برامج التعاون بين وزارة التربية والتعليم في ليبيا واليونسكو

2012/04/23

إن الجهة الليبية المختصة بالتعاون مع اليونسكو في مجال التعليم العام هي وزارة التربية والتعليم . استقبلت هذه الوزارة خلال الشهر الماضي (مارس 2012) بعثة اليونسكو لمراجعة مشاريع التعاون السابقة مع اليونسكو في مجال التربية والتعليم، والبحث في أوجه التعاون على ضوء منطلقات وأهداف ثورة 17 فبراير، وبما يستجيب للأولويات والطموحات المترتبة على نتائج هذه الثورة، ومنهجية العمل في ظل الظروف التي يعيشها الشعب الليبي في الوقت الحاضر، واستثمارا » لما صرحت به اليونسكو بشأن التعاون لإعادة بناء ليبيا الجديدة .

انطلاقا من هذه المعطيات تأسس تعاون الوزارة مع المنظمة في المحاورالتالية:

أولا » : تعديل بوصلة مشاريع التعاون السابقة مع اليونسكو بحيث تتوجه لتستجيب بشكل مباشر لأولوياتنا الوطنية وتراعي ظروفنا المحلية ونتج عن ذلك :

أ – توقيف تمويل « مشروع استخدام تاريخ أفريقيا العام في الأغراض التعليمية » الذي تحصل على دعم من ليبيا في السابق . هذا المشروع يهدف إلى تطوير مناهج مادة التاريخ في القارة الأفريقية. والتوجه إلى تسخير ما تبقى من المخصصات المتوفرة له في ما تحتاجه ليبيا من تطوير لبنيتها التعليمية وتحسين جودة تعليمها، وما أنفقته ليبيا في السابق على هذا المشروع يعتبراسهاما » منها في هذا المشروع، وللدول الأخرى أن تساهم لاتمام انجازه مع الاحتفاظ بحق وواجب ليبيا في متابعة المشروع والاستفادة من نتائجه في تطوير مناهج مادة التاريخ وطرق تدريسها .

ب – إن دعم اللغة العربية باليونسكو  واجب على  جميع الدول العربية القيام به لتعزيز وجود هذه اللغة في المنظمة الدولية لتحقق أهدافها وتراعي مصلحة الناطقين بها. ويبقى ما خصصته ليبيا في السابق لدعم هذه اللغة في المنظمة رصيدا » يمكن الاستفادة منه في تنفيذ برامج تعليمية وتربوية تنسجم مع أولوياتنا في تطوير العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها، ويبقى اسهامنا في دعم اللغة العربية بالمنظمة وفق المنظور الذي اقترحته ليبيا بشأن إنشاء صندوق لدعم اللغة العربية باليونسكو. ويؤجل اتخاذ القرار بالدعم المباشر للغة العربية باليونسكو إلى حين البث في مقترح هذا الصندوق .

ج- طالما أن فكرة (الثانويات التخصصية) هي موضوع نقاش هذه الأيام وهناك دعوات لاعادة النظر في هذه الفكرة نظرا » لسلبياتها التي ظهرت نتيجة التطبيق . ولما كان (مشروع الثانويات التخصصية والتدريب المهني) أحد مشروعات التعاون مع اليونسكو من خلال مكتب الأمم المتحدة الإنمائي ، فقد رأى الطرفان (الوزارة واليونسكو) تجميد هذا المشروع في الوقت الحاضر والتفكير في بديل عنه يراعي متطلبات التعليم الحالية والمستقبلية وخططه الدراسية على ضوء المستجدات في القطاع. ويمكن التفكير في إعداد مشروع واحد للتربية والتعليم يستفيد مما توفر من مخصصات وموارد في الوقت الحاضر، ويضع في الإعتبار النقاط الواردة في الفقرة التالية .

ثانيا : البحث في الأولويات الوطنية ومدى قدرة اليونسكو على التعاون من أجل التعامل بايجابية مع هذه الأولويات

لقد كان من الأهداف الرئيسية لبعثة اليونسكو إلى ليبيا في الشهر الماضي هو فتح الحوار مع المختصين والاختصاصيين من وارزة التربية والتعليم حول إعداد برامج تعاون تتوافق مع الأولويات الوطنية في قطاع التعليم العام، وبرز من خلال هذا الحوار التوجهات التالية :

1-              أهمية وإمكانية التعاون في المجال التقني في الجوانب المتعلقة بالتخطيط التربوي ونماذج المحاكاة والاستنشراف وإعداد الخريطة المدرسية ورسم الخطط والاستراتيجيات لقطاع التعليم العام .

2-              التعاون في صياغة وتنفيذ خطط تنمية القدرات الوطنية ضمن منظومة التعليم في المناطق الختلفة من ليبيا في إطار تنفيذ مبدأ اللامركزية لوزارة التربية والتعليم .

3-              التعاون مع مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية في تنفيذ خططه الرامية إلى تطوير المناهج وإجراء البحوث والدراسات التعليمية والتربوية

4-              التعاون مع مركزالتدريب والتطوير التربوي لتدريب المعلمين والتدريب في مجال الإدارة التعليمية إلى جانب بناء استراتيجية وطنية لتدريب المعلمين

5-              التعاون مع إدارة التوثيق والمعلومات لتحسين تجميع وإعداد وتحليل الإحصاءات التعليمية ونظم إدارة التعليم في ليبيا وجعل هذه الإحصاءات في النماذج والجداول التي يسهل استخدامها في الدراسات والتقارير العالمية  .

6-              التعاون في مجال استخدام تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم الأساسي والثانوي وإثراء المشاريع القائمة حاليا » في هذا المجال.

7-              تقديم المشورة العلمية المعمقة في مجال اقتراح السياسات لوضع المعايير لضمان الجودة في مراحل التعليم المختلفة

كل هذه المحاور كانت محط نقاش  – خلال الشهر الماضي – مع بعض أعضاء فريق اليونسكو ومختصين من وزارة التربية والتعليم ، والعمل قيد الإجراء لإعداد تصورات واضحة حول كل نقطة من هذه النقاط. إن المصدر الأساسي لتمويل هذه  المشاريع عند إعتمادها سيكون الوفر الذي تم الحصول عليه من مخصصات المشاريع المقترح تجميدها في الوقت الحاضر ، كما يوجد وعود لدعم برامج في ليبيا تنفذ بالتنسيق مع اليونسكو من  ذلك المقترح  الذي قدمته اليابان بدعم جودة التعليم في كل من ليبيا ومصر .

هذا إلى جانب  البرامج  والمشاريع  المعتادة التي   تتعاون  الوزارة مع اليونسكو في تنفيذها  مثل برامج المشاركة والمدارس  المنتسبة .

إن (وزارة التربية والتعليم) و(اليونسكو) يتفقان على أهمية هذه النقاط وضرورة إيجاد آلية للتنفيذ الأمثل لها. ويقترح لتعزيز هذه الآلية العمل إلى جانب اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم على إنشاء مكتب اليونسكو الوطني في ليبيا وذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة ليتولى إدارة شؤون اليونسكو في ليبيا في ظل الزخم المتعاظم لمشاريعها ورغبة وزارة التربية والتعليم  في نشاط هذا المكتب ، مما قد يفتح آفاقا » واعدة وأبعادا » جديدة للتعاون بين ليبيا واليونسكو .

المصدر : مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post