جوائز اليونسكو في مجال العلوم

2013/07/29

جائزة كالينجا لتبسيط العلوم

تشكل جائزة كالينجا لتبسيط العلوم جائزة تميّز دولية أنشأتها اليونسكو في عام 1951 في إثر هبة قدَّمها السيد بيجوياناند باتنيك، مؤسس ورئيس مؤسسة كالينجا في الهند.

وفي عالم اليوم السريع والدائم التغيّر، تواجه المجتمعات تحديات متزايدة – ابتداء من الحد من الفقر ووصولا إلى التعامل مع تأثير التغيّر المناخي. ويمكن للعلوم أن تشكل أداة حيوية تتيح إيجاد حلول عادلة ومستدامة لهذه التحديات. ومن خلال سد الهوة بين العلماء والجمهور، يمكن استخدام فوائد المعرفة العلمية لتحسين الحياة اليومية، وتوسيع مدارك الفهم، والاعتماد على الحلول لمواجهة التحديات على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي. ويشمل تبسيط العلوم جميع الأنشطة التي تتيح نقل المعارف العلمية والطرائق العلمية إلى الجمهور، خارج النطاق الرسمي للصفوف الدراسية. كما يشمل المتاحف وعروض الأداء والمعارض والأعمال الآيلة إلى تعزيز فهم الجمهور لتاريخ العلوم. وجرى حتى اليوم منح هذه الجائزة لخمسة وستين فردا من أربعة وعشرين بلدا، مع العلم بأن ستة منهم قد حازوا أيضا على جائزة نوبل ـ

ويتمثل الغرض من هذه الجائزة في مكافأة جهود شخص يمارس مهنة متميزة ككاتب، أو محرر، أو محاضر، أومدير برامج إذاعية أو تلفزيونية أومنتج أفلام، أسهم في تقريب العلوم أو البحوث أو التكنولوجيا من مدارك الجمهور العريض. ويُتوقَّع أن يكون هذا الشخص، أكان رجلا أو امراة، على دراية بدور العلوم والتكنولوجيا والبحوث العامة في تعزيز الرفاهية العامة للأمم وفي إثراء تراثها الثقافي وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها البشرية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي. ويتماشى هدف الجائزة مع سياسات اليونسكو ويرتبط ببرنامج المنظمة المعني بالتوعية بالعلوم وتبسيطها. والأشخاص الذين حازوا على الجائزة في الماضي كانوا في معظمهم علماء مستقلين، في حين تلقى الآخرون التدريب في مجال الصحافة أو عملوا كمربّين أو كتّاب.

ويتعيّن على المرشحين أن يكونوا قد قاموا بإسهامات هامة في مجال تبسيط العلوم. ويتعين أن تُمنح الجائزة للأفراد فقط. وبالتالي، ينبغي ألا تُؤخَذ الأعمال التي نفّذها شخصان أو ثلاثة أشخاص في الاعتبار.

وتقوم حكوماتُ الدول الأعضاء، بالتشاور مع لجانها الوطنية، والمنظماتُ غير الحكومية التي تتمتع بعلاقات شراكة رسمية مع اليونسكو بتقديم الترشيحات إلى المديرة العامة. ولا تُقبَل الترشيحات المقدَّمة من أفراد. ويمكن لكل بلد عضو ومنظمة غير حكومية أن يرشّح شخصا واحدا فقط. ( باللغة الانجليزية).

وتختار المديرة العامة لليونسكو الفائز بالجائزة بناء على توصية هيئة تحكيم مؤلفة من خمسة أعضاء تعيّنهم المديرة العامة على أساس المساواة بين الجنسين والتوزيع الجغرافي العادل.

ومنذ عام 2009، تُمنح الجائزة كل سنتين بدلا من كل سنة، وذلك خلال السنة نفسها التي ينعقد فيها المؤتمر العام لليونسكو (نظام السنوات الفردية). وتقوم المديرة العامة لليونسكو بتسليم الجائزة في احتفال رسمي يُمنح خلاله الفائز شيكا بقيمة 20000 دولار وشهادة وميدالية اليونسكو الفضية باسم ألبرت آنشتاين.

