أفريقيا أولوية لليونسكو؛ القرار والتنفيذ

2012/08/14

برزت خلال العقد الماضي بعض المؤشرات الايجابية في معالجة القضايا الاقتصادية والتنموية في المنطقة الإفريقية (أفريقيا جنوب الصحراء) وفي نفس الوقت بقيت هذه المنطقة متعثرة عن الحاق بالركب الدولي سواء في ميدان تحقيق أهداف داكار 2000 للتعليم للجميع أو في مجال تحقيق أهداف الألفية للتنمية. واحتوت – هذه المنطقة – أكبر عدد من الدول الأقل نمواً في العالم والأكثر توتراً نتيجة الصراعات المسلحة، والأكثر تأثيراً بالكوارث الإنسانية والاجتماعية. أن هذا الوضع المتأزم – في أفريقيا – يدفع إلى مداومة ضمان جعل (أفريقيا) أولوية لموارد اليونسكو وإمكانياتها. لقد أدى ذلك إلى إصدار توجيهات خاصة لخدمة هذه الأولوية منها:

· توجيه تعليمات محددة لآليات عمل اليونسكو بضرورة الاستجابة للأولويات الإفريقية التي يعتمدها الاتحاد الإفريقي أو المكونات الاقتصادية والإقليمية في أفريقيا.

· ضرورة إجراء مقاربات واقعية وفاعلة تعالج الاهتمامات الإفريقية في مختلف برامج اليونسكو، واستحداث برامج خاصة بالقارة، وتصميم مشاريع من قبل قطاعات اليونسكو لفائدة المنطقة الإفريقية.

· الالتزام بتخصيص جزء كبير من موارد اليونسكو لأفريقيا.

وتعمل اليونسكو في أفريقيا من خلال آليات استحدثت لوضع « أفريقيا أولوية » موضع التنفيذ. ويلاحظ – الآن – أن اليونسكو قد قامت بمبادرات تخص أولويات أفريقيا وفي نطاق اختصاصها أدت إلى وجود بعض التدخلات المفيدة من قبل قطاعات: التعليم، العلوم، الثقافة، المعلومات في اليونسكو. فمثلاً هناك مبادرات ملحوظة في مجال تنمية القدرات للتعليم للجميع، وفي رسم السياسات العلمية والابتكار، وفي بناء منظومات البيانات المتعلقة بعلوم المحيطات، وأيضاً في مجال التنمية وعلاقتها بالثقافة. كما ظهرت مبادرات على مستوى الإطار العام لعمل اليونسكو في الشأن الإفريقي بإشراف إدارة أفريقيا باليونسكو والتي ساهمت بدورها في تعزيز مهمة اليونسكو وعلاقتها بالمنظمات الفاعلة في المنطقة.

ولكن على الرغم من كل هذه الإجراءات الايجابية والواعدة، إلا أن الوضع في القارة ينبغي أن يكون في بؤرة اهتمام اليونسكو إذا ما كانت – المنظمة – منسجمة مع سياستها المعلنة تجاه أفريقيا.

تتوافق الآراء استناداً على عمليات التقييم أن نجاح الآليات التي تم استحداثها من أجل احراز تقدم في مجال معالجة أولويات أفريقيا كان محدوداً للغاية، والتوجه الفعلي نحو أولويات أفريقيا لم يشهد تقدماً ملموساً: لا في الموارد البشرية والمادية، ولا في ترجمة هذا التوجه إلى نتائج تشهد بنجاح عمل هذه الآليات. والأكثر من ذلك أن التقييم أظهر أن نشاط اليونسكو في أفريقيا تأثر عكسياً بعدد من العوامل الممنهجة داخل أروقة المنظمة ذات علاقة وطيدة بالعمل في أفريقيا كمحدودية التقدم في سلطة اللامركزية، وغياب الفحص والتدقيق في توزيع الموارد، وفي القصور في تنفيذ المشروعات، وفي العجز والبيروقراطية في الإجراءات الإدارية.

