انعقاد المؤتمر السابع للتربية البيئية في المغرب

2013/06/25

افتتحت المديرة العامة لليونسكو، في 9 يونيو 2013، مع صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، المؤتمر السابع للتربية البيئية، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والسيد (ماريو سالومون)، الأمين العام للشبكة الدولية للمؤتمر العالمي للتربية البيئية، والدكتور (عبد العزيز بن عثمان التويجري)، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، و(السيد أكيم شتانير)، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و(السيد جان إريكسن)، رئيس المؤسسة الدولية من أجل التربية البيئية الذي انعقد في مراكش/ المغرب.

وقامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، في افتتاح المؤتمر، بتلاوة الرسالة التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تشدد على التحديات الخطيرة التي تواجه البشرية والعالم اليوم، وعلى أهمية التعليم للتصدي لتزايد تأثير تغير المناخ. كما تدعو هذه الرسالة إلى تعزيز الانسجام مع البيئة التي نعيش في كنفها، وهو ما يشكل الأساس لتحقيق تنمية مستدامة.

وألقت المديرة العامة لليونسكو كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ودعت إلى إحداث تحول عالمي للتصدي للتحديات التي تواجه جميع المجتمعات، وذلك استناداً إلى عوامل التضامن والمساواة والاستيعاب. ولتحقيق ذلك، أكدت على الدور الأساسي للتعليم والتعلم في السياقات النظامية وغير النظامية بوصفه السبيل الأكثر فعالية لخلق قيم واتجاهات وسلوكيات جديدة تضع جميعها الأساس لبناء مجتمعات واقتصادات تراعي البيئة.

وقد وضعت المديرة العامة هذا الأمر في صميم المبادرة العالمية بشأن « التعليم أولاً » التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة وتتولى اليونسكو قيادتها والمضي قُدماً في تنفيذها، وذلك من أجل ضمان أن يلتحق كل طفل بالتعليم المدرسي وأن ينتفع بتعليم جيد ومناسب، وكذلك لتوفير أشكال جديدة من المواطنة العالمية.

وقالت المديرة العامة: « إن التعليم يشكل، في كوكب يخضع للضغوط، أفضل السبل لقيادة عمليات التغيير التي من شأنها بناء مجتمعات قادرة على الصمود ومراعية للبيئة. ويسترشد بهذه الفكرة عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة (2005ـ 2014) الذي تقوده اليونسكو وسائر أنشطة اليونسكو المتعلقة بالاستدامة، وذلك بعدة وسائل منها إنشاء معازل المحيط الحيوي وكراسي اليونسكو الجامعية، ودعم التنوع البيولوجي والتنوع الثقافي ».

وقالت المديرة العامة: « إن التعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة إنما هو تعليم يخص القرن الحادي والعشرين؛ ومن ثم ينبغي إحداث تغيير حقيقي في وسائل تفكيرنا وعملنا وسلوكنا مع بعضنا البعض، ومع الأرض التي تغذينا ». وأضافت « يجب علينا أن نبدأ بالتعليم، أي بتعليم من شأنه تمكين النساء والرجال بتزويدهم بمهارات جديدة »، مشددة على أهمية عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة، الذي تقوده اليونسكو.

وكان من بين المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر (الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري)، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، و(السيد أكيم شتانير)، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و(السيد جان إريكسن)، رئيس المؤسسة الدولية من أجل التربية البيئية، و(السيد إدغار موران)، عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي، فضلاً عن ممثلين من مؤسسة (محمد السادس) لحماية البيئة ومن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

عُقد المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.

قامت أمانة المؤتمر العالمي للتربية البيئية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتنظيم المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية. وقد ضم المؤتمر نحو 2000 طرف فاعل مشارك في مجال التربية البيئية على كافة المستويات، ابتداءً من المستويات المحلية حتى المستويات العالمية.

اجتمعت المديرة العامة، خلال زيارتها الرسمية، مع صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وجرت بينهما مناقشة حول الحاجة إلى أن يبذل الجميع مزيداً من الجهود المتضافرة لتعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة كأساس لإجراء تغيير حقيقي.

كما اجتمعت المديرة العامة لليونسكو، أثناء زيارتها، مع (السيد محمد أمين الصبيحي)، وزير الثقافة، وناقشت معه تعاون اليونسكو مع المغرب في مجال الثقافة وقيادة المغرب في هذا الشأن.

ورافق وزير الثقافة المديرة العامة في زيارة مدينة مراكش القديمة، المدرجة في قائمة التراث العالمي، وهي المدينة التي تضم قصر باهيا الفخم، وساحة جامع الفنا، المكتظة باللاعبين بالحيّات والباعة المتجولين والبهلوانات والموسيقيين والرقاصين، والتي تُعتبر تحفة رائعة من تحف التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.

كما استعرضت المديرة العامة مع وزير الثقافة التسليم على نحو متزايد بقوة الثقافة في تحقيق التنمية، مشددة على ما يتوافر للمغرب من خبرات واسعة في البرنامج المشترك المعني بالثقافة والتنمية التابع لصندوق الأهداف الإنمائية للألفية. وأشارت إلى الرسالة القوية التي صدرت عن مؤتمر هانغزو الدولي المعني بالثقافة بوصفها مفتاحاً لتحقيق التنمية المستدامة؛ ثم وجهت الشكر إلى المغرب لما يقدمه من دعم، بما في ذلك مشاركة الوزير في الحوار المواضيعي القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الثقافة من أجل التنمية المستدامة، الذي سيقوم بتنظيمه رئيس الجمعية العامة مع اليونسكو.

وقد اجتمعت المديرة العامة لليونسكو، خلال زيارتها للمغرب، مع (السيد فؤاد الدويري)، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ووقعت معه اتفاقاً بشأن إنشاء مركز إقليمي للطاقة المتجددة والكفاءة في استخدام الطاقة ينتمي إلى المراكز من الفئة 2 تحت رعاية اليونسكو.

وفي هذه المناسبة، قالت المديرة العامة: » إن هذا الاتفاق يمثل خطوة حاسمة للمنطقة ولأفريقيا تعكس رؤية المغرب بشأن أهمية الطاقة المتجددة وقيادته في ما يخص المضي قُدماً في تنفيذ هذه الخطة ».

وقامت المديرة العامة بزيارة إلي المركز الإقليمي الذي يدعم السياسات العامة وتشارك أفضل الممارسات وبناء القدرات والارتقاء بمستوى التعليم والتوعية، فضلاً عن إجراء البحوث التعاونية عبر المنطقة في مجال الطاقات المتجددة والكفاءة في استخدام الطاقة.

كما قامت المديرة العامة لليونسكو مع الدكتور (عبد العزيز بن عثمان التويجري)، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بالتوقيع على برنامج تعاوني بين « إيسيسكو » واليونسكو يغطي فترة 2013 – 2015.

شمل البرنامج المذكور مجموعة واسعة من الأنشطة التعاونية المحددة في مجالات اختصاص كل من المنظمتين، وذلك بهدف تحقيق أهداف استراتيجية مشتركة تستفيد منها الدول الأعضاء في هاتين المنظمتين. وغطت هذه الأنشطة مجموعة كاملة من مجالات اختصاص اليونسكو.

وقالت المديرة العامة في هذه المناسبة: » إننا نمثل منظمتين شقيقتين لهما اختصاصات مشتركة؛ وهذه المشاريع المشتركة إنما تكتسي أهمية في ما يتعلق ببناء القدرات في مجالات رئيسية، وذلك من أجل تحقيق سلام دائم وتنمية مستدامة الآن ».

المصدر: اليونسكو

Print This Post