اجتماع لكراسي اليونسكو في التعليم العالي، وتقنية المعلومات والاتصالات، وللمعلمين

2014/02/4

عُقد يومي 23 و 24 يناير اجتماعاً لكراسي اليونسكو في التعليم العالي، وتقنية المعلومات والاتصالات، وللمعلمين، بمقر اليونسكو بباريس. وقد نظم هذا الاجتماع قطاع التربية باليونسكو، وبإشراف مباشر من قسم تطوير المعلمين والتعليم العالي. وشارك في الاجتماع ما يزيد عن 60 من المسؤولين عن هذه الكراسي في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى عدد من المندوبيات الدائمة باليونسكو، من بينها ليبيا. عقدت خلال هذا الاجتماع جلستي عمل عامتين في اليوم الأول، تلتها ثلاث جلسات عمل فرعية متزامنة في مجالات التعليم العالي، وتقنية المعلومات والاتصالات، وللمعلمين، وعُقدت جلسة عمل ثالثة في فترة بعد ظهر اليوم الثاني عُرضت فيها تقارير اللجان الفرعية ونوقشت فيها الخطوات المستقبلية لعمل كراسي اليونسكو.

اليوم الأول: الخميس 23 يناير

الجلسة العامة الأولى

افتتح أعمال هذا الاجتماع السيد جيان تانق، مساعد المديرة العامة لليونسكو، بكلمة رحب في مستهلها بالحضور وشكرهم على مشاركتهم، وأهمية ذلك في إطار الشراكة والتعاون بين اليونسكو والمؤسسات التي تحتضن كراسي اليونسكو. وأشار السيد تانق إلى ما يمكن أن يسهم به هذا التعاون بين كراسي اليونسكو وشبكات توأمة الجامعات واليونسكو في تنمية المجتمعات وتطوير الشراكات، وفي تحقيق أهداف اليونسكو في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والمعلومات والاتصالات من جهة، وفي المساهمة في إغناء الحوار والمناقشات الجارية بشأن جدول أعمال التعليم للمستقبل، والتعليم من أجل التنمية المستدامة، والتربية من أجل المواطنة العالمية. وأشارديفيد اتشورينا، مدير قسم تطوير المعلمين والتعليم العالي، في كلمته التي شملت بعض الملاحظات المبدئية عن كراسي اليونسكو، إلى التوسع الذي حدث في عدد الكراسي وشبكات توأمة الجامعات وإنتشارها في جميع القارات ومختلف مجالات عمل اليونسكو، وإن لم يكن بشكل متوازن. فقد بلغ عدد كراسي اليونسكو(783) كرسياً و(67) شبكة تؤامة للجامعات موزعة في 134 بلداً و 861 جامعة. وبالنسبة لتوزيع كراسي اليونسكوعلى المناطق الجغرافية، فقد استأثرت أوروبا وأمريكا الشمالية بنصفها تقريباً (49 %)، فيما بلغت نسبتها في أمريكا اللاتينية والكاريبي (17 %)، وفي آسيا والمحيط الهادي (14 %)، وفي افريقيا (12 %)، وفي الدول العربية (8 % فقط). أما بالنسبة لمجالات عمل اليونسكو، فكانت أعلى نسبة في مجال العلوم الطبيعية (30.14 %)، العلوم الاجتماعية والإنسانية (24.52 %)، والتربية (24.01 %)، والثقافة (16.98 %)، والاتصالات والمعلومات (6.9 %). كما تطرق إلى دور كراسي اليونسكو والشبكات في تطوير التعاون بين جنوب – جنوب، وشمال – جنوب بين الجامعات والمناطق، وإلى أهمية أن تأخذ دورها في عملية تطوير الأجندة الجديدة للتعليم في اليونسكو. وتناول كذلك دور قطاع التربية في اليونسكو في إطار متابعة ودعم أنشطة الكراسي والشبكات، من خلال لعب دور الأمانة، وفي المراجعة التي قام بها في العام 2011، وأيضاً تطوير التعاون بين الكراسي والشبكات في مختلف المناطق. وأعطيت الكلمة بعد ذلك لممثلي ثلاث كراسي لليونسكو، وهم:

1- السيدة / إلفيرا سابينا، كرسي اليونسكو لإدارة الجامعة، جامعة هافانا – كوبا.

