أربعة مواقع ثقافية وأربعة طبيعية تدرج على قائمة التراث العالمي

2012/07/3

قررت لجنة التراث العالمي إدراج أربعة مواقع طبيعية وأربعة مواقع ثقافية جديدة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي من بينها أول موقع يدرج للتشاد على القائمة والمواقع الجديدة هي التالية:

مناجم الفحم الحجري الرئيسية في منطقة والونيا (بلجيكا)

تشغل المواقع الأربعة الموجودة في هذا الممتلك مساحة طولها 170 كيلومتراً يتراوح عرضها بين 3 كيلومترات و 15 كيلومتراً، وتمتد من شرق بلجيكا إلى غربها. ويضم الممتلك أفضل مناجم الفحم الحجري من حيث حالة الصون في بلجيكا وهي مناجم تعود إلى حقبة تمتد من أوائل القرن التاسع عشر إلى النصف الثاني من القرن العشرين. ويقدم الممتلك أمثلة على العمارة « المثالية » التي طبعت بداية الحقبة الصناعية في أوروبا، وفي ذلك في إطار مجمع صناعي وحضري متكامل إلى حد كبير (بما في ذلك منطقة « غران هورنو » لاستخراج الفحم ومدينة العمال التي صممها المهندس المعماري برونو رونار في النصف الأول من القرن التاسع عشر). وتشمل منطقة « بوا دو لوك » عدة أبنية تم تشييدها بين عام 1838 وعام 1909 فضلاً عن منجم يُعد من أقدم مناجم الفحم في أوروبا ويعود تاريخه إلى نهاية القرن السابع عشر. وفي حين ضمت منطقة والونيا في القدم مئات مناجم الفحم، فإن معظم هذه المنشآت فقدت بناها الأساسية. ولكن مناجم الفحم الأربعة التي يشملها الممتلك حافظت على الكثير من سماتها وخصائصها.

البيوت الريفية المزيّنة في « هالسينغلاند » (السويد): تندرج سبعة بيوت خشبية في هذا الموقع المتواجد في شرق السويد وتمثل أوج تقاليد البناء الخشبي التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى. وتعكس هذه البيوت الازدهار الذي تمتع به المزارعون المستقلون الذين استخدموا ثرواتهم في القرن التاسع عشر لبناء بيوت جديدة وكبيرة يُضاف إليها بيوت مزينة أو مجموعات من الغرف للأغراض الاحتفالية. وتمثل الرسوم في هذه البيوت اندماج الفن الشعبي بالأساليب المحببة لدى طبقة ملاك الأراضي في ذلك العصر، بما فيها فنون الباروك والركوكو. كما تمثل الممتلكات المندرجة في القائمة، والتي قام بتزيينها فنانون متجولون معروفون وغير معروفين، آخر مراحل ازدهار تقليد ثقافي ذي تاريخ طويل.

ريو دي جانيرو، « مشاهد « كاريوكا » الواقعة بين الجبل والبحر (البرازيل): يتألف الموقع المندرج في القائمة من منطقة حضرية استثنائية أكثر من كونها تراثاً مبنياً. ويشمل هذا الموقع العناصر الطبيعية الرئيسية التي شكلت وألهمت تطور المدينة: وذلك بدءاً من أعلى قمم جبال منتزه تيخوكو الوطني وحتى البحر. كما تشمل هذه المشاهد الحدائق النباتية التي أنشئت عام 1808، وجبل كوركوفادو الذي يعلوه التمثال الشهير للسيد المسيح والتلال المحيطة بخليج غوانابارا، بما فيها المشاهد الممتدة في موازاة خليج كوباكابانا التي ساهمت في الثقافة الحية في الهواء الطلق لهذه المدينة الرائعة. وتشتهر أيضاً ريو دي جانيرو بإلهامها للموسيقيين ومهندسي المناظر ومخططي المدن.

موقع « شتال هيوك » الذي يعود إلى العصر الحجري (تركيا)، يشكل التلان موقعاً تبلغ مساحته 34 أكراً على الهضبة الأناضولية الجنوبية. وتحوي الرابية الشرقية الأطول مساحةً 18 طبقة من الممتلكات التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري بين عامي 7400 و6200 قبل الميلاد، والتي تشمل رسومات ونقوشا بارزة وتماثيل وغير ذلك من الأشكال الرمزية والفنية. وتشهد جميع هذه الأعمال على تطور النظم الاجتماعية والممارسات الثقافية كما اتخذها الناس في نمط الحياة الذي يقوم على الاستقرار. وتُظهر الرابية الغربية تطور الممارسات الثقافية في العصر النحاسي الذي امتد من عام 6200 إلى عام 5200 قبل الميلاد. كما يشهد موقع « شتال هيوك » بمنتهى الوضوح على التحول من القرى المستقرة إلى المراكز السكانية الحضرية التي ظلت في نفس المكان لفترة تتجاوز 2000 سنة. ويمثل هذا الموقع مستوطنة بلا شوارع تتجمع فيها البيوت المتلاصقة بعضا ببعض وتشمل مداخل سطحية للولوج إلى المباني.

