فعاليات اليوم الدولي للغة الأم لعام 2013 في اليونسكو

2013/02/22

 أعلنت اليونسكو اليوم الدولي للغة الأم في عام 1999. ويُحتفل بهذه المناسبة في 21 فبراير من كل سنة في شتى أنحاء العالم.  

ويرمي هذا الاحتفال إلى تعزيز التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات، وتسليط الضوء على ضرورة زيادة الوعي بأهمية التعليم القائم على اللغة الأم.

ويجسد التنوع اللغوي والثقافي القيم العالمية التي تسهم في تدعيم أسس الوئام والتلاحم في المجتمعات. ولهذا السبب، ستركز المديرة العامة لليونسكو خلال الحفل الخاص باليوم الدولي للغة الأم 2013 على أهمية هذه الرسالة الأساسية وستشدد بوجه خاص على الموضوع الذي اختير لهذا العام وهو الانتفاع بالكتب ووسائل الإعلام الرقمية باللغات المحلية.  

وتؤدي الدول الأعضاء في المنظمة، في شتى أنحاء العالم، دوراً رئيسياً في تعزيز اللغات الأم من خلال المؤسسات والرابطات الوطنية التابعة لها. كما تضطلع وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والرابطات الثقافية بدور فعال في تعزيز أهداف اليوم الدولي للغة الأم.  

وهدف اليوم الدولي للغة الأم 2013 الذي سيُنظَّم تحت شعار « الكتب من أجل التعليم باللغة الأم » هو تذكير الجهات الرئيسية المعنية بالتعليم بأن دعم التعليم باللغة الأم يستلزم دعم إنتاج الكتب باللغات المحلية.  

أهمية المواد المكتوبة باللغات الأم

تشير عبارة « التعليم القائم على اللغة الأم » بوجه عام إلى استخدام اللغات الأم في البيئة المنزلية وفي المدارس. ويُستحسن أن ترتكز عملية اكتساب الكفاءات اللغوية وتعلّم القراءة والكتابة باللغة الأم على موارد مكتوبة تشمل على سبيل المثال لا الحصر المطبوعات والكتب التمهيدية والكتب المدرسية لأن ذلك يدعم التعبير الشفهي. وتسهم المواد المكتوبة باللغات الأم في تعزيز قدرة الدارسين على اكتساب مهارات القراءة والكتابة وفي بناء أسس متينة للتعلّم.  

ويوجد في العالم اليوم الكثير من اللغات غير المدونة، علماً بأنه أُحرز بعض التقدم في تطوير قواعد الإملاء. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من اللغويين وأخصائيي التربية والمعلمين المحليين والدوليين يتعاونون مع شعوب أصلية في أمريكا اللاتينية أو مع قبائل في آسيا مثلاً من أجل تطوير قواعد الإملاء. ويُعتبر استخدام الحواسيب لإنتاج الكتب والتكاليف المنخفضة نسبياً للطباعة الرقمية من الأمور الواعدة فيما يخص إنتاج مواد مكتوبة بتكلفة أقل يمكن لعدد أكبر من الأشخاص أن يشتروها وينتفعوا بها.  

التعليم باللغة الأم

تشجع اليونسكو التعليم الثنائي اللغة أو المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم في سنوات التعليم الأولى نظراً إلى أهمية هذا الأمر في بناء أسس متينة للتعلّم. فاستخدام اللغة الأم مع صغار الأطفال في المنزل أو في التعليم ما قبل المدرسي يساعدهم على اكتساب مهارات القراءة والكتابة بلغتهم الأم على نحو سهل، وقد يساعدهم أيضاً على اكتساب لغة ثانية (قد تكون لغة وطنية) في مرحلة لاحقة من تعليمهم المدرسي.  

وتشير عبارة « التعليم الثنائي اللغة والمتعدد اللغات » حسب التعريف الذي اعتمدته اليونسكو إلى « استخدام لغتين أو أكثر كوسيلة للتعليم ». واعتمدت المنظمة في عام 1999 عبارة « التعليم المتعدد للغات » للإشارة إلى استخدام ما لا يقل عن ثلاث لغات في التعليم، هي اللغة الأم، واللغة الإقليمية أو الوطنية، ولغة دولية.  