2- الأستاذ / تيم أونوين، كرسي اليونسكو في تقنية المعلومات والاتصالات للتطوير، رويال هولوواي، جامعة لندن.

3- السيد / إبراهيم واد، كرسي اليونسكو لتعليم العلوم والتقنية وتكوين المعلمين، المدرسة العليا للمعلمين بدكار – السنغال.

وقد تطرق كل منهم في حديثه إلى التعريف بكرسي اليونسكو الذي يمثله من حيث تاريخ الإنشاء والأهداف والمهام والمجال / المجالات التي يهتم بها والشراكات التي يقيمها، والاجتماعات والبحوث والمؤتمرات والأنشطة التي أقامها أو يسعى إلى إقامتها، إضافة إلى بعض التوصيات المتعلقة بتطوير عمل كراسي اليونسكو والتعريف بها، والاستفادة من خبرتها ومنشوراتها وإصداراتها، وكذلك سبل التعاون بين كراسي اليونسكو فيما بينها من جهة، وبينها وبين اليونسكو من جهة اخرى.

الجلسة العامة الثانية

قُدمت ثلاث عروض عن أولويات برامج اليونسكو في التعليم العالي، وتقنية الاتصالات والمعلومات في التربية، والمعلمين،  قدمها على التوالي، كل من رئيسة شعبة التعليم العالي، واختصاصي برامج في تقنية الاتصالات والمعلومات بشعبة تطوير المعلمين وسياسات التعليم، ورئيس شعبة تطوير المعلمين وسياسات التعليم، بقسم تطوير المعلمين والتعليم العالي بقطاع التربية باليونسكو. وتناول كل منهم بالتوضيح أولويات اليونسكو في هذه المجالات الثلاث، وآلية عمل اليونسكو، ودورها في مساندة كراسي اليونسكو وشبكات الجامعات وتطوير عملها، وتيسير التعاون فيما بينها، إضافة إلى أوجه دعم هذه الكراسي والشبكات لجدول أعمال اليونسكو الجديد من أجل التنمية المستدامة، وفي تحقيق أهداف التعليم للجميع وجودته، والتوجهات الجديدة للتعليم العالي.وقد قام بعض المشاركون بالتعليق على ما جاء في العروض المقدمة، وركزوا في مداخلاتهم على ضرورة تفعيل دور كراسي اليونسكو في تطوير عمل المنظمة وفي المساهمة في النقاشات الجارية حول مستقبل التعليم العالي وتطوير المعلمين واستخدام تقنية الاتصالات والمعلومات، وعلى ضرورة الاستفادة من البحوث التي تجريها كراسي اليونسكو، فرادى أو من خلال الشبكات القائمة بينها، وفي ضرورة إعادة الاهتمام بدور اليونسكو في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي.

جلسات العمل الفرعية

عُقدت ثلاث جلسات عمل فرعية متزامنة على النحو التالي:

1- كراسي اليونسكو للتعليم العالي: قُسم عمل هذه اللجنة في هذا اليوم على محورين؛

ا) سياسات التعليم العالي وإدارته، حيث قدمت فيه 6 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في أوغندا، رومانيا، اسبانيا، المملكة المتحدة، كوبا، وإيران.

ب) البحث المؤسسي، والتقويم، والنوعية، حيث قدمت ورقة من معهد اليونسكو الدولي للتعليم العالي في أمريكا اللاتينية والكاريبي و4 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في المكسيك (2)، الجزائر، وبولندا.

2- كراسي اليونسكو للمعلمين: قسم عمل هذه اللجنة في هذا اليوم على محورين؛

ا) التطوير المهني للمعلمين – قضايا عامة، حيث قدمت فيه 4 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في البرازيل، الصين، المكسيك، وفرنسا.

