اجتماع خبراء اليونسكو بشأن تحديات الصون الرقمي

2015/05/11

عقد قسم مجتمعات المعرفة باليونسكو اجتماعاً تشاورياً للخبراء، بالاشتراك مع المجلس الدولي للأرشيف (ICA)، والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA) واللجنة الوطنية لليونسكو بهولندا، يومي 20 و 21 أبريل 2015، في مقر اليونسكو في باريس.

استكشف 45 خبيراً من 17 دولة، يمثلون مؤسسات الذاكرة في هذه الدول، ومجتمع تكنولوجيا المعلومات والأوساط الأكاديمية، إنشاء منصة لأصحاب المصلحة المتعددين لمناقشة ممارسات الرقمنة وسياسات اختيار التراث الرقمي، والمعايرة والحفاظ على التراث الرقمي بمشاركة جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة.

في ملاحظاته الترحيبية، أكد مدير شعبة مجتمعات المعرفة، السيد إندراجت بانيرجي، أن « قضية الحفاظ طويل المدى وسهولة الوصول إلي التراث الرقمي هي قضية مهنية لجميع المشاركين في خلق ونشر وإدارة المعرفة للتأكد من أن المعلومات التي يتعاملون معها يمكن أن تكون متاحة للأجيال المقبلة « . وأكد أن » هي أيضا قضية تنموية للمجتمع لضمان أن المعرفة المتراكمة يمكن استخدامها في المستقبل لتعزيز المزيد من التقدم « .

في الجلسة الافتتاحية، أشارت السيدة شفيقة حداد، رئيس المجلس الحكومي الدولي لبرنامج المعلومات للجميع (IFAP)، إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للبرنامج هو « تعزيز وتوسيع فرص الحصول على المعلومات في المجال العام من خلال تنظيم ورقمنة وحفظ المعلومات، وكذلك تعزيز استخدام المعايير الدولية وأفضل الممارسات على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية « .

أطلقت اليونسكو مشروع « ثابر » من أجل تعزيز الحوار بشأن السياسات رفيعة المستوى بين مؤسسات التراث والحكومات وصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشأن الحفاظ على التراث الرقمي تحت رعاية برنامج اليونسكو لذاكرة العالم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، احصى المشاركين أولاً مختلف أنشطة الحفظ الرقمي الجارية، وراجعوا سياسات الاختيار القائمة للتراث الرقمي، وناقشوا النهج المحتملة الموجهة نحو الحل للحفظ الرقمي طويل المدى، نحو إنشاء مستودع عالمي لبرمجيات التراث مع شركاء صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات الصلة. عمل الخبراء في ثلاث مجموعات عمل، وهي فريق عمل المحتوى، وفريق عمل التكنولوجيا وفريق عمل السياسة.

وناقش فريق العمل المعني بالتكنولوجيا تعقيدات البيئة الرقمية بما في ذلك من تعرض التراث الوثائقي الرقمي للضياع والدمار بسبب تخزينها على وسائط مغناطيسية وبصرية هشة التي تتلف بسرعة والتي يمكن أن تفشل بسهولة من التعرض للحرارة والرطوبة، أو استخدام أجهزة القراءة والكتابة الخاطئة. على عكس الوضع الذي ينطبق على الكتب، الأرشفة الرقمية تتطلب استثمارات مستمرة نسبيا للتغلب على التقادم السريع الذي يفرضه التغير التكنولوجي. وردا على كل هذه الأشياء، وضعت فرقة العمل مفهوم المستودع العالمي الذي يمكن تصوره كجزء من تحليل الفجوة التي سلطت الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على البرمجيات جنبا إلى جنب مع المحتوى. لذا شرع فريق العمل المعني بالتكنولوجيا في القيام بمهمة خلق بنك دولي من البرمجيات التراثية.

ناقش فريق عمل المحتوى القضايا المتعلقة باختيار المحتوى الرقمي للحفظ الرقمي طويل المدى الذي يمثل أحد القضايا الملحة التي تواجهها حاليا مؤسسات التراث. ومن الكمية الهائلة من المحتويات المتوفرة في شكل رقمي، لابد من تقييم ما يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة. حتى الآن لا توجد طريقة حاسمة لاختيار محتوى رقمي وتحتاج المؤسسات التراثية  إلى إعادة النظر في معايير اختيارها من أسلوب تماثلي إلى أخر رقمي. ومن أجل مساعدة مؤسسات الذاكرة العامة مع البيئة الناشئة والمتغيرة باستمرار والتحديات الناتجة، سيطور فريق عمل المحتوى مجموعة من المبادئ التوجيهية لاختيار التراث الرقمي للحفاظ طويل المدى، والتي سوف تعطي المؤسسات من كافة المجالات (مكتبة، الأرشيف، متحف) نقطة انطلاق للتفكير في سياسات اختيارهم الرقمي للوصول طويل المدى.

فريق عمل السياسات، من خلال وظيفتها المعيارية الموضوعة، تهدف اليونسكو إلى مساعدة الدول الأعضاء على صياغة سياسات مناسبة للإدارة الفعالة للتراث الرقمي الخاص بها. وناقش فريق عمل السياسات في هذا السياق قضايا متعلقة بالمعايير والسياسات والاستدامة القائمة. وتشمل فوائد وجود سياسة حفظ رقمي محددة المساعدة في تخطيط برنامج حفظ رقمي متماسك وتشير علنا إلى ​​أن المنظمة جادة بشأن الحفظ الرقمي. كما تنص سياسة الحفظ الرقمي على ولاية أرشيف لدعم الحفاظ على السجلات الرقمية من خلال استراتيجية حفظ رقمي مهيكلة وإدارتها. تفصل السياسة لماذا تحتاج مواد منتقاة الى الحفاظ عليها. وتحدد الاستراتيجية الكيفية التي سيتم بها تنفيذ ذلك.

كل من السياسات والاستراتيجية ضرورية لضمان وجود وسائل يمكن التحقق منها وموثوق بها للحفاظ على سلامة السجلات الرقمية. وتحتاج سياسة الحفاظ الرقمية أيضا إلى تحديد كيف ينبغي أن تطبق سياسات أخرى مثل سياسة حيازة أو جمع لتجميع وإدارة السجلات الرقمية التي تسعى المحفوظات والمكتبات إلى الحفاظ عليها.

سوف تواصل اليونسكو في الأشهر التالية تعاونها مع ICA، IFLA، LIBER ومايكروسوفت وغيرها من الشركاء المعنيين لمواصلة وتكثيف العمل على تطوير نُهج موجهة نحو الحل في مجال الحفظ الرقمي من خلال فرق العمل الثلاث.

أطلقت اليونسكو برنامج ذاكرة العالم في عام 1992 للوقاية من فقدان الذاكرة الجماعية داعية إلى الحفاظ على حيازة الأرشيف ومجموعات المكتبة ذات قيمة في جميع أنحاء العالم وضمان نشرها على نطاق واسع. رؤية البرنامج هي أن التراث الوثائقي في العالم ملك للجميع، ينبغي الحفاظ عليه بالكامل وحمايته للجميع، ومع الاعتراف الواجب بالأعراف الثقافية والعملية، وينبغي أن يكون متاحاً بشكل دائم للجميع دون عائق. ولذلك يهدف البرنامج إلى حماية التراث الوثائقي، ومساعدة شبكات الخبراء لتبادل المعلومات وجمع الموارد من أجل الحفاظ على، والوصول إلى المجموعات الوثائقية والأرشيفية ذات القيمة.

المصدر: المندوبية استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post