جائزة اليونسكو-اوبيانغ انغيما للبحوث في مجال علوم الحياة: خلفية تاريخية

2012/03/13

تقدمت غينيا الاستوائية سنة 2008 بمقترح لمنح جائزة حول علوم الحياة وفق شروط ومعايير اليونسكو تحمل اسم (جائزة اليونسكو-اوبيانغ انغيما امباسوغو الدولية للبحوث في مجال علوم الحياة ). ولما كان المجلس التنفيذي هو المخول بمراجعة التصور الخاص بالجائزة واتخاذ قرار بشأنها بعد استيفاء كافة الإجراءات الإدارية من قبل إدارة اليونسكو ، درس المجلس التنفيذي هذا المقترح في دورته 182 واعتمد الجائزة موضوع الاقتراح لتوفر العناصر الأساسية لمنح أي جائزة  والتي من ضمنها :

-      تطابق أهداف الجائزة مع غايات اليونسكو وتوجهاتها.

-      توفر التمويل اللازم والكافي بما لا يؤدي إلى ترتيب استحقاقات

مالية على المنظمة .

-      وضوح الآليات والإجراءات الخاصة بمنح الجائزة وضمان الموضوعية في ذلك .

-      الالتزام بتضمين اسم (اليونسكو) في عنوان الجائزة مع إمكانية إلحاق اسم آخر متفق عليه .

تأسيسا  على ذلك صدر من المدير العام لليونسكو قرار بتشكيل لجنة التحكيم للمواد المقدمة لنيل الجائزة لعام 2010، واستجاب للإعلان عنها  متنافسون اختارت لجنة التحكيم مرشحا  (أو أكثر) أوصت به للفوز بالجائزة . اما القرار الرسمي بتسمية الفائز فمن اختصاص المديرة العامة لليونسكو. رأت المديرة العامة في 2010 إرجاء تسمية الفائز بسبب صدور اعتراضات على الجائزة ، وقد عبرت عن ذلك في اجتماع إعلامي للمجلس التنفيذي عقد بتاريخ 15/6/2010، وعلى أثر هذا الاجتماع بدأت الشكوك حول الإجراءات المتعلقة بالجائزة وبرز وجود عدد – قليل – من الدول الأعضاء لا يؤيدون مبدأ منح هذه الجائزة. ويلوحون أحيانا  بعدم موافقتهم على الاسم وأحيانا  أخرى باعتراضهم على الاقتراح بالفائز بها، فضلا  عن انتقادهم السلبي  لمعدل تقدم التعليم  في غينيا الاستوائية رغم الإيجابيات التي يقرها تقرير التعليم  للجميع لعام 2010 الصادر عن اليونسكو بشأن التعليم في أفريقيا جنوب الصحراء ، وساهمت بعض وسائل الإعلام الغربية في تأجيج الموقف ضد الجائزة  في مقابل تأييد ونصرة الإعلام الأفريقي لها .

في ظل هذا الاحتدام ، أدرجت اليونسكو في جدول أعمال الدورة 186 للمجلس التنفيذي بندا  حول جوائز اليونسكو وكان معلوما حينها ان مناقشة هذا البند ستقود إلى إثارة موضوع  (جائزة اومبيانغ انغيما) بل أن بعض المتابعين للموضوع يرون أن سبب إدراج هذا البند بعمومياته مدخل لمناقشة الموضوع في خصوصياته وحالاته الفردية .

 

ولما كانت المجموعة الأفريقية باليونسكو معنية قبل غيرها بالموضوع  تناولت هذه المجموعة موضوع الجائزة في اجتماعاتها السابقة وعقدت اجتماعا  خاصا  بها بتاريخ 6/10/2010 تعرضت فيه -على وجه الخصوص – للنقاط التالية :

