التعليم من أجل التنمية المستدامة: 1 مفاهيم ومحاور

2014/08/18

ماذا لو استفاد كل شخص من تعليم لتعزيز التنمية السليمة بيئياً والمنصفة اجتماعياً والمراعية للثقافة والعادلة اقتصادياً؟

ماذا لو كان التعليم يتعلق بالمعرفة وأيضاً بالعمل والوجود والحوار مع الآخرين وتغيير العالم؟

ماذا لو كان التعليم النظامي ممتعاً وعملياً وذا صلة بالحياة خارج المدرسة، ويعالج في الوقت ذاته مشاكل عالمنا؟

ماذا لو استفاد كل شخص من فرص حقيقية للتعلّم مدى الحياة في أماكن العمل وفي المجتمع المحلي؟

ماذا لو أعدت النظم التعليمية الدارسين كي ينضموا إلى صفوف القوى العاملة، وكي يتصدوا لأي أزمة من الأزمات، ويتحلوا بالمرونة، ويصبحوا مواطنين مسؤولين، ويتكيفوا مع التغير، ويتعرفوا على المشاكل المحلية ذات الجذور العالمية ويصلوا إلى حلول لها، ويتعاملوا مع الثقافات الأخرى باحترام، ويوجدوا مجتمعاً يتسم بالسلام والاستدامة؟

لو أمكننا ذلك، لوجهنا التعليم إلى إيجاد مستقبل أكثر استدامة.

ولو كانت هذه هي رؤيتك للتعليم في القرن الحادي والعشرين، فلتنضم إلينا في مسعانا الضخم للتعليم من أجل التنمية المستدامة.

ثلاثة مصطلحات وهدف واحد

تستخدم على نحو متكرر ثلاثة مصطلحات – التنمية المستدامة، والتعليم من أجل التنمية المستدامة، وعقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة. ولهذه المصطلحات الثلاثة هدف واحد – إيجاد عالم أفضل للجيل الحالي وللأجيال القادمة لكل الكائنات الحية على كوكب الأرض.

وتسعى التنمية المستدامة إلى تلبية احتياجات الحاضر دون إهمال احتياجات الأجيال القادمة. والتنمية المستدامة رؤية للتنمية تنطوي على احترام كل أشكال الحياة – البشرية وغير البشرية – والموارد الطبيعية، فضلاً عن مراعاة شواغل أخرى مثل الحد من الفقر والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والتعليم للجميع والصحة والأمن البشري والحوار الفكري.

ويرمي التعليم من أجل التنمية المستدامة إلى مساعدة الناس على أن تكون لديهم المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة والتصرف على أساسها لتحقيق ما يعود عليهم أنفسهم وغيرهم بالفائدة، الآن وفي المستقبل. والتعليم من أجل التنمية المستدامة يساعد مواطني العالم على التعلّم من أجل الوصول إلى مستقبل مستدام.

ويسعى عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة (2005-2014)، الذي تقوم اليونسكو فيه بدور الوكالة الرائدة، إلى إدماج مبادئ التنمية المستدامة وقيمها وممارساتها في جميع جوانب التعليم والتعلّم بهدف معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية التي نواجهها في القرن الحادي والعشرين.

ما المقصود بالتعليم من أجل التنمية المستدامة؟

-  إنه تعليم يمكّن الدارسين من اكتساب ما يلزم من تقنيات ومهارات وقيم ومعارف لضمان تنمية مستدامة؛

-  تعليم يتيسَّر للجميع الانتفاع بمختلف مستوياته، أيا كان السياق الاجتماعي (البيئة العائلية والمدرسية، وبيئة مكان العمل، وبيئة الجماعة)؛

-  تعليم يُعِدّ مواطنين يتحملون مسؤولياتهم، ويشجع على الديمقراطية من حيث يمكّن جميع الأفراد والجماعات من التمتع بكل حقوقهم إلى جانب قيامهم بجميع واجباتهم؛

-  تعليم يدخل في منظوره التعلم مدى الحياة؛

-  تعليم يضمن تفتح آل شخص تفتحا متوازنا.

محاور التعليم من أجل التنمية المستدامة
للتعليم من أجل التنمية المستدامة أربعة محاور أو مجالات تركيز:
1) تحسين فرص الحصول على التعليم الأساسي الجيد والحفاظ عليه
تسجيل الفتيات والفتيان في التعليم الأساسي الجيد والاحتفاظ بهم مهم لرفاه الأفراد في حياتهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه. ينبغي أن يركز التعليم الأساسي على اكتساب المتعلمين المعارف والمهارات والقيم ووجهات النظر التي تشجع سبل العيش المستدامة ودعم المواطنين ليعيشوا حياة المستدامة.
2) إعادة توجيه البرامج التعليمية القائمة لمعالجة الاستدامة
إعادة النظر ومراجعة التعليم من مرحلة الطفولة المبكرة إلى الجامعة لتشمل المعارف والمهارات ووجهات النظر والقيم المتعلقة بالاستدامة أمر ضروري. يحتاج طلاب اليوم ليكونوا قادرين على حل مشاكل الغد. للأسف، نادرا ما وجدت مثل هذه الحلول ضمن الكتب المدرسية والممارسات التعليمية الحالية. وبالتالي، يجب على الطلاب أيضا تطوير الإبداع ومهارات حل المشاكل لخلق مستقبل أكثر استدامة.
3) زيادة فهم الجمهور والوعي بالاستدامة
تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب مواطنين على دراية بالاستدامة والإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف الاستدامة. ويحتاج هؤلاء المواطنين لمجتمع مثقف على نطاق واسع ووسائل إعلام مسؤولة ملتزمة بتشجيع التعلم مدى الحياة في جمهور مطلع ونشط.
4) توفير التدريب
يمكن لجميع قطاعات المجتمع أن تسهم في الاستدامة. يتعين على كل من موظفي القطاع العام والخاص تلقي تدريب حرفي ومهني مستمر غُرس مع مبادئ الاستدامة، حتى يتسنى لجميع قطاعات القوى العاملة الوصول إلى المعرفة والمهارات اللازمة لاتخاذ القرارات وأداء عملهم بطريقة أكثر استدامة.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post