بحيرات أونيانغا (تشاد)

يتألف هذا الموقع من 18 بحيرة مترابطة في منطقة إنيدي بالصحراء الكبرى وتبلغ مساحته 62808 هكتارات. ويُعد الموقع أكبر مجمع للبحيرات في العالم في منطقة شديدة الجفاف ويشكل بالتالي بيئة طبيعية ذات قيمة استثنائية تتميز بجمالها الخلاب وبألوانها الزاهية وبما تشمله من أشكال رائعة. وتتغذى هذه البحيرات التي تختلف نوعية مياهها من عذبة إلى مالحة إلى شديدة الملوحة من طبقات المياه الجوفية وهي تنقسم إلى مجموعتين تفصل فيما بينهما مسافة 40 كيلومتراً.

وتشمل مجموعة « أونيانغا كبير » أربع بحيرات أكبرها بحيرة يوان التي تغطي مساحة 358 هكتاراً وعمقها 27 متراً. ومياه بحيرة يوان شديدة الملوحة ولا تحتوي بالتالي إلا على طحالب وبعض الكائنات المجهرية.

أما المجموعة الثانية، وهي « أونيانغا سيرير »، فتشمل 14 بحيرة تفصل فيما بينها كثبان رملية. وتغطي نباتات القصب العائمة نصف مساحة هذه البحيرات تقريباً، الأمر الذي يخفف من تبخر المياه. وتُعد بحيرة تيلي أكبر البحيرات الأربع عشرة المذكورة إذ تبلغ مساحتها 436 هكتاراً ولكن عمقها يقل عن 10 أمتار. وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من الأحياء المائية ومنها الأسماك بوجه خاص يعيش في هذه البحيرات نتيجةً للنوعية الجيدة لمياهها العذبة.

موقع سنغا المشترك بين ثلاث دول (جمهورية الكونغو والكامرون وجمهورية أفريقيا الوسطى)

يوجد هذا الموقع في الجزء الشمالي الغربي لأفريقيا وتحديداً في حوض الكونغو الذي يشكل حلقة وصل بين الكامرون وجمهورية الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهو يشمل ثلاث حدائق وطنية مجاورة تزيد مساحتها الإجمالية على 750000 هكتار ولم تتأثر بالنشاط البشري في معظم أجزائها. ويتميز الموقع بمجموعة واسعة من النظم الإيكولوجية الخاصة بالغابات الاستوائية الرطبة وبعدد كبير من أنواع النباتات والحيوانات منها تمساح النيل وسمكة النمر العملاقة المفترسة. وتوجد في فرجات الغابات عدة نباتات عشبية فريدة، ويأوي موقع سنغا أعداداً كبيرةً من فيلة الغابة وغوريلا الأراضي المنخفضة الغربية المهددة بالانقراض إلى حد كبير، وقرود الشيمبانزي المهددة بالانقراض. وشكلت هذه البيئة ضمانة لاستمرارية العمليات الإيكولوجية وعمليات التطور على نطاق واسع وأتاحت الحفاظ على التنوع البيولوجي الكبير للموقع الذي تعيش فيه أنواع عديدة من الحيوانات المهددة بالانقراض.  

موقع الحفريات في شنغجيانغ (الصين)

يوجد هذا الموقع الذي تبلغ مساحته 512 هكتاراً في منطقة شديدة التحدّر بمقاطعة يونّان الصينية وهو يحتوي على أوسع مجموعة من الأحياء البحرية المتحجرة التي تعود إلى أوائل العصر الكمبري. وعُثر في الموقع على أعداد من الحفريات الحيوانية التي حُفظت بصورة متميزة إذ تبرز فيها بوضوح أنسجة صلبة ولينة تعود إلى مجموعة متنوعة جداً من الكائنات اللافقارية والفقارية. وتشهد هذه الحفريات على تكوّن نظام إيكولوجي بحري معقد تطور في أقدم العصور. ويتضمن الموقع حفريات لما لا يقل عن 160 شعبة من الكائنات الحية ولمجموعات من الكائنات الغريبة وحوالى 196 نوعاً من أنواع الحيوانات تشكل جميعها دليلاً ذا قيمة استثنائية على التنوع السريع الذي شهدته الحياة على الأرض قبل 530 مليون سنة، وهي فترة برزت فيها أغلبية أنواع الحيوانات التي نعرفها اليوم. ويقدم هذا الموقع فرصة مهمة جداً لإجراء البحوث العلمية بشأن الحياة قبل التاريخ.

منطقة « غاتس الغربية » (الهند)، تمثل سلسلة جبال منطقة غاتس، التي هي أقدم من جبال الهيمالايا، سمات لأشكال الأرض ذات أهمية فائقة وتتسم بتطورات بيوفزيائية وإيكولوجية فريدة من نوعها. وتؤثر النظم الإيكولوجية للغابات الجبلية المرتفعة في هذا الموقع على النمط المناخي للرياح الموسمية في الهند. كما يمثل الموقع، الذي يخفف من حدة المناخ الاستوائي في المنطقة، أحد أفضل الأمثلة لنظام الرياح الموسمية في كوكب الأرض. وعلاوة على ذلك، يتميز الموقع بمستوى عال واستثنائي من التنوع البيولوجي والاستيطان المَرضيّ. ومن المسلم به أن الموقع يُعتبر أحد « المواقع الأكثر حرارة » للتنوع البيولوجي الثمانية الموجودة في العالم. وتشمل غابات الموقع بعضاً من أفضل الأمثلة على الغابات المدارية غير الاستوائية دائمة الاخضرار في العالم والتي تشمل ما لا يقل عن 325 نوعاً من النباتات والحيوانات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك المعرضة للخطر.

 المصدر: اليونسكو

Print This Post