص على أنه: « ينبغي تشاطر المنافع التي يسفر عنها أي بحث علمي وتطبيقاته مع المجتمع ككل، وينبغي تشاطرها كذلك في إطار المجتمع الدولي وبصفة خاصة مع البلدان النامية ».

ويحدد الإعلان بعض أشكال هذه المنافع مثل:

ـ تقديم مساعدة للمشاركين في البحوث العلمية؛

ـ إتاحة الحصول على الرعاية الصحية الجيدة؛

ـ توفير الوسائل أو المنتجات التشخيصية والعلاجية الجديدة التي تتوصل اليها البحوث العلمية؛

ـ تقديم الدعم للمرافق الصحية؛

ـ إتاحة الانتفاع بالمعارف العلمية والتكنولوجية؛

ـ توفير مرافق لبناء القدرات لأغراض البحوث.

وفي عرضها للمذكرة المفاهيمية أشارت نائبة رئيس اللجنة إلى إمكانية أن تنظر اللجنة في كيفية تحقيق مبدأ تشاطر المنافع المشار إليه على أرض الواقع، وإلى إمكانية أن تنظر في الفوارق بين إنتاج المعارف العلمية والتقنية والنتاج البشري في مجالات أخرى والذي لا يتم تقاسم منافعه. وبينت المتحدثة أن واضعي الإعلان العالمي لعام 2005 والمادة 15 منه بالتحديد يعتبرون المعارف العلمية ملكاً عاماً عالمياً، وأنهم يميزونها عن المصادر الأخرى للمعارف.

كما تناولت المذكرة المفاهيمية مسألة تقاسم المنافع في مجال الأبحاث ومسألة توسيع عملية التفكير لتتعدى مفهوم إنتاج المعارف ولتحديد الجهة المستفيدة (المجتمع، المرضى، المشاركون في البحوث…).

وناقش أعضاء اللجنتين الموضوع، وعبر الخبراء والدول الأعضاء عن آرائهم وملاحظاتهم بشأنه، مؤكدين على عدد من الأمور أهمها:

ـ حق الإنسان في الحصول على أفضل حالة صحية ممكنة يحتم تقاسم أية معلومة/ معرفة تتيح له تحقيق ذلك، دون بالضرورة تقاسم كل نتائج الأبحاث والمعرفة؛

ـ استنكار تحول بعض الجامعات إلى سياسة استهداف تحقيق الربح واعتبارها أبحاثها ملكاً لها؛

ـ تسليط أزمة وباء إيبولا الضوء على تمسك الشركات الصيدلانية ببراءات اختراع اللقاحات؛

ـ تشاطر نتائج البحث العلمي في مجال الصحة يختلف عن تشاطره في المجالات الأخرى؛

ـ ضرورة تحويل الإعلان من طابعه النظري إلى صيغة عملية، وجعل المادة الخاصة بتبادل المنافع مادة قابلة للتطبيق؛

ـ الإشارة إلى التناقض بين الفقرة 13 الخاصة بالملكية الفكرية والمادة 15 التي تتناول تقاسم المنافع.

وقد بينت السيدة سانشيز أن فريق العمل المعني سيأخذ الملاحظات والآراء التي تم التعبير عنها عند إعداده النسخة المعدلة للمذكرة المفاهيمية، التي سيقدمها للدورة القادمة (22) للجنة الدولية وللدورة التاسعة (9) للجنة الدولية الحكومية (IGBC) في 2015.

تحديث عملية التفكير التي اضطلعت بها اللجنة الدولية حول المجين البشري وحقوق الإنسان:

قدمت الموضوع الخبيرة البوليفية المتخصصة في البيولوجيا الخلوية والوراثة البشرية، البروفسور ايفا بارتنيك، عضو اللجنة الدولية (IBC).

وأوضحت الخبيرة أن اللجنة قررت، وبهدف الاستجابة للتحديات الخطيرة التي يفرضها التطور الكبير الذي حصل في السنوات الماضية في مجال علم الوراثة، تجديد عملية التفكير التي اضطلعت بها بشأن مسألة المجين البشري وحقوق الإنسان. وبينت أن هذه العملية  تستند إلى الأعمال التي تمت سابقاً في هذا المجال، وإلى الإعلان العالمي حول المجين البشري وحقوق الإنسان لعام 1997، والإعلان الدولي حول البيانات الوراثية البشرية لعام 2003، والإعلان العالمي حول أخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان لعام 2005.

