اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم

2012/08/30

يمثل اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم، الذي يجري الاحتفال به في 9 أغسطس من كل عام، اليوم الذي انعقد فيه أول اجتماع، في عام 1982، لفريق الأمم المتحدة العامل المعني بالسكان الأصليين والتابع للجنة الفرعية المعنية بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.

جرى في هذه السنة الاحتفال بهذا اليوم الدولي تحت شعار « وسائل الإعلام الخاصة بالشعوب الأصلية، تعزيز أصوات الشعوب الأصلية » الذي يشمل دور وسائل الإعلام في دعم نماذج التنمية للشعوب الأصلية التي تتوافق مع أولويات هذه الشعوب وثقافاتها وقيمها. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الشعار يبرز كيفية استخدام الشعوب الأصلية لوسائل الإعلام بأشكالها الجديدة إضافة إلى أشكالها التقليدية، ويوفر لها إمكانية تعزيز ثقافاتها ولغاتها ونقل معارفها، وكذلك تمثيل رؤاها الخاصة التي غالباً ما قد تختلف عن التحاليل التي توفرها وسائل الإعلام السائدة.

لقد تم الاعتراف على نطاق واسع بقوة وسائل الإعلام في تشكيل أنماط حياة الأفراد والمجتمعات المحلية. وتُعتبر وسائل الاتصال والإعلام من العناصر الأساسية لنشر الوعي وتبادل المعارف ودعم نقاش أوسع نطاقاً بشأن معارف الشعوب الأصلية وثقافاتها وقيمها؛ ومن شأن هذه الجوانب جميعاً تيسير وضع سياسات وتصميم أنشطة تتسم بمزيد من الفعالية.

لقد تميز على الدوام نهج اليونسكو العام في ما يتعلق بالتفكير في عملية التنمية وممارستها بالارتكاز على الأفراد؛ ويتمثل هذا النهج في توعية الأفراد والمجتمعات المحلية وإشراكهم الفعال وحفز قدراتهم من أجل اتخاذ القرارات الخاصة بأنماط حياتهم وخلق فرص جديدة لإحداث تغيير اجتماعي. وفي هذا الإطار، تقوم اليونسكو بدعم مبادرات ترمي إلى تمكين النساء والرجال في مجتمعات السكان الأصليين، وذلك باستخدام وسائل إعلام يمكن لهؤلاء النساء والرجال اتخاذها بسهولة عن طريق تدريب مناسب ينبغي توصيله إلى مجتمعات أخري ومنظمات غير حكومية ومؤسسات حكومية وصانعي القرارات.

ومن أجل دعم رغبات الفئات السكانية المهمشة في أن يكون لها صوت مسموع، قامت اليونسكو، من خلال البرنامج الدولي لتنمية الاتصال، بتمويل ما لا يقل عن 27 مشروعاً في مجال الإعلام استفاد منها سكان أصليون منذ عام 2000. وقد شمل هذا الدعم، ضمن جملة أمور، أنشطة تدريبية وعمليات شراء معدات للبث الإذاعي. والأمر يقتضي إذن توافر مجموعة واسعة النطاق من المهارات ابتداءً من إنتاج البرامج وإجراء المقابلات لإدارة تمويل المحطة والإشراف على استدامتها على المدى الطويل حتى ضمان حق المجتمعات المحلية في تعزيز حقوقها في الحرية والتعبير والدفاع عنها والانتفاع بالمعلومات.

لقد ظلت أصوات الشعوب الأصلية في الغالب على هامش المناقشات العالمية الخاصة بتغير المناخ، وذلك رغم الاعتراف الواسع النطاق بأن المجتمعات الأصلية وغيرها من المجتمعات الضعيفة تقف على الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ. ولذلك ساهمت اليونسكو في إقامة منتدى على الإنترنت، على مستوى القاعدة الشعبية، تحت عنوان « على الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ » كاستجابة لصيحات الشعوب الأصلية وممثلي المجتمعات المحلية، والذي يصل في الوقت الراهن إلى أكثر من 50000 نسمة في جميع أرجاء العالم ويضم شبكة دولية لمشاريع ميدانية توثق جوانب الرصد والمعارف المحلية المتعلقة بتغير المناخ. وتُعتبر هذه الشبكة، التي أطلق عليها بحق « الخطوط الأمامية للمناخ »، بمثابة بيان للسّبل التي يمكن لوسائل الإعلام الخاصة بالشعوب الأصلية استخدامها لتيسير تحقيق التنمية وتشجيع الحوار والنقاش، مما يُمكّن هذه الشعوب من وضع جداول أعمال إنمائية متسقة خاصة بها.    

إن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الجديدة تضطلع بدور مهم في تعزيز الانتفاع بالتعليم والعلوم والثقافة وتحسين نوعيتها. ومن شأن تطبيقات هذه التكنولوجيات تغيير الوسيلة التي نلجأ إليها لصون المعارف واللغات ونقلها. ويقع على عاتق اليونسكو العبء الأكبر في هذا الصدد من خلال مهامها المتعددة التخصصات في مجالات التربية والثقافة والاتصال والعلوم الاجتماعية والطبيعية، وهي مهمات تتميز بكونها فريدة تماماً على الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن التطور السريع لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات قد أفضى أيضاً إلى خلق فجوات جديدة؛ كما أن اليونسكو ملتزمة ببناء مجتمعات معرفة استيعابية من أجل مستقبل مستدام.  

المصدر :  اليونسكو

Print This Post