تطلعات اليونسكو في مجال التعليم

2012/07/31

تكمن أهم تطلعات اليونسكو في مجال التعليم – في الوقت الحاضر – في المسارات التالية: أولاً: التوجه نحو تعزيز وجود المنظمة على المستوى الدولي:-

تهتم اليونسكو من خلال مجالات عملها وفي أولها (التربية والتعليم) بأن تكون حاضرة في المجتمع الدولي وتحاول القيام بالدور الرئيسي في مجال التربية على المستوى العالمي وينافسها في ذلك: اليونيسيف والبنك الدولي والأمم المتحدة.

إستراتيجية اليونسكو- في هذا الجانب- أن تتعاون مع هذه المؤسسات بروح الانسجام وتنظر إلى أن أداء الهيئات الثلاثة (اليونيسيف والبنك الدولي والأمم المتحدة) إلى جانب اليونسكو في مجال التربية والتعليم هو أداء متكامل بتنافس إيجابي وتنسيق كامل، وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو تعتمد في تمويل بعض مشاريعها الإقليمية والدولية على الهيئات الدولية الداعمة وعلى رأسها البنك الدولي وينظرا إلى اليونيسيف على أنها هيئة استطاعت أن تستقطب الاهتمام العالمي في المشاريع التي ترعاها أو تنفذها. وهي تساهم في تحقيق بعض أهداف اليونسكو أو تسعى لتحقيق تلك الأهداف. إن اهتمام اليونسكو بتعزيز دورها على المستوى العالمي هو مطلب مبرر وهو ما يفسر حرص المدير العام على الظهور في المحافل الدولية. وتكليف لجنة توجيهية لمبادرة « التعليم أولاً » على مستوى الأمم المتحدة برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة عام اليونسكو الأمين التنفيذي لهذه اللجنة يربط العلاقة بين الأمم المتحدة واليونسكو وأن كانت خطوة قد تؤثر على صلاحيات منظمة اليونسكو في المستقبل الأمر الذي ينبغي إيلائه العناية اللازمة.

ثانيا: تعزيز دور المنظمة على المستوى الوطني والإقليمي:-

تسعى اليونسكو من تعاونها مع الدول الأعضاء أن تحقق نتائج على المستوى الوطني وتعتمد في هذا السعي على اللجان الوطنية والمكاتب الإقليمية والمكاتب الوطنية ومكاتب المشروعات. وفي الوقت الذي تعترف فيه – اليونسكو- بوجود لجان وطنية في حاجة إلى دعم ومساندة بما يؤدي إلى توسيع دورها وتفعيله سواء على المستوى الوطني أو على مستوى تواصل هذه اللجان مع المنظمة في مقرها، أومن خلال مكاتبها الإقليمية والوطنية. فإنها تلاحظ بأن دور بعض اللجان الوطنية مقتصر على المناسبات الرسمية والمشاركة في المؤتمر العام. وتحاول اليونسكو إقحام اللجان الوطنية في تنفيذ إستراتيجية اليونسكو في مجال نشر التعليم وتحسين نوعه.

أما مكاتب اليونسكو الوطنية والإقليمية فتنظر إليها اليونسكو على أنها أداة رئيسية لتنفيذ إستراتجيتها سواء في الجانب الفني على المستوى الوطني والإقليمي أو في الجانب الإداري باعتبارها-أي المكاتب الإقليمية والوطنية – الآلية التي تنفذ اليونسكو من خلالها إستراتيجية لا مركزية الإدارة.

ممّا لا شك فيه أن هذه المكاتب تخضع للمراقبة والتقييم ومن تم التوجه إلى تطوير بنيتها و إعادة توزيعها. وغني عن البيان القول بوجود عوامل مؤثرة على التركيبة الداخلية بالمكاتب الوطنية والإقليمية. ورغبات الدول في المناطق ذات العلاقة توجه سياسة اليونسكو حول انتشار هذه المكاتب أو إعادة خريطة توزيعها. وما سعي اليونسكو وليبيا لفتح مكتب مشروعات والمؤمل – فيما بعد – أن يتحول إلى مكتب وطني لليونسكو بليبيا مثال لهذه الآلية.

