اليونسكو تحتفل باليوم العالمي للغة العربية

2012/12/21

احتفلت اليونسكو يوم الثلاثاء 18/12/2012 لأول مرة منذ اقراره في الدورة 190 للمجلس التنفيذي (أكتوبر 2012)، باليوم العالمي للغة العربية.

وقد شارك في جلسة الافتتاح كل من المديرة العامة لليونسكو (إيرينا بوكوفا) ومدير عام منظمة الأليكسو (محمد العزيز بن عاشور) والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة (بطرس غالي) ومندوبو الدول الأعضاء، من بينهم مندوب ليبيا لدى اليونسكو.

افتتحت رئيسة المجموعة العربية في اليونسكو (المندوبة الدائمة للمغرب) الجلسة بكلمة رحبت فيها بالحضور وأكدت فيها على أهمية اللغة العربية وذكّرت بالخلفية التاريخية لاستخدام اللغة العربية في اليونسكو وفي منظومة الأمم المتحدة التي مهدت لاعتماد المجلس التنفيذي يوم 18 ديسمبر يوماً عالمياً للغة العربية.

وألقى مندوب المملكة العربية السعودية في اليونسكو بصفته نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية، كلمة تناول فيها كذلك الخلفية التاريخية التي أوصلت إلى اعتماد هذا اليوم الدولي، مؤكداً على اهتمام اليونسكو المميز بموضوع الثقافة ولاسيما بالتنوع الثقافي والتنوع اللغوي اللتين تتصلان مباشرة بموضوع اعتماد اليوم العالمي للغة العربية، واعتبر أن المجموعة العربية ستقوم بتقييم احتفالية هذا العام التي كانت فترة التحضير لها محدودة، والخروج باستنتاجات تساعد في التهيئة للاحتفالات القادمة ولاختيار مواضيعها.

وألقت المديرة العامة لليونسكو كلمة بالمناسبة أكدت فيها أن اللغات « ليست أدوات للتواصل فحسب بل أنها تحمل القيم والهويات » وهي « مكونات أساسية لبناء حقول السلام في عقول البشر »، وأن التنوع اللغوي يمثل « توسيعاً لآفاق الفكر ووسيلة لبناء حوار بين الثقافات والأديان يقوم على التفاهم الحقيقي ». وأشارت المديرة العامة في كلمتها إلى أنه بعد أربعين عاماً من قرار الأمم المتحدة عام 1973 بجعل اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية ولغات العمل للمنظمة « تحتفل بقدرة اللغة العربية على جمعنا حول قيم مشتركة، وعلى بث القوة في أفكارنا وتوسيع آفاق طموحاتنا، وتسخير كل ذلك لخدمة السلام والتنمية المستدامة ». وأشارت إلى أن اليونسكو أوجدت صفحة خاصة لليوم العالمي للغة العربية على موقعها على الانترنت (الرابط).

وقد حرصت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، على الإشادة بإقامة هذا الاحتفال، مؤكدةً على الإسهام التاريخي الفريد للغة العربية في الحضارة العالمية. وصرحت في هذا الشأن قائلةً: « إن المؤلفين الذين كانوا يكتبون باللغة العربية هم الذين أتاحوا نقل المعارف الإغريقية إلى اللغة اللاتينية التي كانت مستخدمة في الغرب خلال القرون الوسطى، وأقاموا بذلك صلات دائمة لا يمكن قطعها بين الثقافات عبر الزمان. وتندرج مؤلفات ابن رشد وابن خلدون ونجيب محفوظ في عداد أعمق مؤلفات العقل البشري، وهي لا تعبر عن كامل قوتها إلا باللغة العربية. »

ومن جانبه، أشار بطرس غالي إلى أن: « العولمة تعني أن ثمة روابط تجمع بيننا جميعا: فانفتاح اللغة العربية على العالم إنما هو السبيل الوحيد للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز استخدامها عبر العالم ». كما أنه أكد على أن التنوع اللغوي يمثل وسيلة من الوسائل المفضلة لبناء الديمقراطية.