ب) التطوير المهني للمعلمين – مواد تخصصية، حيث قدمت 4 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في كندا، جمهورية الدومينيكان، السنغال، والاتحاد الروسي.

3- كراسي اليونسكو لتقنية الاتصالات والمعلومات في التعليم: قدمت في جلستي العمل 9 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في أندورا، البرازيل، بلغاريا، فنلندا، اليونان، المجر، المكسيك، هولندا، والاتحاد الروسي.

اليوم الثاني: الجمعة 24 يناير

جلسات العمل الفرعية الأولى

عُقدت صباح هذا اليوم أيضاً ثلاث جلسات عمل فرعية متزامنة على النحو التالي:

1- كراسي اليونسكو للتعليم العالي: تناولت الجلسة محور تطوير المناهج والتربية المقارنة، وقدمت فيها 7 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في كندا (2)، الاتحاد الروسي، فلسطين، ألمانيا، هولندا، والصين.

2- كراسي اليونسكو للمعلمين: تناولت الجلسة محور المعلمين، والمواطنة العالمية وقضايا أخرى، وقدمت فيها 5 ورقات لمسؤولي كراسي اليونسكو في كندا، فرنسا، إسرائيل، مونتينيقرو، المملكة المتحدة.

3- كراسي اليونسكو لتقنية الاتصالات والمعلومات في التعليم: قدمت في هذه الجلسة 4 ورقات عمل لمسؤولي كراسي اليونسكو في إسبانيا، التوغو، المملكة المتحدة وشمال إيرلندا (2)، وورقة من معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم بموسكو.

وقد تضمنت كل ورقة من هذه الأوراق معلومات عن كراسي اليونسكو التي يمثلونها؛ أهدافها ونشاطاتها السابقة والقائمة حالياً والمستقبلية، وشراكاتها في بلدانها و/أو في بلدان أخرى، إضافة إلى البحوث والإصدارات التي تنشرها، وتوصيات بشأن تطوير عملها والتغلب على الصعوبات التي تواجهها، وتعاونها مع كراسي اليونسكو الأخرى، محلياً وإقليمياً، ودولياً، ومع اليونسكو. وأعقب عرض هذه الأوراق مداخلات ومناقشات حول ما تضمنته هذه الأوراق، وعرض مقترحات حول تطوير عملها أو المشاركة في نشاطاتها أو الاستفادة من نتائج أعمالها أو تقوية الروابط والشراكات فيما بين الكراسي أو مع اليونسكو، وأوجه المساهمة في جدول أعمال اليونسكو أو تطوير عملها.

جلسات العمل الفرعية الثانية

تناولت اللجان الفرعية الثلاث في جلساتها الثانية محور مشترك، وهو: استكشاف التعاون والتآزر مع خطة عمل اليونسكو لللتعليم العالي، والمعلمين، وتقنية الاتصالات والمعلومات في التعليم، كل على حدى. حيث عُرض في بداية كل من هذه الجلسات، ملخصاً لأهم النقاط المشتركة التي أثيرت في جلسات العمل السابقة، سواء من قبل ممثلي كراسي اليونسكو أو من خلال المداخلات والمناقشات التي جرت في هذه الجلسات. وجرت بعد ذلك مداخلات إضافية حول كل من هذه الملخصات، تتعلق بالتعديل أو الإضافة، من أجل تقديمها في شكلها النهائي في الجلسة الختامية للإجتماع.

الجلسات العامة

عقدت بعد ظهر هذا اليوم جلستي عمل عامتين، برئاسة السيد ديفيد أتشوارينا، مدير قسم تطوير المعلمين والتعليم العالي بقطاع التربية، حيث قدمت في الجلسة الأولى تقارير اللجان الفرعية الثلاث؛ التعليم العالي، والمعلمين، وتقنية الاتصالات والمعلومات في التعليم، عن نتائج أعمالها وتوصياتها، أعقبها بعض المداخلات والمناقشات من الحاضرين، تناولت في مجملها تعديلات أو إضافات، وبشكل خاص، أوجه التعاون والتكامل بين كراسي اليونسكو في المجالات الثلاث، ودعم اليونسكو للكراسي والشبكات، ومساهمة الكراسي في جدول أعمال اليونسكو في التعليم لما بعد 2015.