ثالثا: رسم خطة مستقبلية للتربية والتعليم:-

استثماراً  للموارد المخصصة له من الميزانية العامة لليونسكو يعمل قطاع التربية على الإعداد وتنفيذ برامج عمل للمستقبل يقترحها- القطاع على المجلس التنفيذي ومن ثم على المؤتمر العام للاعتماد ضمن خطة (البرامج والمشاريع) لليونسكو للسنة 2014-2015. أن هذا العمل من الواجبات الأصيلة للقطاع الذي يعد خططه بدءا من القسم فالإدارة المختصة بالقطاع مرورا بالدول الأعضاء والاجتماعات الإقليمية في المناطق المختلفة.

أن إستراتيجية اليونسكو في مجال التربية والتعليم تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية هي:

-   رؤية وتصور قطاع التربية.

-   مقترحات من الجهات المشتركة مع اليونسكو في مجال التربية والتعليم.

-   نتائج الاتصال بالجهات ذات العلاقة (المؤسسات المدنية، الجمعيات غير الحكومية، الهيئات الداعمة لمجالات التعليم).

رابعا: الاعتماد على فرق عمل متخصصة:-

تشكل اليونسكو فرق عمل تتولى جانبا من جوانب حركة التعليم وتقدم رؤية وخطة عمل وترشد لوسائل التنفيذ وتظهر هذه الفرق في:

-  مقر اليونسكو للعمل على تطبيق القرارات والتوصيات التي تصدر عن مدير عام اليونسكو وهذه القرارات والتوصيات منفذة لقرارات وتوصيات كل من:

-  المجلس التنفيذي

-  المؤتمر العام

-  المكاتب الوطنية والإقليمية

-  المؤسسات التربوية

ولما كان القطاع في مقر اليونسكو يوزع نشاطه على أربعة محاور رئيسة هي

-  التخطيط والتطوير في منظومات التعليم

-  التعليم الأساسي إلى العالي

-  التعليم من أجل السلام والتنمية المستدامة

- التعليم للجميع

فأن مجال عمل هذه الفرق يتركز في المحاور التالية:

-  الشراكة الدولية للتعليم للجميع

-  البحوث التربوية والتعليمية

-  رصد التعليم للجميع

ومن تم فإن النشاط الرئيسي المرتقب للفترة القادمة سيركز على الفعاليات التالية:

-  انعقاد مؤتمر دولي حول محو الأمية في اليومين: 6 و 7 سبتمبر 2012 في مقر اليونسكو باريس، يحضره  ممثلون وخبراء ومسئولون من 41 دولة الأكثر كثافة سكانية في العالم وتظهر فيها الأمية بنسب عالية. أما بقية الدول فلها الحضور والمشاركة بشكل اختياري وسيطلع المؤتمر على التقارير الوطنية حول محو الأمية المقدمة من الدول المشاركة.

- عقد مؤتمر دولي حول التعليم للجميع في شهر نوفمبر 2012 تدعى له كافة الدول.

- انعقاد المؤتمر السنوي للتعليم للجميع لعام 2013.

-  انعقاد المؤتمر السنوي للتعليم للجميع لعام 2014.

- ستعمل اليونسكو على إصدار خطاب في بداية عام 2013 موجه إلى كافة الدول تطلب فيه المنظمة من الدول الأعضاء العمل على إعداد التقارير الوطنية حول التعليم للجميع وسيذيل – هذا الخطاب – بالمنهجية التي ينبغي اتباعها في إعداد التقارير الوطنية والإطار العام لها.

-  تبدأ في النصف الثاني من عام 2014 انعقاد المؤتمرات الإقليمية لمناقشة التقارير الوطنية لكل منطقة، ستمهد لانعقاد المؤتمر العالمي للتعليم للجميع الذي سينعقد عام 2015، وبطبيعة الحال سيكون اجتماع اقليمي في المنطقة العربية، الأمر الذي يدعو كافة الدول بما في ذلك ليبيا إلى العمل على إعداد التقرير المطلوب في الموعد المحدد.

-   بانتهاء عقد التعليم والتنمية المستدامة سينعقد مؤتمر دولي حول الموضوع باليابان في عام 2014.