وتم التشديد على أهمية التعليم باستخدام اللغة الأم في السنوات الأولى من التعليم المدرسي في عدد من الدراسات والبحوث والتقارير منها التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الذي تصدره اليونسكو كل سنة.  

الأنشطة

وقد استهلت اليونسكو فعاليات اليوم الدولي للغة الأم لعام 2013 بحدث نظم في مقر المنظمة بباريس يوم أمس الخميس 21 فبراير 2013 بشأن موضوع اليوم الدولي لهذا العام وهو « اللغات الأم والكتب، بما في ذلك الكتب الرقمية والمدرسية ». حيث قام خبراء في اللغات بتسليط الضوء على الدور الذي تؤديه اللغات الأم في تعزيز التنوع اللغوي والثقافي وفي تطوير التربية المشتركة بين الثقافات من خلال المحفوظات الرقمية للغات العالم على سبيل المثال.

  وقام بتنظيم هذا الحدث الذي تابعته مندوبية ليبيا، كل من أمانة اليونسكو ومندوبيتي هنغاريا (التي تتولى رئاسة المؤتمر العام) وبنغلادش (التي بادرت إلى اقتراح هذا اليوم الدولي) في اليونسكو.

وألقت المندوبة الدائمة لهنغاريا كلمة أكدت فيها على أهمية اللغة في نقل التراث الثقافي للشعوب وأكدت على ضرورة حماية اللغة الأم، ووضع سياسات واضحة في هذا المجال، وحثت الدول على تعزيز التعددية اللغوية.

كما ألقى مندوب بنغلادش كلمة ذكّر فيها بالخلفية التاريخية لاعتبار هذا اليوم – 21 فبراير – يوماً دولياً للغة الأم. وألقى كذلك مساعد المديرة العامة للتربية السيد كيان تانغ كلمة أكد فيها على التعلم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم واعتبر أن الثورة الرقمية بإمكانها المساعدة إلى حد بعيد في هذا المجال.

وقدمت خمسة عروض تتعلق بالموضوع خلال الاجتماع وهي:

-  »اللغات المحلية في عصر الانكليزية، اللغة العالمية »، السيد تيبور فرانك، استاذ ومدير كلية الانكليزية والدراسات الأمريكية، جامعة بودابست/ هنغاريا.

-  »حاضر ومستقبل اللغة البنغالية »، السيد فيليب بونوا، أستاذ في معهد اللغات والحضارات الشرقية، باريس.

- « ماذا يمثل يوم 21 فبراير في عالم اليوم المعولم؟ »، السيد تومازيل حق، المستشار الخاص السابق لمدير عام اليونسكو في الفترة: 1993-1999.

-  »7000 لغة: تعزيز التعددية اللغوية والتعليم من خلال الكتابة واللغة »، السيد إيريك كاتلين، خبير في الاتصال بين الثقافات ومحاضر في جامعة بوردو 3.

- « الأرشفة الرقمية للغات العالم »، السيد فريدي بوسويل، المدير التنفيذي لمعهد سامر اللغوي الدولي (SIL).

 

وسيشارك مندوبون من اليونسكو في اجتماع مائدة مستديرة في جامعة إيفري (فرنسا) ستُقدَّم خلاله نتائج دراسة عنوانها « ما هي اللغات التي يستخدمها طلبة جامعة إيفري؟ ». وسيتطرق عدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة واللغويين إلى مجموعة من المسائل تتعلق باللغات والتعليم. وسيقدّم مندوبو اليونسكو وجهة نظر المنظمة بشأن التعليم الثنائي اللغة أو المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم.  

وترتبط فعاليات اليوم الدولي للغة الأم 2013 بمؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات. وتعتزم اليونسكو تنظيم جلسة تتمحور حول التنوع الثقافي والهوية الثقافية والتنوع اللغوي والمضامين المحلية في 26 شباط/فبراير 2013، في إطار الاجتماع الاستعراضي بشأن مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات. والغرض من هذه الجلسة هو تسليط الضوء على ضرورة تعزيز إمكانية الانتفاع بالمضامين التعليمية المحلية وما يتصل بها من معارف ومعلومات من خلال استخدام اللغات المحلية في الكتب المدرسية الرقمية.

