« من دون المعلم المدرسة هي مجرد مبنى » أسبوع العمل العالمي للتعليم للجميع

2013/04/20

« كل طفل بحاجة إلى معلم »، هذا هو شعار أسبوع العمل العالمي لعام 2013 المخصص للتعليم للجميع (21ـ 27 أبريل) الذي يركز على الدور الحيوي للمعلمين في ما يتعلق ببلوغ أهداف التعليم. ويأتي ذلك وفقاً لشعار الحملة العالمية من أجل التعليم، وهو: « من دون المعلم، المدرسة هي مجرد مبنى ».

يُعتبر أسبوع العمل العالمي، الذي تنظمه سنوياً الحملة العالمية من أجل التعليم، إحدى حركات المجتمع المدني، بمثابة فرصة لتعزيز الحق في التعليم للجميع الجيد النوعية. وفي هذا الصدد، تحشد اليونسكو كل سنة شبكاتها وتقوم بتنظيم أنشطة في جميع أرجاء العالم حول موضوع معين.

وجدير بالذكر أن كل ما يتعلق بإعداد المعلمين وتعيينهم والاحتفاظ بهم، فضلاً عن أوضاعهم وظروف عملهم إنما يندرج ضمن الأولويات العليا للمنظمة. وفي هذا الشأن، تقول إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو : »إن المعلمين هم الأكثر تأثيراً والأقوى فعالية في ما يتعلق بتحقيق الإنصاف في التعليم وتحسين الانتفاع به وضمان جودته. والحق أننا لن نحقق أهداف التعليم للجميع ما لم يكن هناك معلمون ».

ويمثل المعلمون أيضاً العنصر الأساسي في المبادرة العالمية بشأن « التعليم أولاً » التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة وتقوم بقيادتها اليونسكو؛ ومن ثم فهم يُعتبرون بمثابة الجانب الذي لا غنى عنه في جدول الأعمال الإنمائي العالمي لفترة ما بعد عام 2015.

تحديات ضخمة

تقول المديرة العامة لليونسكو: « إن المعلمين هم الأطراف الأساسية في ما يخص تحقيق طموحات كل فتاة وفتى، إذ أنهم يمتلكون مفاتيح الحلول التي تتيح بلوغ التنمية المستدامة لكل مجتمع من المجتمعات. ومع ذلك، فإن المعلمين يواجهون شتى التحديات في كل مكان؛ ومن الأمثلة لذلك المعلمون القرويون في المناطق الريفية في تايلاند الذين يواجهون صعوبات العمل في فصول مكتظة بالتلاميذ والتعامل بلغات مختلفة؛ أو مايغا هاديزاتو حمزتو في مالي التي تواصل عملها كمعلمة في المدينة التي تسكنها رغم اجتياحها؛ أو كريمة يوسفي في أفغانستان أو (آوا سو) في السنغال اللتان عملتا على مكافحة التمييز النمطي بين الجنسين.

إن التحدي الضخم الذي يواجه مهنة التعليم إنما يتعلق بسد الفجوة في أعداد المعلمين وضمان معايير جودتهم. فما زالت دول العالم بحاجة إلى ما يقرب من 6.8 مليون معلم من أجل تحقيق تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015. وهناك قضايا أخرى تؤثر على المدرسين في كافة مستويات النظم التعليمية، وفي ما يتعلق أيضاً بأوضاع التعليم النظامي وغير النظامي، بما في ذلك العنف المتزايد وظروف التقشف وخفض النفقات، فضلاً عن الحاجة إلى ضرورة تحسين ظروف العمل بحيث يتسنى اجتذاب ذوي الكفاءة للانخراط في مهنة التعليم.

الأطر القانونية للمعلمين

يتمثل جزء رئيسي من عمل اليونسكو المعني بالمعلمين في إقرار الأطر القانونية التي من شأنها أن تعزز أوضاع المعلمين وظروف عملهم. وفي هذا الصدد، تقوم اليونسكو ومنظمة العمل الدولية كل ثلاث سنوات بتعيين لجنة خبراء تتولى مراقبة تطبيق هذه التوصيات وتقديم المشورة إلى هاتين المنظمتين تبعاً لذلك. ومن الممكن أيضاً أن تستخدم المجتمعات المدنية الاتفاقيات ذات الصلة للمطالبة بحقها في الحصول على معلمين جيدين وعلى تعليم جيد النوعية لكل طفل وشاب وبالغ.

تعريف أوسع نطاقاً

تقول كارولين ميديل ـ أنوويفو، من معهد اليونسكو للتعليم مدى الحياة، الذي نظم مؤخراً ورشة عمل دولية بشأن تحسين أوضاع ميسري مجال محو الأمية : »إن فعاليات الترويج، مثل أسبوع العمل العالمي، إنما تمثل فرصة طيبة للنظر في وضع تعريف أوسع نطاقاً للمعلمين. فالمعلمون المتخصصون في مجال محو الأمية قد يقعون في المرتبة الدنيا على الإطلاق ويتقاضون أجوراً زهيدة ولا يتوافر لهم سوى قدر ضئيل للغاية من أنشطة التدريب أثناء الخدمة ».

ومن جانبها، تقول ماكي هاياشيكاوا، من شعبة التعليم الأساسي في اليونسكو : »إن أسبوع العمل العالمي يتيح أيضاً فرصة لتسليط الضوء على أهمية تحسين وضع المعلمين العاملين في مجال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، إذا ما كنا جادين بالفعل في ما يخص بناء أسس التعليم مدى الحياة ».

وأيّاً ما كان المستوى أو التخصص، فإن اليونسكو على أهبة الاستعداد لمساعدة الحكومات في إعطاء الأولوية لما يتعلق بإعداد المعلمين ودعمهم والاحتفاظ بهم في السياسات التعليمية الوطنية.

المصدر: اليونسكو

Print This Post