وقد أعد فريق العمل المعني بالموضوع مذكرة مفاهيمية، علق عليها لاحقاً في وثيقة مستقلة عدد من الدول الأعضاء في اللجنة الدولية الحكومية (IGBC) وعدد من أعضاء اللجنة الدولية (IBC) واللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجيا (COMEST) بالإضافة لأعضاء اللجنة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة حول أخلاقيات البيولوجيا. وتناولت المذكرة المفاهيمية المذكورة عدداً من المواضيع، أهمها:

ـ المجين البشري؛

حيث تمت الإشارة إلى أن التطور السريع في هذا المجال أوصل إلى إمكانية القيام بمسح كامل للمجين، البالغ 3 مليارات قاعدة أساسية، لدى شركات خاصة بكلفة لا تتجاوز سبعة آلاف دولار (علماً بأن أول مسح للمجين البشري كلف أقل من 3 مليارات دولار بقليل ودام 13 عاماً)، بينما انخفضت كلفة عملية مسح الجينات المشفّرة للبروتينات فقط المسماة (exome) إلى أقل من 900 دولار.

ـ التحليلات المتاحة مباشرة للمستهلك

حيث أصبحت عملية إجراء تحليلات جينية متاحة للجميع عبر شركات متخصصة وتكمن الإشكالية في أن نتائج هذه التحليلات لا تعطي دائماً فكرة صحيحة عن مخاطر الإصابة بمرض معين لأن بعض الأمراض يتحكم فيها عدد كبير من الجينات بالإضافة إلى العوامل البيئية المحيطة، كما أن النتائج ليست دائماً متشابهة بين الشركات المختلفة للعينة نفسها.

ـ الاستنساخ والنقل النووي لتفادي الأمراض الميتوكوندرية

حيث كُلفت لجنة (IBC) في الماضي بتناول مسألة الاستنساخ والخروج بإعلان نهائي بشأنه إلاّ أن الاجماع لم يتحقق داخل اللجنة في حينه وقررت اللجنة مواصلة مراقبة الموضوع. وبينت المذكرة المفاهيمية أن مستجدين مهمين حصلا في عام 2013 وهما: نجاح أول استنساخ للخلايا البشرية مكّن من الحصول على خلايا جذعية متعددة التخصصات، والنقاش حول استخدام تقنية النقل النووي لمنع نقل الأمراض الميتوكوندرية.

ـ الطب الشخصي وتنظيم حماية البيانات

وتشير المذكرة إلى إمكانيات وضع العلاج بما يناسب كل مريض على أساس نتائج التحليلات الجينية. وتكمن الإشكالية في الكلفة العالية لهذا الأسلوب وبالتالي لإمكانية تعميمه بشكل عادل. كما تناولت المذكرة مسألة صعوبة الموازنة بين حماية البيانات الشخصية وحاجة الأبحاث والتقدم العلمي لهذه البيانات.

وأجرى المشاركون في الاجتماع المشترك مداخلات علقوا فيها على الموضوع، وأكدوا على الجوانب التالية:

ـ ضرورة إدخال تعديلات على إعلانات عمرها 20 سنة تقريباً،

ـ أهمية ومخاطر وضع المعلومات الوراثية في متناول المستهلك،

ـ صعوبة الاختيار بين كبح جماح الاستهلاك (في مجال المعلومات الوراثية) وبين التشجيع عليه،

ـ الحاجة لتوعية الجمهور من خلال التعليم، وتقديم مشورة أفضل للذين تجرى عليهم الفحوصات والاختبارات،

ـ دور اللجنة الدولية في التشجيع على حماية المعلومات والبيانات الطبية الشخصية،

ـ ضرورة إخضاع الاستنساخ لشروط صارمة،

ـ أثار البعض امكانية أن يفتح الاستنساخ الجذعي الباب نحو تغييرات كثيرة ذات طابع غير إنساني، كما أثيرت مخاطر النفوذ الكبير لبعض الشركات الصيدلانية.

وسيقدم فريق العمل المعني نسخة معدلة للمذكرة المفاهيمية حول هذا الموضوع للدورة القادمة (22) للجنة الدولية وللدورة التاسعة للجنة الدولية الحكومية في 2015.

عملية التفكير الشاملة بشأن الجوانب الأخلاقية للتقنيات المتلاقية:

قدمت أمينة لجنة أخلاقيات البيولوجيا في المجلس الأوروبي، عرضاً عن التقنيات الحديثة المتلاقية (converging technologies) وعن الجوانب الأخلاقية المرتبطة بها. حيث تشمل هذه التقنيات النانو تكنولوجيا، والبيو تكنولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم المعرفية (بما فيها التكنولوجيا العصبية).