  • الدعم الذي تحظى به المجموعة الأفريقية في القضايا التي تتبناها في المنظمة بشكل عام والدعم الذي تحظى به الجائزة بوجه خاص.
  • الإجراءات التي تمت بشأن الجائزة وتأكيد مندوب غينيا الاستوائية عليها والتوجه نجو المضي قدما  في تطبيق قرار المجلس التنفيذي ومنح الجائزة حسب شروط ومعايير اليونسكو.
  • إن الجهة  المسئولة    عن  الجائزة – الآن – هي  اليونسكو  واكتسبت – الجائزة – وضعا  دوليا  إلا أنها – في البداية – كانت مبادرة  من جمهورية غينيا الاستوائية ومن ثم فإنها نابعة من القارة الأفريقية وهي مدعومة من قبل جهات الاختصاص بالاتحاد الأفريقي.
  • إن مهمة اليونسكو ينبغي أن تتسم بالموضوعية والإيجابية لكافة التوجهات والقرارات التي تصدر عن المؤتمر العام والمجلس التنفيذي.
  • إن إعادة  النظر في الجائزة بالكيفية التي تجري الآن داخل اليونسكو تعد سابقة ينبغي التصدي لها وعدم إحداث خلل بالتطبيق من خارج المجلس أو متناقضا  مع قراراته.
  • إن إدراج بند يتناول أسس ومعايير جوائز اليونسكو في الدورة الحالية (185) للمجلس التنفيذي بعد أن تناولها في دورته 182 ينبىء بأن الهدف هو مراجعة جائزة (أوبيانغ انغيما) ومن ثم ينبغي الاستعداد لهذا البند والتأكيد على ضرورة اتخاذ نهج عام لجوائز اليونسكو دون تخصص أو انتقائية ، وما  يقرر على جائزة بعينها ينبغي وضعه في السياق العام لينسحب على جميع الجوائز دون استثناء.

وصدر عن المجموعة الأفريقية في هذا الاجتماع تأكيد الدعم للجائزة من قبل جميع الدول الأفريقية، والوقوف إلى جانب منحها واستمرارها ورفع الصوت الأفريقي موحدا  وعاليا  في هذه الدورة للمجلس التنفيذي لدعم مبدأ اليونسكو في منح الجوائز والوقوف مع احترام قرار المجلس التنفيذي وتعميق الثوابت التي تنظم عمل المنظمة ومنهجيتها مع التواصل مع المجموعات الجغرافية الأخرى في اليونسكو حشدا  للتأييد ودعما  للمساندة.

وحددت المجموعة الأفريقية منطلقاتها في الركائز التالية :

-      إن المجلس التنفيذي أصدر قراره باعتماد الجائزة ما يكسبها وصفا  قانونيا  داخل المنظمة.

-      إن المجلس التنفيذي هو الجهة المخولة قانونيا بإعادة النظر في موضوع الجائزة أو شكلها ، وإن الجائزة أصبحت بوصفها الحالي جائزة دولية لليونسكو وليس جائزة لدولة أفريقية بعينها أو للقارة فحسب. وموقف الإدارة تجاه الجائزة هو الحياد والتنسيق، وينبغي أيضا  بذل الجهد لتطبيق قرارات المجلس التنفيذي والتي منها اتخاذ الترتيبات اللازمة لمنح الجائزة ، مع تجاوز العراقيل التي تضعها بعض الدول في طريق الجائزة بعد اعتمادها والالتزام بالضوابط والمعايير العامة المعتمدة بالخصوص والابتعاد عن الانتقائية والشخصنة.

بعد جدال طويل حول « جائزة اليونسكو-اوبيانغ انغيما امباسوغو الدولية للبحوث في مجال علوم الحياة »  داخل المجلس التنفيذي في دورته الـ 186 وتعدد مشاريع القرارات المتضاربة  بشأنها  وافق المجلس التنفيذي من خلال لجنة البرامج والعلاقات الخارجية في جلستها المنعقدة بتاريخ 18/10/2010 على مشروع توافقي تقدمت به رئيسة المجلس التنفيذي في حينه (مندوبة الاتحاد الروسي) يقضي بتعليق تنفيذ القرار 180 م ت /57 بشأن الجائزة ومواصلة المشاورات بروح من الاحترام المتبادل إلى أن يتم التوصل إلى توافق في الآراء. وقد قبلت كل الأطراف بهذه الصيغة بما في ذلك المجموعة الأفريقية . وهذا يعني الاحتفاظ بالقرار الصادر بشأن  الجائزة مع وقف تنفيذ الإجراءات المتعلقة بها إلى حين التوصل إلى توافق في الآراء بالخصوص .

 

مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post