رسالة اليونسكو بالمناسبة

وجهت المديرة العامة لليونسكو رسالة بالمناسبة، فيما يلي نصها:

رسالة من السيدة إيرينا بوكوفا،

المديرة العامة لليونسكو،

بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم

اليونسكو، 21 فبراير 2013

يمثل اليوم الدولي للغة الأم فرصة مميزة لإبراز أهمية اللغات بالنسبة إلى هوية الجماعات والأفراد، وإلى الأسس التي تقوم عليها كل حياة اجتماعية واقتصادية وثقافية.

كما أن تعدد اللغات يمثل مصدر قوة وخير للبشرية. وهو يجسد تنوعنا الثقافي، ويشجع تمازج وجهات النظر، وتجدُّد الأفكار، وتوسيع أفق خيالنا. ولا يمكن إقامة حوار حقيقي إلا باحترام اللغات، ولهذا السبب تعمل اليونسكو على تشجيع استخدام اللغات بوصفها محركاً للتفاهم فيما بين البشر. ونحن نشجع التعليم باللغة الأم، فهو يتيح تحسين مكافحة الأمية ويسهم في ضمان جودة التعليم. كما أن حماية اللغات تضمن صون المعارف النادرة أو معارف السكان الأصليين ونقلها عبر الأجيال. ولعلها وسيلة لتمكين كل فرد من إسماع صوته وفرض احترامه، كما أنها قوة دافعة نحو تحقيق الاندماج الاجتماعي.

ولقد اختارت اليونسكو في هذا العام استكشاف روابط الوحدة بين اللغة والكتاب. فالكتب قوة دافعة نحو تحقيق السلام والتنمية ينبغي أن توضع بين أيادي جميع البشر. كما أنها أدوات أساسية للتعبير تسهم في إثراء اللغات، مع الحفاظ على آثار تطور اللغات على مر الزمن. وفي عصر التكنولوجيات الجديدة، تبقى الكتب أدوات قيّمة وسهلة الاستخدام ومتينة وعملية لتبادل المعارف والتفاهم والانفتاح على العالم. وإنها دعائم مجتمعات المعرفة وهي في طليعة تعزيز حرية التعبير وتوفير التعليم للجميع.

وتعتمد حيوية اللغات على الكلام المتبادل بين الناطقين بها بقدر ما تعتمد على إنتاج أعداد وفيرة من المواد التعليمية والنصوص المطبوعة. وإن نقص المطبوعات والكتب المدرسية المكتوبة باللغات المحلية في بعض البلدان يمثل عائقا يعرقل مسيرة التنمية والاندماج الاجتماعي. وإنما هو أيضاً حرمان أساسي من الحق في حرية التعبير. وتتيح الأدوات الرقمية في بعض الأحيان سد هذه الفجوة، ولكنها لا تكفي، ويجب علينا أن نبذل كل جهد ممكن لضمان توزيع أكثر إنصافاً للمواد والكتب بحيث يتمكن الجميع – ولا سيما الأطفال –من قراءتها باللغة التي يختارونها، بما في ذلك لغته الأم. ويمثل توفير هذه الموارد وسيلة للمضي قدماً بمزيد من السرعة نحو تحقيق أهداف التعليم للجميع بحلول عام  2015 . وتمثل الترجمة عنصراً هاماً مسخراً لخدمة هذا المشروع العظيم، إذ إنها تفتح معابر تتيح الوصول إلى جماهير جديدة.

وفي هذا الاحتفال الرابع عشر باليوم الدولي للغة الأم، أدعو جميع شركاء اليونسكو والمؤلفين والمعلمين في جميع أنحاء العالم، في الجامعات والكراسي الجامعية والمدارس المنتسبة، إلى العمل معاً من أجل الاعتراف بأهمية التنوع اللغوي والثقافي وأهمية التعليم باللغة الأم.

إيرينا بوكوفا

 

المصدر: مندوبية ليبيا واليونسكو

Print This Post