أخلاقيات التعليم: تحدي للتعاون الدولي

2012/05/16

تأسست الجمعية الدولية لأخلاقيات التعليم (IAEE) سنة 2011 بدعم من اليونسكو، وعقدت أول مؤتمر دولي لها في الفترة: 1-3/5/2012 بمدينة بيتسبرغ/ الولايات المتحدة الأمريكية. وسعى هذا المؤتمر إلى التأكيد على أن أخلاقيات التعليم موضوع أكاديمي حساس، ويؤدي إلى تمكين ذوي العلاقة بالنشاط التعليمي من مواجهة التحديات التي تظهر عند تقدم العلوم.

ما أهمية إنشاء هذه الجمعية عندما يستطيع الخبراء الحصول على المعلومات من شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) وتيسير الشراكة في الخبرات والأفكار من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية؟

من ناقلة القول التصريح بغزارة المعلومات المتوفرة الآن، ولكن من المفيد التنبيه إلى أن مصدر معظم هذه المعلومات هي برامج تنفذ في الدول المتقدمة تكنولوجيا، وتوجد حصرياً باللغة الانجليزية، مع عدم وجود آلية لتبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بأخلاقيات التعليم على المستوى العالمي.

أن القضايا الأخلاقية التي تطرحها التطورات العلمية تنمو بالمعدل الذي تتطور به العلوم. وفي هذا الظرف، كيف يمكن تعزيز أخلاقيات التعليم في جميع الدول بدون أن يتمكن المتخصصون في هذه المسائل من تبادل المعارف والتجارب؟

يلاحظ تزايد الاهتمام في هذا المجال بدءاً من الحكومات نفسها، انطلاقاً من مبادرة الدول الأعضاء باليونسكو بشأن برنامج أخلاقيات التعليم الذي أنشئ في عام 2004. وبذل جهود – من خلال هذا البرنامج – للتعرف على المعلمين والبرامج الخاصة في القارة الإفريقية والمنطقة العربية.

نظمت اجتماعات إقليمية للمعلمين في العديد من الدول لدراسة أخلاقيات التعليم. وكانت تلك الاجتماعات هي المرة الأولى التي يلتقي فيها معلمون مهتمون بأخلاقيات التعليم ليتبادلوا الخبرات والمعلومات، ويحللوا برامج التعليم وفق منظور أخلاقيات التعليم. لقد برزت الحاجة – من خلال تلك الاجتماعات – إلى استحداث منصة علمية تتسم بالديمومة على المستوى الدولي وتعمل على تعزيز أخلاقيات التعليم والنظر إليها كقضية علمية جدية، ومنظومة للبحث والنشر من أجل تحسين نوعية أخلاقيات التعليم حول العالم.

لقد كان مؤتمر (بيتسبرغ) يرمي إلى خلق ديناميكية تدفع بالمتخصصين في أخلاقيات التعليم في العديد من الدول لأن يصبحوا مشغوفين بتخصصهم وتدريبهم، كما يهدف إلى توفير حوافز للتعليم عن كيفية التطوير والتنويع في أفكار جديدة لأخلاقيات التعليم. ونحسب أن المؤتمر الأول لأخلاقيات التعليم قد لاقى هذه التطلعات التي كانت متوقعة منه.

حضر المؤتمر أكثر من 200 مشاركاً، وألقيت فيه 125 ورقة بحثية من باحثين قدموا من 33 دولة. وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من المشاركين كان من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا؛ إلا أن تمثيلاً ملحوظاً في المؤتمر كان من جميع مناطق العالم. حيث كان المشاركون بأوراق بحثية من كل من:ـ

أستراليا، بوتسوانا، البرازيل، الصين، الهند، ايطاليا، اليابان، كينيا، ملاوي، هولندا، نيجيريا، النرويج، النمسا، باكستان، قطر، رومانيا، الاتحاد الروسي، السعودية، سنغافورة، اسبانيا، السويد، سويسرا، تونس، تركيا، وغيرها.

تنبه المشاركون في المؤتمر إلى أنه كان المرة الأولى التي يلتقون فيها بزملائهم في العديد من الدول. ومكنهم ذلك من التزود بأفكار ورؤى جديدة. كما فتحت لهم هذه المشاركة آفاق التأمل ومنهج نحو أساليب التعلم، وإثارة القضايا العلمية، وتعزيز نشر الخبرات والتجارب الناجحة في المجال قيد الحوار والنقاش.

قرر أعضاء الجمعية الدولية لأخلاقيات التعليم تنظيم مؤتمرين دوليين: الأول بتركيا عام 2014 والثاني بالبرازيل عام 2015 في غضون ذلك ستعمل الجمعية على إنشاء موقع اليكتروني تفاعلي لتمكين أعضاء الجمعية من تبادل الخبرات وبطبيعة الحال، سيرتبط هذا الموقع بموقع اليونسكو لتتاح الفرصة لزوار موقع الجمعية من الوصول إلى موقع اليونسكو والدخول إلى قواعد وبيانات مرصد الأخلاقيات العالمي (GEobs) والمواد التعليمية التي أعدتها المنظمة مثل « المنهج الدراسي لأساسيات أخلاقيات البيولوجيا ».

 

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post