جهود واستعدادات اليونسكو لمواجهة المستقبل

2014/01/14

يمثل عام 2013، كما قالت المديرة العامة لليونسكو، نهاية لفترة عامين حاسمين للمنظمة، فقد استطاعت المنظمة ادارة أزمة مالية كبيرة، فيما واصلت بتنفيذ برنامجها وتحقيق العديد من الانجازات المهمة. كما أضافت المديرة العامة لليونسكو (السيدة إيرينا بوكوفا) بقولها إن العالم يحتاج الى اليونسكو اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن التحديات كبيرة لبناء السلام، ومكافحة الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة. وأضافت بأنه على الرغم من الصعوبات، هناك تقدم قوي، وما أنجزناه يوفر إلهام قوي للمضي قدماً في عام 2014.

تشكيل جدول أعمال عالمي (الأجندة العالمية) لجودة التعليم:

مساعدة اليونسكو على تشكيل الاتجاهات الجديدة لسياسة التعليم وتحديد النقاش التربوي حول العالم، والدعوة لتغيير الاهتمام من توفير التعليم الى تحسين نوعية التعلم، وكذلك التربية من أجل المواطنة العالمية. هذا التحول الأساسي يساعد على تأطير المناقشات حول جدول أعمال التنمية المستدامة على الصعيد العالمي بعد عام 2015.

يجب على اليونسكو أن تكسب النضال من أجل الجودة ـ نحن بحاجة الى اعادة النظر في التعليم، أضافت المديرة العامة بحديثها، « مع التركيز على التعلم والغرض من التعليم، وهي ليست فقط لملء فصول التلاميذ، ولكن لتدريب المواطنين المنفتحين ولديهم يقظه/ إدراك للعالم، مع التدريب من أجل التوظيف والتعلم للعيش المشترك في عالم معولم ومترابط؛ وبما في ذلك تعليم الفتيات والنساء، فهي استراتيجية انفتاح هنا من أجل السلام والتنمية ».

وعلى مستوى البنية الأساسية للتعليم، فقد تم ترجمة هذا في التركيز في عام 2013 على تدريب المعلمين، الذين يمثلون الأساس لجودة التعليم والمفتاح للوصول الى أهداف التعليم للجميع ـ كما هو الحال في ماليزيا، على سبيل المثال، حيث دعمت اليونسكو تقييم شامل لنظام التعليم. والدور الحاسم للمعلمين هو الموضوع المقبل لتقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع، المزمع إطلاقه في أديس أباب/ أثيوبيا في 29 يناير 2014.

وقالت المديرة العامة، أنه يجب على اليونسكو تعزيز نوعية التعليم كحق من حقوق الانسان الأساسية، بما في ذلك الأوضاع الطارئة، كما هو الحال مع اللاجئين السوريين، وللجميع، وخاصة الفتيات والنساء.

حماية الثقافة والتراث أثناء النزاع:

لقد اتخذت اليونسكو من أولوياتها التزاماً قوياً لحماية الثقافة والتراث في مناطق النزاع، لاسيما في مال وسوريا حيث تدهور الوضع الأمني. فالثقافة هي قوة للصمود والمصالحة ولإرساء أسس للسلام، لذلك يجب أن تكون حمايتها جزءً لا يتجزأ من جميع الاجراءات الطارئة لبناء السلام. فهذا هو درس رئيسي مستفاد من عمل اليونسكو في مالي، حيث كانت الثقافة تتعرض للهجوم وفي الخطوط الأمامية، والمكان الذي زارته المديرة العامة ورئيس جمهورية فرنسا بعد تحرير مدينة تمبكتو. ووعدت اليونسكو بإعادة بناء الأضرحة ومساجد تمبكتو، وبدأت أعمال اعادة التأهيل. وكلف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليونسكو بتنسيق العمل لحماية التراث على أرض الواقع، ومع فرق تدريب من بعثة الأمم المتحدة متعددة المهام المتكاملة للاستقرار بمالي. وما زال هذا العمل قائماً.

قامت اليونسكو أيضاً بإجراءات في سوريا لوقف الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، حتى لا نصل يوماً الى تجريد البلاد من أجزاء لا تتجزأ من تاريخها وهويتها ـ فتقدم اليونسكو من خلال ورش عمل تدريبية واجتماعات الخبراء رفيعي المستوى، ومجموعات العمل مع جميع الشركاء، لضمان أقصى قدر من الحماية لما يمكن أن يصان.

في عام 2013، شهدت اتفاقية عام 1970 زخماً جديداً، ولأول مرة في أربعين عاماً، بتكوين جسم متابعة لتقوية تنفيذها. وهذا يمثل تطوراً هاماً ـ وإصلاحاً للاتفاقية وكفاءتها وتحقيق نتائج أفضل.

