مكافحة الفساد في التعليم (ETICO)

2014/06/30

تم يوم الثلاثاء 24 يونيو إطلاق بوابة جديدة فريدة من نوعها، من قبل المعهد الدولي للتخطيط التربوي، تهدف إلى محاربة الفساد في نظم التعليم في جميع أنحاء العالم.

يصعب غالباً تتبع وقياس الفساد، ولكنه موجود على مستويات مختلفة في النظم التعليمية للدول، وهو يعوق الوصول إلى التعليم وتعلم الأطفال. إنه يؤدي إلى حرمان الأطفال من التعليم الجيد. وتمتد أمثلة الفساد في التعليم من المدارس الوهمية والشهادات المزورة، إلى الكتب المدرسية المفقودة، واللوازم المدرسية المسروقة، والمدرسين الغائبين، وسوء توزيع المنح المدرسية.

على سبيل المثال، تُقدر الدراسات الاستقصائية التي أجريت من قبل شركاء المعهد الدولي للتخطيط التربوي لمحاربة الفساد أن رواتب المعلمين الغائبين أو « الأشباح » قد تشكل 15-20% من تكاليف الأجور في بعض البلدان؛ وفي بعض الحالات هذا يساوي نصف الأموال المخصصة لتحسين المباني المدرسية، وتوفير معدات فصل أفضل وشراء الكتب المدرسية، وغيرها.

قاعدة بيانات  ETICO، التي تضم أحدث البحوث المتطورة لتتبع الأخلاقيات والفساد، هي بوابة للوصول إلى المواد التدريبية للخبراء بشأن الشفافية والمساءلة وقضايا مكافحة الفساد في مجال التعليم وتقديم الدعم في تنفيذ أدوات واستراتيجيات مكافحة الفساد.

وستعمل هذه المنصة العالمية على الانترنت بمثابة مركزا رئيسيا للمناقشة التفاعلية للشركاء الوطنيين والدوليين الذين يهدفون إلى تعزيز الشفافية. وسوف توفر لهم الفرصة لتحميل وتبادل البحوث حول هذا الموضوع بالغ الأهمية للمساعدة على خلق جبهة موحدة أقوى لمكافحة الفساد في مجال التعليم.

وقال مورييل بواسون، الباحث الأول في المعهد الدولي حول مكافحة الفساد والأخلاق في التعليم، « تشير التقديرات إلى أن الفساد  يمتص الملايين من الدولارات من النظام، ونتيجة لذلك يفقد العديد من الأطفال فرصهم في التعليم بسبب الممارسات الخاطئة والنقص الخطير في الأخلاق في النظام. تهدف منصة ETICO للمساعدة في منع هذا من خلال جلب جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين معا لمحاربة المشكلة وتقديم مشورة خبراء « .

من خلال مدونتها الإلكترونية، ستستضيف منصة  ETICO مناقشات معمقة حول التصدي للفساد من خلال تبادل الأخبار والمعلومات، فضلا عن تسليط الضوء على أفضل الممارسات في البلدان التي ثبت فيها نجاح تدخلات لمكافحة الفساد في التعليم.

يتصادف إطلاق ETICO مع إصدار منشور جديد مهم للمعهد الدولي للتخطيط التربوي، « تحقيق الشفافية في حوافز التعليم لصالح الفقراء« . يحدد الكتاب أفضل الطرق لضمان وصول المنح الدراسية، والتحويلات النقدية المشروطة، والوجبات المدرسية المجانية، وما إلى ذلك، إلى الأطفال من خلفيات وأسر فقيرة، والذين هم في أمس الحاجة إليها.

على سبيل المثال، في جنوب أفريقيا، تم تصميم نظام الترتيب الخماسي لتوفير تمويل محسن لتعزيز المدارس التي تخدم أفقر الطلاب. وأدخلت العديد من التدابير للتأكد من وصول الأموال إلى المدارس الصحيحة، مثل استخدام جداول استهداف موضوعية وشفافة ومعروفة للجمهور. وينظر إلى هذا النظام على أنه محاولة هامة نحو ضمان قدر أكبر من المساواة في التعليم من خلال خفض الرسوم المدرسية للأطفال الأكثر فقراً في جنوب أفريقيا، وبالتالي منحهم فرص الحصول على التعليم.

في البرازيل، قلل إنشاء مجالس الطعام المدرسية من مخاطر اختلاس الطعام أو الاحتيال في المشتريات الغذائية – كلاهما مشاكل في الماضي – من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على عملية مستمرة لرصد البرنامج والمساءلة. بالاعتماد على مشاركة المجتمع المدرسي والمجتمع المدني، تدقق هذه المجالس في قوائم الطعام المدرسية والمصاريف المتعلقة بها. وهي تساعد على تقليل التأخير في نقل الموارد، وخفض التكاليف التشغيلية وتحسين جودة السلع. وبرنامج الغداء المدرسي البرازيلي يصل إلى أكثر من 45 مليون شخص، ويوفر الاستقرار في حياة الأسر والطلاب الفقراء.

في ولاية راجستان الهندية، أدخلت  28%  من المدارس لوحات عرض التي تتوفر للرقابة العامة. وهي عادة ما تكون موضوعة على مبنى المدرسة، وتعرض معلومات أساسية متعلقة بالأداء اليومي للمدرسة، على سبيل المثال، جميع الاستثمارات المالية التي قدمتها المدرسة؛ حضور المعلمين، وغيرها. وينظر إلى لوحات الشفافية المعروضة علنا ​​الآن باعتبارها سمة هامة للرصد المجتمعي ،وتعقد جلسات استماع علنية حيث يتم دعوة الناس لإعطاء شهادات الممارسات الفاسدة ويدعى المسؤولين الحكوميين إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.

تقديم بحوث مقارنة بين سبعة مشاريع نفذت في جميع أنحاء العالم، يبين « تحقيق الشفافية في حوافز التعليم لصالح الفقراء » أن التدابير المتخذة لمواجهة مخاطر الفساد – مثل لوحات العرض المدرسي، وآليات الشفافية المحلية، وآليات الاستئناف، والمراجعة الاجتماعية، والإبلاغ غير الرسمي عن المخالفات، من بين الإجراءات التي اتخذت هو مفتاح في المعركة ضد الفساد في التعليم. وينظر إلى هذه التدابير كأدوات حاسمة لتحقيق أهداف التعليم للجميع. وهي معروضة بالتفصيل على  ETICO ،جنبا إلى جنب مع مئات من حالات أخرى من هذا القبيل.

رابط: زيارة موقع ETICO

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post