جائزة لوريال- اليونسكو للنساء في مجال العلوم

انطلق في عام 1998 برنامج لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم تقديراً للباحثات اللاتي أسهمن من خلال انجازاتهن في التصدي لتحديات الغد على الصعيد العالمي. وفي مواجهة التحديات العالمية، مثل التقدم العمري للسكان، والأمراض، وتدهور التنوع البيولوجي والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي، فإن اليونسكو ومؤسسة لوريال مقتنعتان بأن هؤلاء الباحثات سيكون لهن تأثير كبير في المجتمع وأنهن يعملن على إرساء الأسس الضرورية لإقامة المستقبل.

وفي كل عام، يسلط برنامج لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم الضوء على الامتياز العلمي ويُشجع المواهب، وذلك من خلال:

* جوائز لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم التي تُمنح سنوياً لخمس أخصائيات متفوقات في العلوم ـ تنتمي كل واحدة منهن إلى قارة ـ بناءً على إنجازاتهن في البحوث العلمية، وقوة التزامهن وتأثيرهن في المجتمع.

* المنح الدولية المشتركة بين اليونسكو ولوريال.

منذ عام 2000، يتم سنوياً تقديم 15 منحة لباحثات شابات واعدات في مجال العلوم على مستوى الدكتوراه وما بعد الدكتوراه، وذلك لتشجيع التعاون العلمي الدولي وتطوير الشبكات المشتركة بين الثقافات. وفي 2011، استحدثت اليونسكو « منحة خاصة » هي « السير على خطى ماري كوري »، وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور مئة سنة على حصول ماري كوري على جائزة نوبل في الكيمياء في 1911. ويتم اختيار من تحصل على المنحة الخاصة من بين اللاتي حصلن على منح دولية، وذلك حتى يقمن بتوفير دعم متواصل لباحثات علميات في منتصف مسيرتهن المهنية.

* المنح الوطنية التي تقدمها مؤسسة لوريال بدعم من اللجان الوطنية لليونسكو والتي تسهم في تدعيم برامج لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم في بلدان العالم، في ظل احترام خصوصياتهن واحتياجاتهن المحددة.

ومنذ 1998، تم تقديم جائزة لوريال ـ اليونسكو إلى 64 باحثة علمية مرموقة من 30 بلداً اللاتي حققن إسهامات عظيمة في مجال البحث العلمي. وحصلت اثنتان منهن على جائزة نوبل.

ومن أجل تعزيز وتشجيع النساء طوال مساراتهن العلمية، استحدثت الشراكة الخاصة ببرنامج لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم شبكة عالمية لبرامج المنح الدولية والإقليمية والوطنية ترمي إلى توفير الدعم للشابات اللاتي يمثلن مستقبل العلوم. وحتى اليوم، تم تقديم منح لأكثر من 1200 باحثة في 103 بلداً، وهو ما أتاح لهن مواصلة بحوثهن في المؤسسات العلمية الواقعة في موطنهن أو في الخارج. وقد بات هذا البرنامج مؤشراً مرجعياً للامتياز العلمي على النطاق العالمي.

جائزة السلطان قابوس لحفظ البيئة

يتمثل غرض هذه الجائزة في تكريم أفراد، أو مجموعات أفراد، أو مؤسسات أو منظمات أسهمت إسهاما بارزاً في الحفاظ على البيئة، وذلك بما يتماشى مع سياسات اليونسكو وأهدافها. وتُمنح هذه الجائزة كل سنتين. ويشكلون نطاق واسع من الخبراء والمعاهد الذين يقدمون إسهامات بارزة في مجال البحوث الخاصة بالبيئة وبالموارد الطبيعية، والتعليم والتدريب في مجال البيئة في كل أنحاء العام. وتركز جائزة السلطان قابوس على المبادرات الوثيقة الصلة بأنشطة وشراكات اليونسكو، ومن ضمنها الجهود التي تبذل في إطار الأهداف الإنمائية للألفية وحماية النظم الأيكولوجية. يعمل الكثير من الفائزين على تقديم إسهامات بارزة من شأنها دعم جهود اليونسكو في صون معازل المحيط الحيوي والمحميات والمواقع الطبيعية المدرجة بقائمة التراث العالمي .

