التكنولوجيا تزيد من اهتمام النساء الأميات بالتعلم

2014/09/16

تبين تجربة اليونسكو في السنغال أن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والانترنت والتلفزيون تجعل دورات محو الأمية أكثر جاذبية للنساء الأميات.

يقول آن تيريز ندونغ-جاتا، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في داكار، « لقد أثبتنا أن التكنولوجيا تزيد من اهتمام النساء الأميات بتعلم مهارات جديدة وتساعد على بناء ثقتهن بأنفسهن، وأنهن قادرات على قراءة وكتابة رسائلهن الخاصة واستخدام لوحة المفاتيح لتصحيح الجمل الخاصة بهن »، ويضيف « لدينا الآن فصول محو أمية حققت فيها المرأة التحول إلى استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر. لقد أصبحت عامل جذب، وتستقطب الكثير من الاهتمام ».

حزمة شاملة لمحو الأمية

تدير اليونسكو داكار/ السنغال، مشروع محو الأمية (PAJEF) منذ عام 2011، من خلال شراكة مثيرة للاهتمام بين الهياكل الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. ففصول محو الأمية تجري وجها لوجه لبعض المستفيدين، ولكن الغالبية من النساء يتعلمن من خلال أقراص الفيديو الرقمية والانترنت وتطبيقات الهاتف المحمول والبرامج التلفزيونية.

وهذا يسمح للنساء ليس فقط لتحسين مهارات محو الأمية لديهن ولكن أيضا مهارات تكنولوجيا المعلومات، فضلا عن التدريب على المهارات المهنية والحياتية، التي هي جزء لا يتجزأ من حزمة محو الأمية. ويتم منح الدعم المالي أيضا لكل فصل (عادة 30 شخص) لتطوير أنشطة مدرة للدخل.

شعور الحرية

ولكن لماذا التكنولوجيا مهمة للنساء للمشاركة؟

إحدى الإجابات التي قدمتها المتعلمات في مشروع (PAJEF) هي أن التكنولوجيا تمكنهن وتعطيهن الشعور بالحرية. فمعظم النساء لم يعدن في حاجة إلى مساعدة لإرسال الرسائل النصية وكتابة الأرقام على هواتفهن النقالة. وتسمح تطبيقات الإنترنت والهاتف المحمول فضلا عن فصول محو الأمية على التلفزيون لهن بالوصول إلى دورات محو الأمية والتعلم عندما يحلو لهن.

« في البداية كنت قلقة حول كل شيء عندما خرجت وقضيت وقتي في طرح الأسئلة. الآن أستطيع أن أكتب الأمور دون الحاجة إلى أي مساعدة « ، كما تقول، على سبيل المثال، مريم داف، التي تتابع فصول محوالأمية اليومية على شاشات التلفزيون. « أود أن أخذ كراستي وقلمي وأتابع الدرس على شاشة التلفزيون، وبعد ذلك يمكنني أن أعود إلى أعمالي المنزلية. »

ويشمل مشروع (PAJEF) عدة طرق مبتكرة لاستخدام التكنولوجيا في توفير برامج محو الأمية:

الصف الرقمي

تم تجهيز مائتي فصل دراسي مع عدة رقمية  (ما يسمى عدة سانكور)، التي تضم جهاز حاسوب محمول، وجهاز اشعاع تفاعلي، وقلم لمس أشعة تحت الحمراء الذي يستخدم في الكتابة على لوحة رقمية. وتشمل هذه العدة برمجيات مكيفة للمستخدمين، صممت لتشجيع المزيد من المشاركة واستبقاء المعارف وبالتالي تعزيز نهج تعلم نشط عوضاً عن السلبي.

استخدام الهواتف النقالة والتلفزيون في الفصول الدراسية

بفضل شراكة مع (RTS)، ومحطة التلفزيون الوطنية السنغالية، التلفزيون هو أيضا سمة رئيسية في الفصول الدراسية، مع مختلف البرامج الأخبارية والتعليمية التي تستخدم خلال الحصص. وهذا يضمن أن النساء في برنامج محو الأمية (PAJEF) لا يُحسن فقط مهاراتهن في القراءة والكتابة الأساسية، ولكن أيضا التعلم عن التغذية والصحة والبيئة وغيرها من القضايا الهامة.

الفصول على الانترنت

لقد تم إنتاج دورات التعلم عبر الإنترنت باستخدام نهج يسمى « Alfa-omedia ». أنه يسمح للمستخدمين بالتعلم باللغة الفرنسية وعدة لغات محلية وفق ايقاعهم الخاص، فضلا عن تتبع تقدمهم واختيار دروسهم. كما أنه متاح للهواتف المحمولة ويمكن تثبيته على الهواتف النقالة للسيدات. وهو مصمم للاستخدام دون انترنت.

محو الأمية من خلال البرامج التلفزيونية

يتم بث دورة محو الأمية مدة 10 دقائق طوال أيام الأسبوع كجزء من برنامج تلفزيوني شعبي للنساء. ويسمى البرنامج (ربة البيت) ويتم بثه خلال النهار على التلفزيون الوطني. ويتضمن جزء محو الأمية مقدمة، وجزء تربوي مع درس قراءة وكتابة أو حساب، وعرض صغير عن كيفية وضع الدرس موضع التطبيق في الحياة اليومية. ويتم بث هذه المقاطع باللغة المحلية « الولوف ». كما يتم أيضاً بث برنامج تلفزيوني أخر بلغة « الولوف »، هو (الوقت ليس متأخراً أبداً للتعلم).

نموذج للبلدان الأخرى

يجري حاليا النظر لمشروع (PAJEF) كاستراتيجية لتسريع محو الأمية الوطنية مع تحقيق قفزات كبيرة. وبعد النتائج المشجعة التي تم الحصول عليها في السنغال، أعلنت اليونسكو تمديد المشروع إلى كينيا ونيجيريا، مع إطلاق نيجريا لمشروع محو أمية مماثل في مارس 2014. كما أظهرت غامبيا أيضا اهتماماً بتطبيق المشروع، وابدت مزيداً من الدول، بما في ذلك باكستان وناميبيا، اهتماماً بمعرفة المزيد عنه.

مشروع محو الأمية هو شراكة بين الحكومة السنغالية واليونسكو وشركة القطاع الخاص المتعددة الجنسيات « بروكتر و قامبل ».

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post