سد الفجوة: تنفيذ حقوق الشعوب الأصلية

2014/09/3

ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر 2014 المؤتمر العالمي للشعوب الأصلية، لمراجعة التقدم المحرز نحو تحقيق حقوق الشعوب الأصلية، والجهود المبذولة لتنفيذ إعلان 2007 للأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.

لا تزال هناك فجوات كبيرة على جميع المستويات في هذا الخصوص، وتلتزم اليونسكو بالمساعدة على سدها. وتقود اليونسكو الطريق في التعليم من زاويتي عمل – أولاً، لتشجيع استخدام وبقاء ثقافات ولغات ومعارف وتقاليد وهوية السكان الأصليين، وثانياً، لتوفير المعرفة والمهارات التي تُمكن الشعوب الأصلية من المشاركة الكاملة وعلى قدم المساواة في المجتمع الوطني والدولي.

وتدفع اليونسكو بهذا إلى الأمام أيضاً في سياق جدول أعمال التنمية بعد عام 2015. وتدعو اليونسكو مع شركائها إلى هدف تربوي طموح وشامل يوفر الاحترام الواجب لأنظمة المعرفة المحلية، بما في ذلك الخاصة بالشعوب الأصلية.

وفي مجال الثقافة، تعمل اليونسكو مع الدول على الاعتراف بدور الثقافة كأداة تمكين ومحركة للتنمية المستدامة الشاملة. ومن أجل ملكية فعالة وذات مغزى لكل جهود التنمية، يجب أن نبني على التنوع الثقافي من خلال جميع السياسات والتدابير العامة.

في ديسمبر عام 2013، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا ثالثاً هاماً حول « الثقافة والتنمية المستدامة » (A / C.2 / 68 / L.69)، يقر الروابط  بين الثقافة والركائز الثلاث للتنمية المستدامة، وكذلك مع السلام والأمن، ويشجع الدول على إيلاء الاعتبار الواجب للثقافة في جدول أعمال التنمية بعد عام 2015. مسلطاً الضوء على العلاقة بين التنوع الثقافي والبيولوجي، يؤكد القرار أيضا على المساهمة الإيجابية للمعرفة المحلية والأصلية في مواجهة التحديات البيئية.

برنامج نظم المعرفة المحلية والأصلية لليونسكو هو رأس الحربة في عملها – لتعزيز احترام حقوق الشعوب الأصلية في الحفاظ والسيطرة، وحماية وتطوير معارفهم التقليدية، والمشاركة في صنع القرار البيئي. ولهذه الغاية، فإن اليونسكو تعمل على تعزيز دور المعرفة الأصلية في العمليات البيئية الحكومية الدولية الرئيسية.

وكان تقرير التقييم الخامس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ هاماً في هذا الصدد، الذي خلُص إلى أن أنظمة المعرفة « بما في ذلك آراء الشعوب الأصلية الشمولية للمجتمع والبيئة، هي مصدر رئيسي للتكيف مع تغير المناخ ». وتبنّى المنبر الحكومي الدولي بشأن التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي الاعتراف بالمعرفة الأصلية والمحلية كإحدى مبادئ عمله – مع فرق عمل تركز على هذه القضية، والتي تم تكليف اليونسكو كوحدة الدعم الفني لها.

إن اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم هو لحظة اعتراف بالمساهمة الحيوية للشعوب الأصلية في الابتكار والإبداع، لتحقيق التنمية المستدامة فضلا عن التنوع الثقافي. وهو أيضا فرصة للجميع للتعبئة من أجل سد الفجوات التي لا تزال قائمة لتحقيق حقوق الشعوب الأصلية. هذا أمر ضروري اليوم وغدا، ونحن نشكل جدول أعمال التنمية بعد عام 2015 الجديد.

رسالة من المديرة العامة لليونسكو بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم لعام 2014.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post