على ضوء محددات الميزانية الحالية لليونسكو، والترقب لأحداث إصلاح في أفريقيا يصبح لزاماً على اليونسكو أن تعيد النظر لتجديد وتطوير معالجاتها في العمل في داخل أفريقيا ومعها ومن اجل تعزيز وموائمة وإدماج مشاريعها في القارة بفاعلية وإتقان.

في هذه الظروف والملابسات،عقد باليونسكو بتاريخ 26/7/2012 اجتماع اعلامي حول التقييمات الأخيرة التي اضطلعت بها خدمة الرقابة الداخلية بشأن « أفريقيا أولوية » وحضر الاجتماع من أمانة اليونسكو كل من مساعدة المديرة العامة لأفريقيا (التي ترأست الاجتماع) ومدير خدمة الرقابة الداخلية والخبيرة الخارجية (السيدة تال) ورئيس قسم التقييم في خدمة الرقابة الداخلية ورئيس قسم الرقابة في خدمة الرقابة الداخلية. إلى جانب عدد من المندوبين والخبراء باليونسكو بمن في ذلك مندوب ليبيا لدى اليونسكو.

وقد افتتحت مساعدة المديرة العامة الاجتماع، وبعد تقديم سريع للخلفية التاريخية لبرنامج « أفريقيا أولوية » الذي ابتدأ العمل به عام 1989، بينت فيه أن اعتماد المجلس التنفيذي للتقرير الذي اعدته خدمة الرقابة الداخلية ستتم المباشرة بتنفيذه. وقدم رئيس خدمة الرقابة الداخلية عرضاً سريعاً عن برنامج عمل القسم وما تم انجازه وما هو في طور الانجاز، وبين أن من بين الأمور التي تم انجازها:

-تقييم برنامج »أفريقيا أولوية » لليونسكو؛

- دراسة لإدارة 10 CARIBE؛

-دراسة للمعاهد والمراكز من الفئة 2؛

- مراجعة حسابات برنامج كراسي اليونسكو؛

- مراجعة حسابات الوفورات في المصاريف الخاصة بالموظفين؛

- مراجعة حسابات CIPT؛

- مراجعة حسابات إدارة المشاريع في مجال تقنيات المعلومات.

وبين رئيس خدمة الرقابة الداخلية أن الفعاليات التي في طور الانجاز هي:

- تقييم المعاهد والمراكز من الفئة 1 في مجال التعليم؛

- تقييم المرحلة التجريبية للصندوق الدولي للتعددية الثقافية؛

- مراجعة حسابات قطاع التعليم؛

- مراجعة حسابات مركز التراث العالمي.

ثم قدم رئيس القسم عرضاً عن تقييم برنامج « أفريقيا أولوية » مبيناً ما يلي:

في إطار العملية التقويمية:

· قرر المجلس التنفيذي إجراء تقييم لأولويات أفريقيا؛

· هذه أول عملية تقييم تجري لأولويات أفريقيا.

بالنسبة لأهداف العملية:

· دراسة وتحليل التقدم المحرز في انجاز برامج اليونسكو المرتبطة بأولويات أفريقيا؛

· دراسة مساهمة الآليات المختلفة المخصصة للتنسيق والتنفيذ والمتابعة بالنسبة لأولوية أفريقيا؛

· استخلاص الدروس بالنسبة للإستراتيجية العملياتية / التنفيذية المستقبلية لأولويات أفريقيا.

وقدمت (السيدة تال)، الخبيرة الخارجية، عرضاً لأسلوب العمل الذي اتبع في عملية التقييم وبينت عدداً من الأمور أهمها:

- أن عملية التقييم كانت عملاً مشتركاً بين خدمة الرقابة الداخلية وخبيرة خارجية وتضمنت:

· دراسة الوثائق والتقارير؛

· إجراء مقابلات مع الأطراف المعنية بالموضوع؛

· إجراء استطلاعات لموظفي اليونسكو والوفود الدائمة؛

· القيام ببعض المهمات خارج المقر.