واستندت المتحدثة في عرضها إلى دراسة أعدها « معهد راثناو » لحساب المجلس الأوروبي حول هذا الموضوع وعُنونت: « من البيو (الحيوي) إلى تلاقي النانو والبيو والمعلومات والمعرفة (NBIC) ـ من الممارسة الطبية إلى الحياة اليومية ». وبينت أمينة لجنة أخلاقيات البيولوجيا في المجلس الأوروبي أن هذه الدراسة التي قامت بمسح للمشهد العام في هذا المجال، هي الدراسة الأولى من أصل دراستين قررت لجنة أخلاقيات البيولوجيا في المجلس الأوروبي اجراءهما. أما الدراسة الثانية التي لم ينتهِ العمل بها بعد فهي تتناول تحليل الآثار الأخلاقية للتقنيات المتلاقية التي أشار إليها التقرير الأول، ويضطلع بها « مركز أبحاث العلوم والإنسانيات ».

الإعلان الصادر عن الاجتماع بشأن وباء إيبولا:

بادر وفد فرنسا بطرح مقترح إعلان صادر عن الاجتماع بشأن وباء إيبولا المتفشي في بعض الدول الأفريقية والذي يزداد خطر انتشاره إلى دول وقارات أخرى. وقد اعتمد الاجتماع المشترك نص الإعلان بعد أن ناقشه وأجرى عليه تعديلات وإضافات.

وأبدت اللجنتان في الإعلان الصادر عن اجتماعهما المشترك دعمهما لجهود الأمم المتحدة ولاسيما منظمة الصحة العالمية في مكافحة الوباء، وأكدتا على دور اليونسكو في مجال أخلاقيات البيولوجيا وفي الاستنفار ضد الأوبئة والأمراض المهملة.

ودعت اللجنتان الدول والمجتمع الدولي إلى وضع وتطبيق استراتيجيات لمحاربة الوباء، وإلى تعزيز النظم الصحية للدول المتضررة من الوباء لكي تتمكن من التصدي له مالياً ومادياً وتنظيمياً. كما دعت اللجنتان الدول والمجتمع الدولي إلى تشجيع الجهود المبذولة في مجال البحث العلمي، وجهود المجتمع العلمي لأجل تطوير العلاجات المناسبة وتقييم فاعليتها في إطار الادارة الأخلاقية للأوبئة، كما دعت إلى تعزيز آليات التنسيق بين الباحثين.

الاختتام:

وقد اختتم الاجتماع بكلمة لمساعدة المديرة العامة بالوكالة للعلوم الاجتماعية والانسانية، التي أكدت على الموقع المركزي الذي تحتله الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية للعلوم ضمن ولاية اليونسكو. كما أكدت على مبادئ تشارك المعارف، وإشراك الفقراء والمهمشين.

وحيّت مساعدة المديرة العامة النتائج التي حققها الاجتماع المشترك، واعتبرت أنها ستكون مفيدة للاجتماع الاستثنائي القادم للجنة (COMEST)  المزمع عقده في أكتوبر في مدينة كيبيك (كندا) حول موضوع « أخلاقيات التقنيات المتلاقية ».

روابط ذات علاقة بالموضوع:

- وثائق الاجتماع المشترك موضوع البحث، باللغة الإنكليزية

- نص الاعلان الصادر عن الاجتماع حول وباء إيبولا (باللغة الانكليزية)

دعوة لمراجعة توصية اليونسكو حول وضع الباحثين العلميين (نشر في موقع المندوبية بتاريخ 18-07-2014)

- الدورة الثامنة للجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا تنعقد في اليونسكو (نشر في موقع المندوبية بتاريخ 17-09-2013)

- اللجنة الدولية واللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا تعقدان اجتماعاً مشتركاً (نشر في موقع المندوبية بتاريخ 28-11-2012)

-اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا تعقد دورتها التاسعة عشرة (نشر في موقع المندوبية بتاريخ 22-11-2012)

- نص الاعلان العالمي بشأن المجين البشري وحقوق الانسان لعام 1997

- نص الاعلان الدولي بشأن البيانات الوراثية البشرية لعام 2003

- نص الاعلان العالمي بشأن أخلاقيات البيولوجيا وحقوق الانسان لعام 2005

- نص توصية اليونسكو بشأن أوضاع المشتغلين بالبحث العلمي لعام 1974

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post