المديرة العامة تحضر خارطة طريق للمستقبل مع الوفود الدائمة لدى المنظمة

2012/02/26

عقدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، جلسة إعلامية خاصة مع الوفود الدائمة لدى المنظمة، يوم الخميس 26 يناير، لإحاطتهم علما بالتدابير التي يجرى اتخاذها للتعامل مع الصعوبات المالية التي تواجهها المنظمة حاليا. وافتتحت المديرة العامة الجلسة بمراجعة المدخرات المالية التي تم تحصيلها قبل نهاية عام 2011. وواصلت حديثها بتقديم لمحة عامة عن التغييرات التي ستكون ضرورية لمواجهة تحديات العام الجاري، بالإضافة إلى مناقشة الإصلاحات العميقة التي يجري النظر فيها لتحسين أداء المنظمة والكفاءة على المدى الطويل.

وقالت ايرينا بوكوفا أمام القاعة التي كانت تغص بالحضور، إنه قد جرى اتخاذ تدابير « جذرية » وضرورية، في مدة تقل عن ستة أسابيع في نهاية العام الماضي، لاستيعاب عجز قدره 72 مليون دولار. وقد تحقق هذا عن طريق خفض كبير للنفقات وتحرير للموارد. على سبيل المثال، تمكنت المنظمة من توفير 4 ملايين دولار عبر خفض نفقات السفر، وتم خفض عدد المهام  التي كان المقرر إجراؤها في شهر كانون الأول/ديسمبر من 319 الى 70 مهمة. كما تم خفض العقود المؤقتة من 482 إلى 160 عقدا مؤقتا. و ألغيت عدة أنشطة أو تم تأجيلها. و أخيرا، تم استخدام صندوق رأس المال العامل بالكامل لسد ما تبقى من الفجوة.

في الوقت نفسه، تم انشاء صندوق ائتماني متعدد الجهات المانحة للاستخدام في هذه الحالة الطارئة. وتلقى هذا الصندوق حتى الآن أكثر من 25 مليون دولار من التبرعات وعدة ملايين من التعهدات. و لفتت المديرة العامة إلى أن تركيا هي أحدث دولة عضو تساهم في هذا الصندوق بتبرع -أعلن عنه هذا الصباح-   بمبلغ قدره 5 ملايين دولار. كما تلقى الصندوق حوالي 30 ألف دولار عبر التبرعات الفردية. وأعربت إيرينا بوكوفا عن شكرها الجزيل لجميع الذين أظهروا تضامنهم مع اليونسكو.

أما في ما يتعلق بفترة العامين التي ستبدأ الان، فأكدت المديرة العامة أن وقف التمويل من الولايات المتحدة وإسرائيل أسفر عن انخفاض ميزانية المنظمة  من 653 مليون دولار الى 465 مليون دولار، حيث اشارت الى أن تحقيق أهداف المنظمة خلال العام  2012-2013 مع خفض مالية بهذا الحجم، يتطلب تغييرا عميقا في الطريقة التي تعمل بها المنظمة.

وتحقيقا لهذه الغاية، فإن المديرة العامة تقوم حاليا بإعداد خارطة طريق سيتم عرضها على الاجتماع المقبل للمجلس التنفيذي الذي يبدأ يوم 27 شباط/فبراير القادم. ولفتت  المديرة العامة إلى أن هذه الخارطة تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية  و هي :

  • 1ـ التركيز على تنفيذ البرنامج وحماية دور المنظمة القيادي؛  
  • 2ـ السعي الى التوفير في التكاليف بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة؛
  • 3ـ تغيير طريقة عمل المنظمة بحيث تتحول من ثقافة المراقبة إلى ثقافة المساءلة.

ان فائدة خارطة الطريق  هي وضع أهداف محددة، بحيث يصبح تحقيقها ملزما على المديين القصير والمتوسط ​​، جنبا إلى جنب، مع مخطط لتطبيقهما بحلول نهاية عام 2012.

كما تم تشكيل فريق عمل مبادرات الكفاءة في اليونسكو بالاشتراك مع جمعيات الموظفين، وقد تم بالفعل اتخاذ بعض التدابير للتوفير الفوري، مثل خفض تكاليف السفر، و  خفض بنسبة 50 ٪ من المطبوعات،   و تبسيط العمليات التجارية، والتأكيد على التنفيذ الدقيق لمعايير توزيع  المكاتب، ومراجعة وإعادة التفاوض بشأن كافة ترتيبات التعاقد التجاري. فإن هذه التدابير وحدها تؤدي إلى تحقيق توفير يقدر بمبلغ 3.6 ملايين خلال فترة السنتين.

وشددت المديرة العامة على أن خطط العمل للسنتين القادمتين تحتاج بدورها إلى أن تعكس روح التقشف هذه. وبهدف الاستجابة لخفض إجمالي قدره 29 ٪، سيتم الاحتفاظ بنسبة 75 ٪ من جميع  وظائف البرنامج العادي الشاغرة في المقر وفي المكاتب الاقليمية، وسيتم مراجعة جميع الأنشطة المتوقعة في الأشهر الأولى من عام 2012 ، مع انخفاض السفر إلى الحد الأدنى، وسوف يطلب من جميع القطاعات والمكاتب تعبئة الموارد من خارج الميزانية، بما في ذلك ما يتعلق بالاجتماعات النظامية. وأكدت إيرينا بوكوفا أنها ستوافق على خطط العمل للأشهر الثلاثة الأولى لكنها ستراجعها باستمرار، وتكيفها حسب تطور الأوضاع.

وقالت المديرة العامة لمندوبي الدول الأعضاء إنها تأمل بالحصول على دعمهم الفعال لكافة الجهود التي تبذلها خلال الاجتماع القادم للمجلس التنفيذي في شهر شباط/فبراير، وأكدت أن « التضامن يجب أن يكون مرشدنا في هذه السيرورة كاملة ».  و في اختتام الاجتماع ، أوضحت إيرينا بوكوفا أن « هذه اللحظة هي فرصة لبناء منظمة أكثر فعالية مع تأثير أكبر وعمل أفضل، وبانسجام مع طموحات الولاية التي تضطلع بها المنظمة بالتزامن مع احتياجات القرن 21. » واختتمت بوكوفا مداخلتها: « يجب أن يكون هدفنا ‘اليونسكو مضاعفة’. »

وبعد مداخلة المديرة العامة، أعرب عدد من مندوبي الدول عن شكرهم ودعمهم لجهودها. كما جرى طرح عدد من الأسئلة، ولاسيما في ما يتعلق بالتوظيف ونسبة ميزانية الإنفاق على الموظفين إلى نسبة ميزانية الأنشطة، فاقترح البعض أن تغلق الوظائف الشاغرة بشكل دائم ، أو أن تخفض المناصب العالية. و اقترح آخرون خفض النفقات التي تتمتع بها الهيئات الإدارية والاجتماعات النظامية، وإعادة هيكلة قطاعات البرامج.

المصدر: اليونسكو

Print This Post