المستقبل يشرع أبوابه للتعليم المفتوح

2012/06/20

هل ولّى زمن الكتب الدراسية المطبوعة؟ إن جدوى نموذج بيع مواد التعلّم لتحقيق الأرباح تتقلص بسرعة في العالم الرقمي الذي نعيش فيه اليوم.

وفي هذا الإطار، تستضيف اليونسكو في مقرها بباريس في الفترة من 20 إلى 22 يونيو المؤتمر العالمي للتعليم المفتوح لعام 2012 لمناقشة سبل تسريع عملية إعداد التعليم المفتوح في شتى أنحاء العالم. وسيحظى هذا المؤتمر بمشاركة ودعم العديد من المسؤولين الحكوميين من مختلف مناطق العالم وعدد من الخبراء التربويين والمنظمات غير الحكومية والجامعات المرموقة مثل معهد مساتشوسيتس للتكنولوجيا.

ويدل مصطلح التعليم المفتوح على جميع أنواع المواد التعليمية المتوافرة في النطاق العام أو المتاحة مجاناً للجمهور. ويمكن لأي شخص نسخ هذه الموارد واستخدامها وتكييفها مع احتياجاته وتقاسمها من جديد بطريقة قانونية ومجانية. ويشمل التعليم المفتوح الكتب الدراسية وخلاصات المحاضرات، والأوراق الخاصة بالبحوث والاختبارات والمشروعات، والمواد السمعية والبصرية. واستُخدم مصطلح التعليم المفتوح للمرة الأولى قبل 10 سنوات في إطار منتدى اليونسكو لمواد الدراسة الحرة، وقد أحدثت هذه الموارد ثورة في مجال التعليم منذ ذلك الحين. ويعتبر أنانت أغاروال، الذي ستكون له كلمة خلال المؤتمر والذي يتولى قيادة المبادرة المشتركة بين جامعة هارفرد ومعهد مساتشوسيتس للتكنولوجيا بشأن التعليم المفتوح، أن « التعليم الإلكتروني المتاح للطلبة في شتى أنحاء العالم يمثل أكبر تغيير شهده مجال التربية منذ عهد الصحافة المطبوعة ». ويُعتبر هذا التغيير مفيداً إلى أقصى حد بالنسبة إلى الطلبة لأنه يتيح لهم توفير الأموال التي يدفعونها لشراء الكتب. وتجدر الإشارة إلى أن السعر المتوسط لبعض أشهر الكتب الدراسية الخاصة بالكيمياء العضوية يصل إلى 200 دولار أمريكي في الولايات المتحدة، مقابل 50 دولاراً فقط في فرنسا. وهذه الفروق في أسعار المواد التي تتيح الانتفاع بالمعارف الأساسية لا تتفق مع عصر التعليم المفتوح.

ولا تقتصر فوائد التعليم المفتوح على توفير فرص لم يسبق لها مثيل للانتفاع ببعض أفضل المواد التعليمية والبحثية في العالم. فمن خلال التعليم المفتوح، يعمل العديد من الخبراء والجامعات على الربط بين المعارف التي يتمتعون بها كي ينتجوا بصورة تعاونية موارد تعليمية أفضل. وعلى سبيل المثال، بات بإمكان الطلبة الحصول من جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا على حصص دراسية بشأن تكنولوجيا المياه تتضمن أيضاً معلومات مستمدة من جامعات في جنوب أفريقيا وسنغافورة وإندونيسيا وجزر الأنتيل بشأن الأساليب المحلية لمعالجة المياه. وأفضت مساهمات الخبراء المحليين إلى تحويل الحصص الدراسية المتاحة على الإنترنت إلى مركز افتراضي للخبرات المتعلقة بهندسة مياه الشرب في البلدان النامية.

ولا يزال « الانتفاع الانتقائي » يُعتبر من سمات التعليم الجيد في الكثير من الأحيان. لذا، ستعمل اليونسكو مع المشاركين في المؤتمر على تحديد نموذج جديد للسنوات القادمة يقوم على تمكين الجميع من الانتفاع بالموارد التعليمية. ويُعتبر هذا النموذج شرطاً أساسياً لضمان مواكبة الناس للتطورات المسجلة في عالم اليوم الذي تسوده المعرفة. وثمة الآلاف من الخيارات المتاحة لكم اليوم للانتفاع بالموارد التعليمية، وهذه الخيارات يزداد عددها أسبوعاً بعد أسبوع، ولن يبقى أمامكم سوى اختيار المواد التي تودون البدء بتعلّمها!

المصدر: اليونسكو

Print This Post