وقد انطلقت فكرة الجائزة من قناعة عمانية بأن رعاية البيئة هي عملية متواصلة لا تقف عند الحدود المحلية، كما أن رفع مستوى الوعي البيئي هي رسالة عمانية بامتياز، كون السلطنة آمنت بأن تطوّر البشرية يستحق مشاركة عالمية واسعة.

في إطار هذه القناعات انطلقت هذه الجائزة في 1 يونيو عام 1989، أثناء زيارة قام بها السلطان قابوس إلى مقر اليونسكو في باريس. وكانت مبادرته ترمي إلى تشجيع وترويج الأنشطة والمبادرات اللافتة التي تهدف إلى حماية البيئة في أي بقعة في العالم، ضمن رؤية طموحة لتعميم الثقافة البيئية في العالم.

وتمنح الجائزة كل عامين، تحت رعاية منظمة اليونسكو،  وهي الأولى من نوعها في مجال حماية البيئة، إلى جهة يشهد لها بالقيام بمبادرة أو بعمل هدفه حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، سواء كانت شخصا أو هيئة مؤسسة اتساقا مع الدعوة إلى اعتبار البيئة ثروة إنسانية شاملة وجب صونها وتأمين ديمومتها.

جائزة اليونسكو- غينيا الاستوائية الدولية للبحوث في مجال علوم الحياة

تمُنح جائزة اليونسكو- غينيا الاستوائية الدولية لمكافأة البحوث العلمية التي يضطلع بها أفراد أو مؤسسات أو منظمات وتفضي إلى تحسين نوعية حياة البشر.

تقدمت غينيا الاستوائية سنة 2008 بمقترح لمنح جائزة حول علوم الحياة وفق شروط ومعايير اليونسكو تحمل اسم (جائزة اليونسكو- اوبيانغ انغيما امباسوغو الدولية للبحوث في مجال علوم الحياة). ولما كان المجلس التنفيذي هو المخول بمراجعة التصور الخاص بالجائزة واتخاذ قرار بشأنها بعد استيفاء كافة الإجراءات الإدارية من قبل إدارة اليونسكو، درس المجلس التنفيذي هذا المقترح في دورته 182 واعتمد الجائزة موضوع الاقتراح لتوفر العناصر الأساسية لمنح أي جائزة  والتي من ضمنها:

- تطابق أهداف الجائزة مع غايات اليونسكو وتوجهاتها.

- توفر التمويل اللازم والكافي بما لا يؤدي إلى ترتيب استحقاقات

مالية على المنظمة.

- وضوح الآليات والإجراءات الخاصة بمنح الجائزة وضمان الموضوعية في ذلك.

- الالتزام بتضمين اسم (اليونسكو) في عنوان الجائزة مع إمكانية إلحاق اسم آخر متفق عليه.

تأسيسا  على ذلك صدر من المدير العام لليونسكو قرار بتشكيل لجنة التحكيم للمواد المقدمة لنيل الجائزة لعام 2010، واستجاب للإعلان عنها  متنافسون اختارت لجنة التحكيم مرشحا  (أو أكثر) أوصت بهما للفوز بالجائزة. وبما كان القرار الرسمي بتسمية الفائز فمن اختصاص المديرة العامة لليونسكو. رأت المديرة العامة في 2010 إرجاء تسمية الفائز بسبب صدور اعتراضات على الجائزة، وقد عبرت عن ذلك في اجتماع إعلامي للمجلس التنفيذي عقد بتاريخ 15/6/2010، وعلى أثر هذا الاجتماع بدأت الشكوك حول الإجراءات المتعلقة بالجائزة وبرز وجود عدد – قليل – من الدول الأعضاء لا يؤيدون مبدأ منح هذه الجائزة. ويلوحون أحيانا  بعدم موافقتهم على الاسم وأحيانا  أخرى باعتراضهم على الاقتراح بالفائز بها، فضلا  عن انتقادهم السلبي  لمعدل تقدم التعليم  في غينيا الاستوائية رغم الإيجابيات التي يقرها تقرير التعليم  للجميع لعام 2010 الصادر عن اليونسكو بشأن التعليم في أفريقيا جنوب الصحراء، وساهمت بعض وسائل الإعلام الغربية في تأجيج الموقف ضد الجائزة  في مقابل تأييد ونصرة الإعلام الأفريقي لها.