وبينت الخبيرة الخارجية أن هناك عدداً من الرسائل الأساسية التي خرجت بها عملية التقييم لبرنامج « أفريقيا أولوية » وهي:

· الرسالة الأولى: أن « أفريقيا أولوية » تبقى ذات معنى وأهمية سياسية، ويبقى وجودها مبرراً؛

· الرسالة الثانية: أن « أفريقيا أولوية » ليست مفهومة بشكل جيد داخل المنظمة؛

· الرسالة الثالثة: لا يوجد اتفاق حالياً بشأن دور ومسئوليات الأطراف المختلفة في اليونسكو في إطار « أفريقيا أولوية »؛

· الرسالة الرابعة: مستوى التمويل الحالي المخصص لأفريقيا لا يعكس بالضرورة بشكل مناسب الأولوية التي أعطتها المنظمة لهذه المنطقة؛

· الرسالة الخامسة: من المفارقة أن أمثلة المشاريع الناجحة في اليونسكو في أفريقيا لم يكن بالإمكان ربطها بالإطار المؤسساتي لبرنامج « أفريقيا أولوية »؛

· الرسالة السادسة: أن القيمة المضافة للإطار المؤسسي الخاص بـ « أفريقيا أولوية » كان لها أهمية من الناحية السياسية ولكنها كانت ضعيفة من الناحية العملياتية ومن الناحية البرامجية؛

· الرسالة السابعة: هناك نقص في المعلومات حول جوانب أساسية من عمل اليونسكو في أفريقيا.

وخلصت الخبيرة الخارجية إلى تقديم توصيات فريق التقييم وهي:

- تعزيز القدرات في المنطقة؛

- توضيح الأدوار والمسئوليات؛

- زيادة المصادر اللامركزية للمنطقة؛

- إعادة تحديد موقع عمل اليونسكو في المنطقة؛

- تحسين نسبة تنفيذ المشاريع الخارجة عن الميزانية؛

- تطوير رؤية وخطة تنفيذية لمنطقة أفريقيا.

ثم تناول مدير خدمة الرقابة الداخلية الكلمة ليوضح من خلالها الإجراءات للمرحلة القادمة ووضح أن عملية الإصلاحات الجارية حالياً أوصلت إلى اجابات على بعض الأسئلة منذ الآن وهي:

- الاتجاه نحو زيادة في المصادر المخصصة لأفريقيا؛

- تقرير مرتقب للقدرات في منطقة أفريقيا في إطار إصلاح الأجهزة خارج المقر؛

-  تنفيذ سياسة الحركة الجديدة؛ هناك إستراتيجية للشراكة قيد التنفيذ؛ قطاع أفريقيا في طور إعداد إستراتيجية عملياتية لتنفيذ برنامج « أفريقيا أولوية ».

وبعد نهاية العرض من قبل أمانة اليونسكو، تناول مندوبو الدول الأعضاء الحديث وعبروا عن بعض الانشغالات والتساؤلات والملاحظات بشأن « أفريقيا أولوية » على ضوء عملية التقييم التي أجرتها خدمة الرقابة الداخلية، أهمها:

· كيف يمكن بعد أكثر من عشرين سنة من اعتماد « أفريقيا أولوية »، أن لا يكون برنامجها ومحتواها وأهدافها واضحة بالنسبة لليونسكو؟ وتم التأكيد على ضرورة توضيح ذلك وتعريفه للجميع؛

· ما هو عدد المندوبيات الدائمة التي اشتركت في عملية المراجعة والاستبيان؟

· بين أحد الوفود أن المجموعة الإفريقية قدمت لقطاع أفريقيا تقريراً أعده فريق عمل خاص من المجموعة حول « أفريقيا أولوية » وتساءل أن تمت الاستفادة من هذا التقرير.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post