وألقى كذلك مدير عام منظمة الأليكسو كلمة أعلن فيها استعداد المنظمة دعم جميع المشاريع التي ترغب إدارة اليونسكو والمجموعة العربية بإطلاقها مستقبلاً بشأن اللغة العربية.

وقدمت مندوبية السعودية – بهذه المناسبة – عشر دورات مجانية لتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مدة الدورة خمسة أشهر توزع بأسلوب القرعة.

وفي الندوة الأولى التي عقدت بالمناسبة حول « علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى » والتي تولى ادارتها المندوب الدائم لليبيا لدى اليونسكو (د. عبد السلام القلالي)، شارك عدة باحثين وأساتذة جامعة متخصصين وهم:

· السيد آزار شاب (أستاذ جامعي، خبير في علاقة اللغة العربية باللغة الفارسية/ إيران).

· السيد فرج معتوق (أستاذ جامعي – خبير في علاقة اللغة العربية باللغة السواحيلية/ تونس).

· السيد كريشيان لوشون (مستشرق فرنسي – محاضر في معهد الغزالي في باريس/ فرنسا).

·السيد محمد خضر عريف (أستاذ جامعي في جامعة الملك عبد العزيز/ المملكة العربية السعودية).

·السيدة نفلا ضروصي (أستاذة جامعية – كلية الفنون في جامعة قابوس/ سلطنة عمان).

وتم التركيز في هذه الندوة على الأثر الذي تركته اللغة العربية في اللغات الأخرى ولاسيما الأوروبية والإفريقية وبشكل خاص السواحيلية.

وشدد المشاركون في هذه الندوة على أهمية اللغات في تحقيق التنمية وبناء السلام على نحو مستدام، وذلك بالاستناد إلى روابط التفاهم المتبادل فيما بين الشعوب.

أما الندوة الثانية فتناولت موضوع « آلية دعم ونشر اللغة العربية » بإدارة المندوب الدائم لمصر لدى اليونسكو (محمد سامح عمرو). وساهم فيها عدد من الشخصيات وهم:

- السيد أحمد الدبابي (مدير قسم التأهيل في المرصد الأوروبي لتعليم اللغة العربية/ تونس).

- السيدة خديجة زموري (مساعدة المديرة العامة لليونسكو للشؤون الإدارية).

- السيد عبد الله الوشمي (الأمين العام لمركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية/ المملكة العربية السعودية).

- السيد مروان وازن (كاتب وناقد صحفي في جريدة الحياة/ لبنان).

وأكد المشاركون في هذه الندوة على المخاطر المحدقة باللغة العربية في عصرنا الحالي حيث غلب استخدام اللغات الأجنبية كالانجليزية والفرنسية على استخدام اللغة العربية بالنسبة لشرائح مهمة من العرب لاسيما الشباب. وقد ساعد تطور تقنيات المعلومات والاتصال وانتشار استخدام شبكة الانترنت على تفشي هذه الظاهرة. وقد لاحظ المشاركون أن هذا العزوف عن استخدام العربية صاحبه ضعف كبير وملحوظ في اجادة قواعدها، وطالبوا بضرورة بذل جهود مكثفة لمعالجة ذلك وإيجاد الحلول الناجعة لها.

كما تناول المشاركون في الندوة الصعوبات التي تعيق المؤسسات المعنية في تعليم اللغة العربية للأطفال والشباب العرب في المهجر.

