رسالة من لبنان الى العالم بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من اجل الحوار والتنمية في بيروت

2014/05/30

نظم مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت، بالتعاون مع اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، يوم الثلاثاء 20 مايو 2014، احتفالية بمناسبة « اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية »، « رسالة لبنان الى العالم »، برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزير الاعلام رمزي جريج.

حضر الاحتفالية العديد من المسؤولين بالدولة اللبنانية، ومدير مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت (حمد الهمامي)، ورئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو (هنري العويط)، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فهد السلطان، الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو (زهيدة درويش جبور)، المستشار لبرنامج اليونسكو للحوار والسلام الوزير السابق سليم الصايغ وشخصيات ثقافية وتربوية وإعلامية.

وتندرج هذه الاحتفالية في إطار « برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لثقافة السلام والحوار » والذي يهدف وبالتعاون مع منظمة اليونسكو الى إشراك الشباب في نشر السلام والترويج لثقافة الحوار بين الدول والشعوب وترسيخ مبادئ العمل المشترك من أجل جعل الحوار سبيلا لحل النزاعات وتكريس السلام العالمي بديلا للعنف.

ورأى السيد مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت حمد بن سيف الهمامي في كلمته أن الاحتفال باليوم العالمي للتنوّع الثقافي يكتسب أهمية خاصة في ظل التوتّرات التي تعيشها المنطقة من انتشار واسع للعنف وصراعات مذهبية وطائفية وانتشار لخطابات الكراهية والتحريض. فبدلاً من أن نحتفي بالتنوّع الثقافي والتنوّع المذهبي والديني التي تزخر به منطقتنا، أصبح هذا التنوّع مصدر للتوتّر والنزاع الدموي. ولقد أكّد الإعلان العالمي بشأن التنوّع الثقافي الذي رعته اليونسكو في العام 2001 على احترام التنوّع والى مأسسة ثقافة الحوار والحاجة الى التحوّل من مبدأ التسامح مع الآخر الى احترام الآخر والتعاون الإيجابي معه لحماية هذا التنوّع. ان الدول الاعضاء باليونسكو المجتمعة بالدورة 31 للمؤتمر العام في 2001 اعتمدت الاعلان العالمي للتنوع الثقافي، الذي يؤكد على اقتناع الدول الاعضاء بأن الحوار الثقافي هو السبيل الامثل لتقبل الاخر وارساء السلام. وختم الهمامي مقتبسا جزءا من رسالة المديرة العامة لليونسكو في مناسبة اليوم العالمي للتنوّع الثقافي في مايو 2014 تقول فيه : « إن الاستثمار في الإبداع من شأنه أن يحدث تحوّلاً في المجتمعات. وعلينا أن نطوّر لدى الشباب، من خلال التعليم، كفاءات التفاعل بين الثقافات، لإحياء تنوّع عالمنا ولنتعلّم العمل معاً، في بيئة يسودها تنوّع لغاتنا وثقافاتنا وأدياننا، من أجل إحداث التغيير ».

وأطلقت ميسون شهاب مستشارة برنامج التعليم الأساسي في مكتب اليونسكو الإقليمي مسابقة الشباب « التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية » في المدارس المتوسطة والجامعات. واشارت الى ان هذه المسابقة تهدف إلى مخاطبة وإشراك شباب لبنان بوصفهم أطرافاً فاعلة للتبادل الإيجابي داخل وطنهم، وحثهم على لعب دور رئيسي في تنمية المجتمع وذلك من خلال تقبل الآخر. ولان احترام التنوع الثقافي وترسيخه، اصبح ضرورة ليس فقط داخل البلد الواحد بل على مستوى العالم الذي أصبح قرية كبيرة وعلى تماس دائم، تحث المسابقة طلاب وطالبات لبنان تقديم اعمالا تظهر لبنان كمثالاً للتنوع والحرية والعيش معا.

كما تمّ خلال الاحتفالية ايضا إطلاق الموقع الإلكتروني « حاور » الذي يؤمن مجموعة كبيرة من الموارد وأدوات الدعم للشركاء ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والباحثين والأكاديميين والشباب المحترفين العاملين في مجال الحوار ما بين الثقافات في المنطقة العربية.

وقال الوزير جريج، ممثل رئيس الجمهورية، في كلمته: « مما لا شك فيه أن موقع لبنان على خارطة العالم حدد له دورا لعبه عبر التاريخ ولا يزال يؤديه، رغم كل الأعاصير والأزمات، وهو يقوم على مجموعة قيم وأهداف، يتقدمها تعميم نهج التلاقي والحوار، حتى أصبحت في صلب هوية هذا الوطن، الذي قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني بأنه أكثر من وطن، إذ أنه وطن – رسالة ». اضاف: « فالحوار، إن لم يقد إلى التلاقي، يبقى شعارا فارغا من مضامينه، والتلاقي يفرض بالدرجة الأولى التحلي بذهنية تقبل الآخر والانصهار في مجتمع يعمل على رقي الإنسان وتقدمه من الناحيتين الثقافية والإنمائية، فيحل حوار الثقافات بدلا من تصادمها ».

كما أقام مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت في 21 مايو 2014  وبرعاية وحضور وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي، وبالتعاون مع مؤسسة ميدوز معرضاً فنياً عالمياً ل75 من الفنانين المرموقين من 50 بلد. وتأتي مشاركة الفنانين برسومات تعبيرية حول التنوع الثقافي عرضت على شكل لوحات كبيرة في معرض الفنون في نادي اليخوت في بيروت .

وفي كلمة بهذه المناسبة قال حمد بن سيف الهمامي مدير مكتب اليونسكو التقت أوساط المجتمع الدولي، قبل 13سنة، لتشدد على أهمية الحوار بين الثقافات وعلى التزام المجتمع الدولي بالتنوع الثقافي، واعتمدت بالإجماع إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي. فاعترفت أمم العالم، من خلال هذا الإعلان التاريخي، بالتنوع الثقافي كتراث مشترك للبشرية.

تولي اليونسكو اهمية للثقافات والحضارات ودورها في إثراء البشرية، هذا التنوع يشكل قوة يُعتبر الدفاع عنها واجباً أخلاقياً لا ينفصل عن احترام كرامة الإنسان. وبإمكان الاعتراف بهذا التنوع أن يعجّل في تحقيق التفاهم وفي بناء سلام يتشاطر الجميع في ظله قيماً مشتركة. ولا يمكن لأحد أن يتحجج بالتنوع الثقافي كي يسيء إلى حقوق الإنسان أو كي يضع حداً لها.

تعتبر اليونسكو أن فهم التنوع الثقافي يعيننا في العمل من أجل تحقيق التنمية. فقد بيَّنت عقود من العمل في إطار البرامج الدولية أنه نموذج مفرد لتحقيق التنمية قابل للتطبيق في كل البلدان وعلى كل الثقافات. وعليه، فإن مراعاة التنوع الثقافي وحدها يمكنها أن تساعدنا على تنفيذ برامج ملائمة. وتبذل اليونسكو منذ أكثر من عشرين عاماً كل ما في وسعها من أجل التوعية بأهمية هذا التنوع الثقافي في وضع سياسات إنمائية دولية فعالة وقادرة على الاستمرار.

المصدر: مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت (بتصرف)

Print This Post