اليونسكو تحتفل بوحدة التنوع خلال المنتدى السادس للأمم المتحدة لتحالف الحضارات

2014/09/17

شاركت المديرة العامة لليونسكو في المنتدى السنوي السادس للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي عُقد في مدينة بالي/ إندونيسيا، خلال الفترة: 29ـ30 أغسطس 2014.

وهذا المنتدى، هو الأول من نوعه يعقد في آسيا الذي كان تحت عنوان: « الوحدة في التنوع: بالتنوع من أجل قيم عامة ومشتركة »، وجمع مسؤولين حكوميين وخبراء ونشطاء من المنظمات غير الحكومية، صغاراً وكباراً، من مختلف أنحاء العالم.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من: رئيس جمهورية إندونيسيا السيد (سيسولو بامبانج يودويونو)، ورئيس وزراء تيمور الشرقية السيد (زانانا غوسماو)، جنباً إلى جنب مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد (بان كي مون)، ورئيس الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة السيد (جون آش). وكان هناك أيضاً مداخلات من كل من، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية إندونيسيا، ووزير خارجية اسبانيا، ونائب وزير خارجية تركيا، فضلاً عن ممثل الأمم المتحدة السامي لتحالف الحضارات، السيد (ناصر عبد العزيز).

وألقى رئيس إندونيسيا كلمة، أشار فيها إلى التحدي الجوهري اليوم، « لتغيير مجرى التاريخ نحو الأفضل » من أجل إنهاء الانقسامات والصراعات والتعصب والإقصاء والفتنة. وهذا هو واجب المجتمع الدولي ـ لاستعاد الثقة الاستراتيجية على المستوى العالمي، ولتشجيع المصالحة وعلاج المجتمعات المحطمة، لتعزيز مهارات وقيم جديدة للسلام من خلال التعليم، وتحسين الحوار بين جميع الشعوب والثقافات، بما في ذلك وجهات النظر المتطرفة، والاعتماد على وسائل إعلام جديدة. وفي هذا الصدد، تحدث الرئيس عن التطلع إلى بناء  » مجتمع الرعاية والمشاركة في رابطة الدول لجنوب شرق آسيا (ASEAN) »، وعبر العالم.

وأضاف رئيس جمهورية إندونيسيا قائلاً: « إن البعض يقول أننا نتجه نحو حرب باردة جديدة، أياً كان، بالنسبة لي فأنه يشعر بالفعل مثل السلام الساخن ».

وأشار رئيس وزراء تيمور الشرقية إلى الروابط بين الظلم والصراع، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات شاملة لبناء الثقة وتقليل العداء.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء (تيمور الشرقية)،  » نلتقي على خلفية ارتفاع العنصرية والتعصب والتطرف والصراع في أجزاء كثيرة من العالم حيث السلام ما هو إلا كابوس العنف، ونحن بحاجة إلى ثورة لبناء السلام ولتعزيز قيمنا الإنسانية المشتركة مع مستقبل مشترك ».

وفي كلمة للأمين العام لأمم المتحدة السيد بان كي مون، قال: « يجب أن لا تقسمنا اختلافاتنا بل تدفعنا للازدهار والسلام ».

واستعرض الأمين العام للأمم المتحدة تزايد التحديات التي تواجه السلام في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من داخل المجتمعات، من حديث العنصرية والكراهية الذي يضاعفها سرعة وسائل الإعلام الجديدة.

وأضاف الأمين العام،  » الكثير من أسوأ الأزمات في عالمنا يقودها أولئك الذين يستغلون الخوف على السلطة، وكثير من المجتمعات تنقسم على أسس ثقافية أو دينية أو عرقية. تبدأ الحروب في عقول الناس، والطريق إلى السلام هو من خلال قلوب الناس، وتعمل الأمم المتحدة على مدار الساعة وحول العالم للدخول في مستقبل أكثر سلاماً ».

ناقش رئيس الجمعية العامة العمل بين الدول على تشكيل جدول أعمال جديد للتنمية العالمية ما بعد 2015، مؤكداً على أهمية الحوار بين الثقافات ومناشداً لإشراك كافة المجتمعات.