مرحلة جديدة من الدعوة (الدفاع ـ التأييد) للثقافة والتنمية:

يبني قرار الجمعية العام للأمم المتحدة الصادر في عام 2013 عن الثقافة والتنمية، على الزخم الذي أعطته اليونسكو لهذا المجال، من خلال مؤتمرها بهانغتشو الدولي في الصين، والمنتدى العالمي للثقافة، وإطلاق تقرير الاقتصاد الابداعي لعام 2013، والمراجعة الوزارية السنوية لمجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي، المكرس لإمكانيات العلم والتكنولوجيا والابتكار والثقافة من أجل التنمية المستدامة، وكذلك إنشاء فريق عمل معني بالثقافة والتنمية ضمن مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية، لتشكيل جدول أعمال ما بعد عام 2015.

إطلاق المجلس الاستشاري العلمي للأمين العام للأمم المتحدة:

الاطلاق الرسمي للمجلس الاستشاري العلمي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والذي طورته ودعمته واستضافته اليونسكو، يمثل خطوة كبيرة الى الأمام لتعزيز الروابط بين مجتمع البحث العلمي وصناع السياسات.

وستقوم اليونسكو بالبناء على هذا الأساس لتشكيل جدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة في مرحلة ما بعد 2015، والى تعزيز السياسات الرامية الى تخفيف آثار تغير المناخ ـ مع العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ عام 2015.

خطة عمل الأمم المتحدة لسلامة الصحافيين:

اعتمدت خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب، والتي قدمتها وأطلقتها اليونسكو عام 2012، من قبل منظومة الأمم المتحدة بأكملها في عام 2013. وشاركت (إيرينا بوكوفا) المديرة العامة في الاجتماع غير الرسمي لمجلس الأمن والذي نُظم من قبل فرنسا وغواتيمالا. هذه كانت خطوة أساسية لحماية حرية التعبير والاعلام. وبالإضافة الى ذلك، فإن اليونسكو هي من بين أولى وكالات الأمم المتحدة التي تتبنى سياسة النشر المفتوح، والتي سوف تسمح بالتوزيع المجاني لآلاف الوثائق والتقارير.

تعزيز شبكة اليونسكو من الشركاء:

تم توقيع اتفاق بين اليونسكو واليابان بشأن المرحلة الثالثة من برنامج تعزيز محو الأمية في أفغانستان، والذي يسلط الضوء على نتائج ملموسة وطويلة الأجل لعمل اليونسكو على أرض الواقع. وكان هذا جزء من زخم واسع أعطي خلال العام 2013 لاستراتيجية اليونسكو مع الشركاء. والجدير بالذكر أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أخذت أبعاداً جديدة، مع إطلاق برنامج جديد لتعزيز منظمات الشباب في دول البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا. واليونسكو هي أولى وكالات الأمم المتحدة التي وقعت على اتفاق إطاري للتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، منذ أن أخذ ميثاق آسيا (ASEAN) حيز التنفيذ في عام 2008. وأعطت الشراكة التي أطلقت مع شركة بروكتر وغامبل (Procter & Gamble)لتعليم الفتيات في السنغال نتائج هامة وسوف تمتد الى بلدان أخرى خلال عام 2014.

قالت المديرة العامة: « كل هذا يأتي تتويجاً للعمل الجماعي الكبير في جميع قطاعات المنظمة، ويمكننا جميعاً أن نفتخر به، ولقد وضع المؤتمر العام لليونسكو في دورته 37 بشكل واضح أولوياته وتبنى استراتيجية جديدة متوسطة المدى طموحة وقابلة للتنفيذ معاً، وأنا أؤمن بجزم بأن اليونسكو مستعدة لمواجهة المستقبل ».

وفي حفل تنصيب السيدة إيرينا بوكوفا لولاية ثانية لمنصب مدير عام المنظمة، الذي أقيم يوم 18 نوفمبر 2013، بينت المديرة العامة رؤيتها لتوجهات العمل في المستقبل. (رابط)

حدث أيضاً خلال عام 2013:

  • السنة الدولية للتعاون في مجال المياه
  • إطلاق سياسة النهج المفتوح لليونسكو
  • نشر التقرير العالمي للعلوم الاجتماعية
  • المنتدى العالمي للإعلام والتنوع الاجتماعي (الجندر)
  • اليوم العالمي للمعلمين
  • برنامج لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم
  • ذاكرة العالم
  • « طيّر أفكارك » (Fly Your Ideas) اليونسكوـ إيرباص
  • المرأة في الهندسة في أفريقيا والدول العربية
  • قمة « المدن الابداعية لليونسكو » بيجين/ الصين
  • العيد 20 لذكرى أنكور (Angkor)
  • الاجتماع الخامس لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي 2013 (MINEPS V)

المصدر: (ترجمة) مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post