-   سينعقد مؤتمر دولي حول التعليم للجميع بنهاية الفترة المحددة لتحقيق أهداف داكار للتعليم للجميع الصادرة عام 2000 مناظراً لمؤتمر داكار 2000 وذلك في شهر (أبريل) من عام 2015 بمدينة سيول/ كوريا الجنوبية.

خامسا: العمل على إعادة البناء الداخلي لقطاع التربية بما يؤهله القيام بالواجبات المكلف بها خاصة التي ينبغي احداثها بعد دخول اليونسكو في أزمتها المالية الحالية، إذ أن قطاع التربية مدعو لأن تعمل كل مكوناته على إعداد برنامج عمل يتمحور حول النقاط التالية:

·   في مجال تنفيذ البرنامج: العمل وفق أولويات اليونسكو في مجال التعليم وهي:

التعليم وتغير المناخ، تعليم الفتاة والمرأة، التوجه نحو المساواة في التعليم، الاندماج والتوعية، التعليم مدى الحياة من أجل التنمية المستدامة، تربية السلام ومحاربة العنف.، التعليم للجميع ومحو الأمية.

·   في مجال الاتصال: التعريف على نطاق واسع وبشكل تفصيلي بالإمكانيات المتاحة للمنظمة ومساهماتها. والعمل على توظيفها بطريقة مثلى تخدم التعليم في الدول الأعضاء.

· في مجال الشراكة: العمل على تعميق التعاون مع المشاركين الواعدين في برنامج اليونسكو وخططها. وخاصة المشاركين الدوليين والممولين الكبار (الاتحاد الأوروبي، البنك الدولي…الخ).

سادسا: التركيز على آليات التنفيذ

أن البرامج المقترحة لليونسكو وفق أولوياتها تحتاج إلى آلية كفؤة للتنفيذ. وهذه الآلية ينبغي عليها أن تستجيب للمتطلبات التالية:

·  تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التعليم للجميع وبأن يتغير المسمى (التعليم للجميع) إلى (التعليم الجيد للجميع) والتعليم حق للجميع. والاهتمام بالدرجة الأولى على المستوى الوطني بالدول التي تأخرت كثيرا في تحقيق هذه الأهداف وذلك من خلال الوسائل المتاحة وعلى رأسها تقنيات الاتصالات والمعلومات، والنظر بعين الاعتبار إلى العجز الحاصل في تحقيق أهداف التعليم للجميع المقرر تحقيقه في عام 2015.

·   بناء منظومات تعليمية شاملة وقادرة على تحقيق الأهداف. واليونسكو مدعوة في هذا الإطار الى تقديم نماذج للمنظومات التعليمية ومكوناتها بما يساهم في ترشيد تطوير المنظومات التعليمية التي تواجه تحديات التنمية المستدامة وبما يخدم ثقافة السلام ومحاربة العنف والتعاون مع الدول التي تعرضت لنزاع مسلح في السنوات القليلة الماضية.

·  تفعيل إدارة برنامج التعليم للجميع بالعناصر الكفؤة والآليات التي أثبتت نجاحها.

·  الاهتمام بالشراكة والمتابعة.

سابعا: التوجه إلى مجالات تفاعل واعدة للوصول إلى النتائج المتوقعة. ويمكن ذكر مجالات التفاعل على النحو التالي:

-  تنمية القدرات في مجال رسم الإستراتيجيات ووضع الخطط.

-   محو الأمية، التعليم مدى الحياة

-   إعداد المعلمين وتدريبهم

-  تنمية القدرات والتكوين المهني في بيئة العمل

-  العناية بالطفولة المبكرة والتهيئة لمرحلة التعليم الأساسي

-   التعليم الأساسي والثانوي

-   التعليم العالي والبحث العلمي

-   التعليم من أجل التنمية المستدامة بما في ذلك التعليم المتعلق بتغير المناخ

-  مرض نقص المناعة (الايدز) والتعليم.

-  تعليم القيم، المواطنة، حقوق الإنسان، التسامح، الحوار.

-  التنمية في مجال التعليم للجميع وفي مجال الشراكة في التعليم.

-  الشراكة لتعزيز تعليم الفتاة والمرأة.

-  رصد ومتابعة التعليم للجميع والحق في التعليم

-  المشاركة في المعرفة

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post