آن الأوان للانتقال من القول إلى الفعل لوضع حدّ للعنف ضدّ المرأة

2013/03/12

العنف ضدّ المرأة هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان إجراما وانتشارا في العالم. فتتعرّض 7 من أصل 10 نساء على الصعيد العالمي إلى شكل واحد من أشكال العنف، أكان جسديا أو جنسيا، خلال حياتهن. ويمكن للعنف ضدّ المرأة أن يكتسي أشكالا عدّة، فيمكن أن يكون جسديا، أو جنسيا، أو اقتصاديا أو نفسيا. إلاّ أن جميع هذه الأشكال تمثّل انتهاكا للكرامة الإنسانية ولحقوق الإنسان، ولها تبعات على المدى البعيد على كلّ من النساء الضحايا ومجتمعاتهن المحلية.

’’لضمان استقلالية المرأة وتأمين المساواة بين الجنسين، علينا أن نواجه العنف بجميع أشكاله في كلّ زمان ومكان‘‘.

هذا ما صرّحت به إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة 2013

والعنف ضدّ المرأة مستوطن في بلدان العالم جميعها، ولا يعرف أي حدود جغرافية أو ثقافية أو اجتماعية أو إثنية، أو غيرها. وهذا العنف متأصل في التركيبات والممارسات التي تفرز عدم المساواة بين الجنسين.

وتعمل اليونسكو في عدد كبير من المجالات لمنع العنف ضدّ المرأة، من خلال البحث عن الأسباب الاجتماعية والثقافية الأساسية الكامنة وراء هذا العنف، ووضع برامج تربوية لمنع العنف في المدارس والجامعات وفي البيئات المحيطة بها، والدعوة إلى التزام الرجال بمنع العنف ضدّ المرأة، والتعاون مع وسائل الإعلام لوضع تقارير تراعي الاعتبارات الجنسانية، وغيرها من الأنشطة المتعدّدة.

والتشريعات والسياسات القائمة غير كافية، فعلينا إحداث تغييرات أساسية على صعيد المواقف والأدوار المسندة إلى كل من الجنسين.

التحديات

وبهدف مواجهة التحديات العديدة التي تواجه المرأة، نظّمت اليونسكو، بالشراكة مع كلية ’’بيرفوت كوليدج‘‘، إجتماعا لمجموعة من الخبراء الرفيعي المستوى بعنوان ’’النساء والفتيات الريفيات: التعليم من أجل التحرّر‘‘، عُقد في نيويورك في 27 فبراير خلال الدورة الـ 56 للجنة المعنية بوضع المرأة (من 27 فبراير إلى 9 مارس).

وتطرّق النقاش إلى الحاجة إلى توسيع الفرص التعلّمية لتشمل النساء والفتيات في الأوساط الريفية، بوصفه حقا جوهريا وشرطا أساسيا للتنمة المستدامة.

وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، في هذا الصدد: ’’ يتعيّن حماية حقوق المرأة في الأوساط الريفية ودعم تطلعاتها. ويشكل اليوم الدولي للمرأة فرصة تسمح لنا بأن نتّخذ موقفا حازما ضد التمييز والتهميش اللذين يضعفان مجتمعاتنا ».

لمحة تاريخية

واليوم الدولي للمرأة، الذي احتُفل به للمرة الأولى منذ 100 سنة خلت، قد تحوّل إلى احتفال عالمي بالمعارك التي قادتها المرأة في الماضي وبالنجاحات التي حققتها. كما تحوّل إلى مناسبة تتيح التطلّع إلى المستقبل واستكشاف الامكانيات والفرص التي لم تُكتشف بعد للأجيال المستقبلية من النساء. وتحتفل منظمة الأمم المتحدة بهذا اليوم منذ عام 1975، وقد خُصص هذه السنة ’’للعمل من أجل وضع حد للعنف ضد المرأة‘‘. وفي عام 1945، أصبح ميثاق الأمم المتحدة أوّل اتفاق دولي يؤكد مبدأ المساواة بين النساء والرجال. وقامت اليونسكو بدورها، بوصفها الوكالة الريادية في مجال التربية والعلم والثقافة، بتحديد المساواة بين الجنسين كأولوية من أولويتيها الاثنتين على الصعيد العالمي.

المصدر: اليونسكو

Print This Post