أخلاقيات البيولوجيا

2012/07/21

الأبحاث حول الخلايا الجذعية، والتجارب الوراثية، والاستنساخ: إن التطور الحاصل في العلوم الحياتية يمنح البشرية قوةً جديدة لتحسين صحتها ومراقبة الأنظمة التنموية الخاصة بكافة الكائنات الحية. إن المخاوف التي أثيرت بشأن التأثيرات الاجتماعية والثقافية والقانونية والأخلاقية التي قد تترتب عن هذا التطور قد آلت إلى إثارة أحد أهم النقاشات خلال القرن الماضي. وتمت صياغة كلمة جديدة لتشمل هذه المخاوف: أخلاقيات البيولوجيا.

منذ العام 1970، عكس انخراط اليونسكو في مجال أخلاقيات البيولوجيا الأبعاد الدولية لهذا النقاش. إن اليونسكو التي تأسست على اعتقاد بأنه لا يمكن تحقيق السلام بمعزل عن التضامن الثقافي والمعنوي للبشرية، تحاول إشراك كافة البلدان في هذا النقاش الدولي عبر الثقافات.

أطلقت اليونسكو برنامج أخلاقيات البيولوجيا عام 1993 . تشكل أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا إحدى أبرز الأولويات التي تحددها اليونسكو. وقد سجل النجاح الأبرز لبرنامج أخلاقيات البيولوجيا عام 1997 عندما اعتمد المؤتمر العام للمنظمة المذكورة الإعلان العالمي بشأن المجين البشري وحقوق الإنسان، وهي الأداة الدولية الوحيدة في مجال أخلاقيات البيولوجيا التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1998.

إن تفويض المراقبة الأخلاقية التي تتمتع بها اليونسكو يبرر ذاته يوماً بيوم وتزداد أهميته في ضوء التطورات العلمية التي سُجلت مؤخراً وتأثيراتها البعيدة المدى المترتبة على المجتمع. وضعه المعايير ومنتدياته الثقافية ذات التعددية الثقافية والتعددية في الاختصاصات، أثبت  البرنامج الدور الريادي الذي تضطلع به اليونسكو على المستوى الدولي في مجال أخلاقيات البيولوجيا.

إن برنامج أخلاقيات البيولوجيا يشكل جزءاً من شعبة أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا العائدة لليونسكو في قطاع العلوم الاجتماعية-الإنسانية. وهو مسؤول بصورة أساسية عن أمانة هيئتين استشاريتين: اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا (IBC) التي تضم ستة وثلاثين خبيراً مستقلاً، واللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا (IGBC) التي تضمّ ممثلين عن ستة وثلاثين دولة عضو في اليونسكو.

إن هاتين اللجنتين تتعاونان في سبيل إسداء المشورة، ورفع التوصيات، وتقديم الاقتراحات التي ترفعها كل منهما إلى المدير العام لتعكف على دراستها الهيئات الإدارية في اليونسكو.

يعمل البرنامج على تطوير أربعة مجالات عمل هي:

  • المنتدى الثقافي

يوفر البرنامج منبر فكري للتفكير متعدد التخصصات والثقافات بشأن أخلاقيات البيولوجيا، ولاسيما من خلال اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا واللجنة الحكومية الدولية لأخلاقيات البيولوجيا وذلك عن طريق تنظيم والمشاركة في المؤتمرات والندوات ، الخ.

وترمي اليونسكو بذلك إلى تعزيز النقاش على الصعيدين الوطني والدولي بشأن المسائل الأخلاقية الكبرى الناجمة عن التطورات الأخيرة في مجال علوم الحياة وتطبيقاتها من أجل العمل على تحديد المبادئ التوجيهية الأخلاقية للمجتمع الدولي والدول الأعضاء.

  • وضع المعايير

يهدف البرنامج إلى تحديد وتعزيز معايير أخلاقية مشتركة لوضع الإطار الذي يمكن للدول من خلاله صياغة ووضع سياساتها موضع التطبيق العملي في مجال أخلاقيات البيولوجيا. كان أول نجاح كبير في هذا المجال هو اعتماد الإعلان العالمي بشأن المجين البشري وحقوق الإنسان من قبل المؤتمر العام في عام 1997. ومؤخرا ، تم اعتماد الإعلان الدولي بشأن البيانات الوراثية البشرية ، والذي هو تتمة لصدور الإعلان العالمي وطريقة تنفيذه ، بالإجماع وبالتزكية من قبل المؤتمر العام في دورته الثانية والثلاثين في 16  أكتوبر 2003.

  • الدور الاستشاري وبناء القدرات

يعمل البرنامج كجهة استشارية للدول الأعضاء الراغبة في تشجيع التأمل والمناقشة بشأن أخلاقيات البيولوجيا، إلى إنشاء لجان الأخلاقيات الوطنية وتحديد معايير وطنية و / أو تشريعات في هذا المجال. ويسهم البرنامج أيضا على الصعيدين الوطني والإقليمي في بناء القدرات من خلال تسهيل إنشاء شبكات من المتخصصين والمؤسسات المعنية بأخلاقيات البيولوجيا ، وتشجع على إنشاء أو تعزيز مراكز إقليمية للمعلومات والتوثيق حول أخلاقيات البيولوجيا

ويسعى البرنامج إلى التعرف على القضايا الأخلاقية لمناطق معينة في محاولة لتحديد وتنفيذ الاستراتيجيات الملائمة لتعزيز وتنمية التفكير الأخلاقي في هذه المجالات.

  • التعليم وتعزيز التوعية

ويشارك البرنامج في توعية المتخصصين في مجال أخلاقيات البيولوجيا (باحثين وحقوقيين وصحفيين ، الخ) ، وصانعي القرار وعامة الجمهور والفئات المستهدفة المحددة. على المستوى الجامعي، تسهل كراسي اليونسكو الجامعية لأخلاقيات البيولوجيا في تيسير التعاون الإقليمي بين الجامعات واليونسكو في مجال تعليم أخلاقيات البيولوجيا. كما تحدد اليونسكو الجامعات التي تقدم التعليم في مجال أخلاقيات البيولوجيا بغية تعزيز التبادلات ، وخاصة عن طريق ربطها مع شبكة من المؤسسات لآداب تعليم مهنة الطب.

المصدر: اليونسكو

Print This Post