حفل تسليم جائزة اليونسكوـ الشارقة للثقافة العربية للعام 2014

2014/05/8

سلمت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، في 2 مايو الجاري، جائزة اليونسكوـ الشارقة للثقافة العربية للعام 2014 إلى كل من فاروق مردم بك، الكاتب والمترجم والناشر الفرنسي السوري الأصل والمؤسسة العربية للصورة التي تتخذ من بيروت مقراً لها، وهي المؤسسة التي قامت بتمثيلها في هذا الحفل السيدة زينة عريضة.

شاركت في هذا الحفل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، إحدى أميرات الشارقة، وذلك في مقر اليونسكو بحضور السيد عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، وسعادة السيد عبد الله النعيمي، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية لدى اليونسكو.

شددت المديرة العامة لليونسكو على أهمية جائزة الشارقة، مشيرة إلى أن هذه الجائزة تعكس رؤى عالم تمسك فيه الثقافة بمفتاح السلام الذي لا ينطوي على الأمن فقط، وإنما يتمثل في سلام دائم يستند إلى الاحترام المتبادل والثقة والحرية.

قالت إيرينا بوكوفا في هذه المناسبة: « إنني مقتنعة، أكثر من أي وقت مضى، بأننا نحتاج إلى تعزيز وتفعيل رأس المال الثقافي واسع النطاق الرامي إلى ازدهار التنوع الثقافي والارتقاء به بوصفة عاملاً من العوامل الإيجابية لتحقق التغيير، وذلك من أجل صياغة أشكال جديدة من الدراية الثقافية الضرورية للعصور الجديدة ».

وإذ أشارت الأميرة بدور بنت سلطان القاسمي إلى القيم العالمية التي تنطوي عليها كافة الثقافات والمعتقدات الدينية، فإنها دعتنا جميعاً إلى أن نتوحد وأن نتبادل التقدير والتعارف. وقالت الأميرة: « إن من أهم الأمور الواجب علينا الالتزام بها إنما تتمثل في الاستقامة الأخلاقية، أيّاً كانت البلد التي تسود فيها هذه الاستقامة ». كما أنها دافعت عن قدرة الثقافة في الجمع بين الشعوب، وأشارت إلى ما قاله الروائي الفرنسي أنطوان دي سان إكزوبيري ومفاده أن الاختلافات تجعلنا أكثر ثراءً، وليس أكثر فقراً.

أما كلمة المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو فإنها انطوت على مثل هذه المعاني، إذ أنه شدد على الحاجة إلى مد الجسور بين الثقافة العربية وبقية أرجاء العالم.

ومن جانبها، أبرزت السيدة زينة عريضة الرسالة المزدوجة للمؤسسة العربية للصورة المعنية بحفظ المجموعات الوثائقية من ناحية، ورعاية الأعمال والمشاريع الفنية من ناحية أخرى.

جدير بالذكر أن مجموعات الصور الفوتوغرافية من العالم العربي وشتاته المحفوظة في هذه المؤسسة ـ التي انطلقت في عام 1997 كمنظمة لا تستهدف الربح ـ تضم صوراً من القرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث. كما أنها تنظم معارض ومشاريع للتعاون والتبادل على الصعيد الدولي، فضلاً عن دعم مشاريع لفنانين معاصرين.

أما فاروق مردم بك فإنه بيّن أن التنوع الثقافي لا يتمثل في وضع ثقافات منفصلة جنباً إلى جنب وما يقترن بها من خصائص متمايزة تبقى كما هي أبد الدهر. فقد صرح بأن التنوع الثقافي إنما ينجم عن التمازج بين الثقافات.

ثم تحدث فاروق مردم بك، الذي يُعتبر رائداً في مجال نشر الأدب العربي المترجم في فرنسا، عن الآداب العربية النابضة بالحياة والنشاط والتي تُعبر النساء من خلالها بصوت قوي. ثم أشار إلى أن ترجمة الأدب العربي المعاصر، التي نادراً ما تمثل مسعى مربحاً، هي من الأمور الضرورية، وذلك من أجل أن يتوافر لنا فهم أفضل للعالم العربي.

ترمي جائزة اليونسكوـ الشارقة للثقافة العربية، التي أنشئت بفضل مبادرة من حكومة الشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة) إلى مكافأة جهود شخصيتين أو منظمتين إحداهما من بلد عربي والأخرى من بلد غير عربي ساهمتا على نحو كبير في تنمية ونشر وتعزيز الثقافة العربية في العالم. وابتداءً من هذا العام، تشمل هذه الجائزة فرعين جديدين هما الصور الفوتوغرافية ومجال النشر. وتبلغ قيمة الجائزة 60000 دولار أمريكي يتقاسمها الفائزان بالتساوي.

المصدر: اليونسكو

Print This Post