وعُرضت في الجلسة الثانية خلاصة النتائج والتوصيات؛ والتي يمكن تلخيصها في الآتي:

1) التأكيد على أهمية هذا الاجتماع في التعريف بكراسي اليونسكو في مجال التعليم، وتعرف ممثلي كراسي اليونسكو على الكراسي المشابهة وتطوير التعاون فيما بينها، محلياً وإقليمياً ودولياً.

2) البحث عن آلية لاستمرار مثل هذا الاجتماع على المستوى شبه الإقليمي، أو الإقليمي، أو الدولي لكراسي اليونسكو المتشابهة.

3) العمل على الاستفادة القصوى من نتائج أعمال وأنشطة كراسي اليونسكو على المستوى شبه الإقليمي، أو الإقليمي، أو الدولي، من خلال التعريف بها وإتاحتها لجميع المهتمين عن طريق التبادل المباشر أو عن طريق اليونسكو.

4) التأكيد على دور المكاتب الأقليمية لليونسكو في التعريف بكراسي اليونسكو ودعم أنشطتها والتعاون معها.

5) التوسع في إنشاء شبكات كراسي اليونسكو وتوأمة الجامعات في مجالات الاهتمام المشترك من أجل تطوير التعاون وتنسيق الجهود فيما بينها والاستفادة من الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة بكل منها في توسيع الأنشطة والمشاركات وإثراء البحوث والدراسات.

6) التأكيد على الاستفادة من تقنية الاتصالات والمعلومات في تطوير المعلمين والتعليم العالي، والربط بين كراسي اليونسكو والجامعات، والتعريف بها وبأنشطتها ومنشوراتها.

7) التأكيد على ضرورة مراعاة متطلبات الجودة في إنشاء كراسي اليونسكو، والقيمة المضافة لها، وفي البحوث والدراسات التي تقوم بها هذه الكراسي، فرادى أو في الشبكات التي تضمها.

8) ضرورة قيام الجامعات الحاضنة لكراسي اليونسكو والدول التي تتواجد بها في توفير الدعم الإضافي لها.

9) تشجيع الجهات المانحة، المحلية والإقليمية والدولية، على دعم أنشطة وبحوث كراسي اليونسكو.

10) العمل على إشراك كراسي اليونسكو وشبكات توأمة الجامعات في الحوارات والمناقشات الجارية حول جدول أعمال اليونسكو في التعليم لما بعد 2015، والتعليم من أجل التنمية المستدامة.

11) ضرورة وضوح العلاقة بين الأمانة وكراسي اليونسكو، وتبادل التواصل بينها.

12) العمل على تطوير عمل كراسي اليونسكو والشبكات التي تضمها لتكون مراكز للتميز في مجال عملها على المستوى الإقليمي أو الدولي.

وفي كلمة اختتام الاجتماع، شكر السيد ديفيد أتشوارينا، مدير قسم تطوير المعلمين والتعليم العالي بقطاع التربية، الحضور على مشاركتهم وعلى النقاش المفتوح والبناء والممتع الذي تم في الجلسات الفرعية أو في الجلسات العامة، وأن هذا الاجتماع يضع خارطة طريق لتطوير عمل وأنشطة كراسي اليونسكو على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ويفتح المجال لمناقشة مواضيع مشتركة في جميع المناطق. كما قدم بعض المشاركين شكرهم وتقديرهم للقائمين على تنظيم اللقاء، وللعاملين بمختلف أقسام قطاع التربية باليونسكو، مع التأكيد على أن الكلمات التي قيلت في الاجتماع الختامي ليست كلمات وداع ولكنها بداية لعمل أكثر تنظيماً وشراكة وتعاون من أجل إنجاح جدول أعمال اليونسكو الجديد وتطوير التعليم من أجل تنمية مستدامة لجميع الشرائح الاجتماعية والعمرية ولجميع المناطق في العالم.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post