وتحدث الممثل السامي عن: « الفرصة التاريخية اليوم للاحتفال بتنوع القيم العامة والمشتركة »، بما في ذلك احترام الحريات الأساسية »، مشدداً على دور تحالف الحضارات في هذا الصدد، والعمل مع جميع الشركاء.

هذا، وألقت المديرة العامة لليونسكو خطاباً رئيسياً خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء تحالف للأمم المتحدة للحضارات؛ أكدت فيه على عمل اليونسكو في تعزيز التنوع الثقافي على أساس حقوق الإنسان، ولاسيما من خلال قيادتها عبر منظومة الأمم المتحدة للعقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013ـ2022)، وذلك بمبادرة من دولة كازاخستان وقرر من قبل الجمعية العامة لأمم المتحدة.

وشكرت السيدة إيرينا بوكوفا الممثل السامي للأمم المتحدة لقوة تعاونه مع اليونسكو، مشيرةً إلى « أننا حلفاء طبيعيين ». وشددت المديرة العامة لليونسكو على خبرة اليونسكو لمدة سبعين عاماً في بناء السلام من خلال الحوار وعبر جميع مجالات اختصاصها، وهي منظمة رئيسية ومسؤولة باعتبارها وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة. وأضافت بقولها: « أن كل الثقافات مختلفة، ولكن الإنسانية هي عائلة واحدة، ملزمة باحترام حقوق الإنسان والتطلعات من أجل الكرامة، ونحن جميعاً ندرك الترابط العالمي العميق ـ لكن هل يمكننا جعل هذا الترابط مصدر قوة »؟

وللإجابة على هذا السؤال، أبرزت المديرة العامة لليونسكو عمل اليونسكو في مختلف أنحاء العالم، في تعزيز أشكال جديدة لمحو الأمية الثقافية ومحو الأمية المعلوماتية، وفي دعم سياسات فعالة لتسخير قوة التنوع، والتركيز على الشباب باعتبارهم عوامل تغيير إيجابي وفي تصميم المناهج التربوية لتعميق التضامن والمواطنة العالمية.

وقالت المديرة العامة  » التنوع الثقافي واقع، ولكنه يجب أن يمون أيضاً سياسياً ـ في الحقيقة، سياسات متعددة تتكشف في إطار الديمقراطية والتعددية والتنوع الثقافي ». وأشارت إلى أن هذه الأهداف توجه كل عمل اليونسكو على أرض الواقع في دعم الحكومات، وكذلك من خلال تنفيذ الأطر المعيارية لليونسكو، ولاتفاقيات الثقافية.

ويشمل هذا العمل توجيه التعليم للجميع وبمبادرة التعليم العالمي الأولى للأمين العام للأمم المتحدة قدماً. أيضاّ مشروع طريق الرقيق، وتاريخ أفريقيا العام كما أنه يشمل تاريخ الإسلام، الذي أطلق مجلده السادس مؤخراً.

وأضافت المديرة العامة:  » إننا نعمل لإعادة بناء الأضرحة في مالي واستعادة المخطوطات، وهذا هو ردنا على التطرف، وهذه هي الرؤية التي توجهه اليونسكو ».

وتحدثت المديرة العامة أيضاً على أهمية إدماج قوة الثقافة والتنوع الثقافي من أجل التنمية المستدامة ـ وأكدت على دعوة اليونسكو وبدعم الدول الأعضاء، لتعزيز هذا العمل في جدول أعمال التنمية العالمي ما بعد عام 2015.

وفي الختام، اقتبست المديرة العامة لليونسكو من الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية إندونيسيا في المؤتمر العام لليونسكو عام 2011، بمناسبة الذكرى العاشرة للإعلان العالمي لليونسكو بشأن التنوع الثقافي؛  » لقد عاشت المجتمعات لفترة طويلة جداً تحت الفكرة الخلافية من « نحن »، ومن « هم »؟ لقد حان الوقت أن نطور « نحن » « الجديدة ».

وقالت، هذا، يجب أن يكون الروح التوجيهية، فيما تشكل « الدول » جدول أعمال جديد للتنمية العالمي لتحديد المسار لعالم أكثر سلاماً وتسامحاً.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post