وتضمن برنامج الاحتفالية – أيضاً – قراءات شعرية عربية شارك فيها كل من الشعراء:

· الطاهر بكري/ تونس

·  صلاح ستيتية/ لبنان (تغيب بسبب المرض)

·  زياد الدريس/ السعودية

· خالد فتح الرحمن عمر/ السودان

وقد تلت القراءات الشعرية مقاطع موسيقية عربية شارك فيها:

- عبد الوهاب رضا (أغاني وموسيقى أندلسية/ الجزائر)

- رائد الحميدي (عود/ السعودية)

- نهلا حجو، بشار جميل (كمنجا، ناي/ العراق)

- نزيهة مفتاح، وسيم بن شواشة (غناء/ المغرب)

- عيسى حسن (بوزوك/ لبنان)

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاحياء لليوم العالمي للغة العربية الذي يقام هذا العام لأول مرة في اليونسكو لم يكن ليحدث لولا جهوداً بذلها أعضاء المجموعة العربية مجتمعين، وتضامنهم في اتخاذ الخطوات التي أدت في النهاية إلى إصدار القرار من المجلس التنفيذي في دورته (190) التي عقدت في شهر أكتوبر الماضي.

أن الخطوات التي سبقت هذا الحدث يمكن تلخيصها في الآتي:

بصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18/12/1973 الذي يقضى بجعل اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، والذي كان انسجاماً مع ما كان معمولاً به في السابق في اليونسكو، وبعض المنظمات الدولية الأخرى من اعتماد لهذه اللغة كلغة رسمية لديها. وباعتماد إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرار بتاريخ 19/2/2010 عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم، والذي يقع في الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام يقضي بالعمل على الاحتفال بيوم عالمي لكل لغة من اللغات الرسمية للأمم المتحدة وتحدد اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام.

تابعت المجموعة العربية باليونسكو خلال عام 2010 هذه الخطوات وكانت برئاسة مندوب ليبيا في ذلك الوقت والذي أصدر رسالة إلى المديرة العامة باليونسكو يطالبها فيه بضرورة العمل على إدراج اليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام ضمن الأيام الدولية التي تحتفل بها اليونسكو.

ونظراً للظروف التي مرت بها مندوبية ليبيا خلال عام 2011 لم يطرأ تغيير في إجراءات اعتماد الاحتفالية بهذا اليوم في اليونسكو.

مع بداية عام 2012 اقترح مندوب ليبيا على مكتب المجموعة العربية في أول اجتماع له لهذا العام بضرورة العمل على اتخاذ الإجراءات القانونية لإدراج هذا اليوم ضمن الأيام الدولية التي تحتفل بها اليونسكو. وضرورة إقامة الاحتفالية هذا العام في الموعد المحدد حتى لو لم يعتمد هذا اليوم في اليونسكو. وقد سارع مندوب المملكة العربية السعودية (نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية) بتأييد هذا المطلب وتبعه في ذلك مندوبة المغرب (رئيسة المجموعة العربية) ومندوب الجامعة العربية وبقية الأعضاء.

عند عرض الموضوع على المجموعة العربية، اقترحت تشكيل لجنة لإعداد الوثيقة التي ستقدم إلى المجلس التنفيذي في دورته (190) تتكون من ثلاثة أعضاء هم مندوب ليبيا، مندوب السعودية ومندوب المغرب وتولى مندوب ليبيا إعداد المذكرة المطلوبة في صيغتها الأولى وبعد مناقشتها في اجتماع للمجموعة وإبداء بعض الملاحظات عليها أوصت بإحالتها إلى المجلس التنفيذي على أن يكون تقديمها باسم المجموعة العربية بكامل أعضائها. وما الاكتفاء بذكر مندوب السعودية ومندوب المغرب في المذكرة المحالة إلى المجلس التنفيذي إلا للصفة التي يحملانها لكون الأول نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية والثاني رئيس المجموعة العربية.

وفي الوقت الذي تذكر فيه مندوبية ليبيا أنها ساهمت في إخراج هذا الحدث إلى حيز الوجود فإنها تذكر بامتنان مبادرة مندوبية السعودية التي تولت الجزء الأهم من الإعداد والتمويل للاحتفالية الأولى باليوم العالمي للغة العربية التي أقيمت في موعدها باليونسكو هذا العام.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post