في ظل هذا الاحتدام، أدرجت اليونسكو في جدول أعمال الدورة 186 للمجلس التنفيذي بندا  حول جوائز اليونسكو وكان معلوما حينها ان مناقشة هذا البند ستقود إلى إثارة موضوع  (جائزة اومبيانغ انغيما) بل أن بعض المتابعين للموضوع يرون أن سبب إدراج هذا البند بعمومياته مدخل لمناقشة الموضوع في خصوصياته وحالاته الفردية.

ولما كانت المجموعة الأفريقية باليونسكو معنية قبل غيرها بالموضوع  تناولت هذه المجموعة موضوع الجائزة في اجتماعاتها السابقة وعقدت اجتماعا  خاصا  بها بتاريخ 6/10/2010 تعرضت فيه -على وجه الخصوص – للنقاط التالية:

* الدعم الذي تحظى به المجموعة الأفريقية في القضايا التي تتبناها في المنظمة بشكل عام والدعم الذي تحظى به الجائزة بوجه خاص.

* الإجراءات التي تمت بشأن الجائزة وتأكيد مندوب غينيا الاستوائية عليها والتوجه نجو المضي قدما  في تطبيق قرار المجلس التنفيذي ومنح الجائزة حسب شروط ومعايير اليونسكو.

* إن الجهة  المسئولة    عن  الجائزة – الآن – هي  اليونسكو  واكتسبت – الجائزة – وضعا  دوليا  إلا أنها – في البداية – كانت مبادرة  من جمهورية غينيا الاستوائية ومن ثم فإنها نابعة من القارة الأفريقية وهي مدعومة من قبل جهات الاختصاص بالاتحاد الأفريقي.

* إن مهمة اليونسكو ينبغي أن تتسم بالموضوعية والإيجابية لكافة التوجهات والقرارات التي تصدر عن المؤتمر العام والمجلس التنفيذي.

* إن إعادة  النظر في الجائزة بالكيفية التي تجري الآن داخل اليونسكو تعد سابقة ينبغي التصدي لها وعدم إحداث خلل بالتطبيق من خارج المجلس أو متناقضا  مع قراراته.

* إن إدراج بند يتناول أسس ومعايير جوائز اليونسكو في الدورة الحالية (185) للمجلس التنفيذي بعد أن تناولها في دورته 182 ينبىء بأن الهدف هو مراجعة جائزة (أوبيانغ انغيما) ومن ثم ينبغي الاستعداد لهذا البند والتأكيد على ضرورة اتخاذ نهج عام لجوائز اليونسكو دون تخصص أو انتقائية، وما  يقرر على جائزة بعينها ينبغي وضعه في السياق العام لينسحب على جميع الجوائز دون استثناء.

وكانت الدورة 186 للمجلس التنفيذي في أكتوبر 2010 قد قررت تجميد « جائزة اليونسكو – أوبيانغ انغيما امباسوغو الدولية للبحث في مجال علوم الحياة ». وحصلت محاولات حثيثة في الدورة 189 من قبل عدة دول للإبقاء على التجميد، إلا أن القرار الذي قدمته المجموعة الإفريقية في هذه الدورة والذي لاقى دعماً قوياً من مجموعة الـ 77 والصين بما في ذلك دعماً كاملاً من المجموعة العربية، تم اقراره بعد أن فاز في عملية تصويت جرت في الاجتماع  المشترك للجنة البرنامج والعلاقات الخارجية واللجنة المالية والإدارية يوم 8/3/2012. وبناء على هذا القرار تمت إعادة تسمية الجائزة لتصبح جائزة اليونسكو – غينيا الاستوائية الدولية للبحوث في مجال علوم الحياة.

أقيمت في 17 يوليو 2012 بمقر اليونسكو/باريس، الاحتفالية الخاصة بتوزيع جائزة اليونسكو – غينيا الاستوائية الدولية للبحوث في مجال علوم الحياة، التي قررت الدورة 189 للمجلس التنفيذي اعادة اطلاقها وتغيير اسمها، بعد أن جمدت الجائزة منذ الدورة 186 للمجلس التنفيذي  في اكتوبر 2010.

وقد أعلنت المجموعة الأوروبية في اليونسكو بشكل رسمي عدم مشاركتها في هذه الاحتفالية في موقف لافت، للتعبير عن اعتراضها على فكرة الجائزة والامتعاض من الاحتفال بها.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post