بيان للمديرة العامة لليونسكو إثر قرار الولايات المتحدة الأميركية بوقف مساهمتها المالية

2012/02/21

أصدرت المديرة العامة لليونسكو بتاريخ 2-11-2011 البيان التالي:

في هذا الزمن، الذي تطغى عليه الأزمة الاقتصادية والتحولات الاجتماعية، إنني متأكدة من أن عمل اليونسكو الحيوي لتعزيز الاستقرار العالمي وقيم الديمقراطية هو في صلب مصالح الولايات المتحدة الأميركية.

إن الولايات المتحدة هي شريك أساسي في عمل اليونسكو. وحجب المساهمة المالية وغيرها من الدعم المادي – بسبب التشريعات الأميركية القائمة- سيضعف بالتأكيد قوة اليونسكو وقدرتها على بناء مجتمعات حرة ومنفتحة.

إن المساهمات المالية الأمريكية تساعد اليونسكو على تطوير ودعم وسائل الإعلام الحرة والقادرة على التنافس، في العراق وتونس ومصر. كما أن برامج اليونسكو لمحو الأمية في مناطق تعاني من النزاعات تعطي للناس التفكير النقدي والثقة اللذين يحتاجونهما لمحاربة التطرف العنيف. وبهدف جعل التوجه الديمقراطي للربيع العربي قابلا للاستدامة، تقوم اليونسكو بتدريب الصحافيين على القيام بمتابعة الأعمال الانتخابية وتغطيتها تغطية موضوعية.

في جميع أنحاء العالم، إننا ندافع عن كل صحافي يقتل أو يتعرض للاعتداء، لأننا وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن حماية حرية التعبير. في واشنطن، في وقت سابق من هذا العام، منحت جائزة اليونسكو لحرية الصحافة للصحافي الإيراني السجين أحمد زيد آبادي.

إن اليونسكو هي الوكالة الوحيدة في الأمم المتحدة التي لديها مسؤولية  لنشر التعليم عن محرقة اليهود في جميع أنحاء العالم. باستخدام التمويل الذي تمنحه الولايات المتحدة واسرائيل، تطور اليونسكو مناهج تعليمية لضمان عدم نسيان محرقة اليهود. وفي شهر شباط/فبراير الماضي، ترأستُ وفدا لزيارة تاريخية إلى معتقل أوشفيتز مع أكثر من 150 زعيما سياسيا ودينيا، معظمهم من الدول العربية والمسلمة. ما زلت أتذكر كلمات الدكتور مصطفى سيريش، مفتي البوسنة، الذي قال: « علينا أن نعلم شبابنا في المساجد والكنائس كما في الكنس عما حدث هنا ».

لقد وضعنا العلم في خدمة الناس بفضل دعم من الولايات المتحدة. إن اليونسكو تقود الجهود العالمية الرامية إلى توسيع نظام الإنذار المبكر ضد أمواج التسونامي. فقد أنقذ هذا النظام عشرات الآلاف من الأرواح عندما ضربت أمواج التسونامي اليابان. وفي الشرق الأوسط، فإن برنامج اليونسكو « سيزامي » يسمح بتحقيق بحوث عالية المستوى وبناء قناطر علمية وثقافية بين البلدان المجاورة لاسيما إسرائيل ومصر.

وتعترف حكومة الولايات المتحدة بقيمة هذا العمل. وأقتبس هنا من كلام وزارة الخارجية: « إن التزام الولايات المتحدة تجاه اليونسكو يخدم مجموعة واسعة من مصالحنا القومية في التعليم والعلم والثقافة وقضايا الاتصال… سنعمل مع الكونغرس لضمان الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة ونفوذها. »

وما يريح اليونسكو أن الولايات المتحدة ستحافظ على عضويتها في المنظمة، وتأمل أن يتم قريبا التوصل إلى حل لقضية التمويل. في انتظار ذلك، فإنه من المستحيل علينا أن نقوم بالحفاظ على إيقاع عملنا الحالي.

وإن التوقف عن دفع المبالغ المستحقة من قبل الولايات المتحدة للعام 2011 تؤثر مباشرة على قدرتنا على تنفيذ البرامج في المجالات الأكثر تأثيرا: تحقيق التعليم للجميع، ودعم الديمقراطيات الجديدة ومكافحة التطرف.  لذا ندعو الادارة الاميركية والكونغرس والشعب الاميركي لإيجاد سبيل للمضي قدما ومواصلة تقديم الدعم لليونسكو في هذه الأوقات الحرجة.

إيرينا بوكوفا

المصدر: اليونسكو

Print This Post