التصميم الإبداعي من أجل التنمية المستدامة

2014/03/2

تنظم اليونسكو مؤتمراً دولياً بشأن الصِلات والإسهامات التي تربط التصميم الإبداعي بالتنمية المستدامة في يومي 3 و4 مارس 2014، وذلك بالتعاون مع مدينة شينجين (الصين) التي عيِّنت مدينة مبدعة في مجال التصميم. ويرمي هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على تجارب مدن التصميم التي تشهد نمواً مستداماً في إطار شبكة اليونسكو للمدن المبدعة .

ويتمثل أحد تحديات القرن الحادي والعشرين في تنمية المناطق الحضرية بطريقة سليمة بيئياً. ويستلزم ذلك المضي قدماً في ترشيد الأسلوب المعتمد لتنظيم الأماكن الحضرية، واستحداث وسائل نقل تصدر القليل من انبعاثات الكربون، واستخدام تكنولوجيات ابتكارية غير مضرة بالبيئة. ويقع مفهوم التصميم، الذي يجسد عملية تساعدنا على إعادة التفكير في أي تصوّر أو ابتكار، في محور هذه الاستراتيجيات. فمن شأن التصميم، بحكم أبعاده الجمالية والصناعية، أن يقدّم حلولاً تفضي إلى تحسينات طويلة الأجل في الممارسات الاجتماعية المؤثرة في البيئة. ويُعد دمج التكنولوجيات الخضراء على نحو فعال في بيئة مؤاتية عن طريق تحقيق التوازن بين الجوانب الجمالية والاستخدامات البيئية أحد أبرز التحديات المعاصرة المرتبطة بالمناطق الحضرية. وسوف تتم مناقشة كل هذه المسائل خلال المؤتمر المعنون « التصميم الإبداعي من أجل التنمية المستدامة »، الذي سينظَّم بالتعاون مع مدينة شينجين (الصين) في إطار الفريق المعني بالتصميم في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة.

وسيشهد المؤتمر مشاركة متحدثين يمثلون عدداً من المدن ويعملون في قطاعات الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري والصناعة، وسيركز على العديد من التجارب والاقتراحات التي تستند إلى نهوج ابتكارية وشاملة لجميع فئات المجتمع في مجال « الثقافة والتنمية »، تتعلق بتجديد الأماكن الحضرية العامة باستخدام الثقافة. وسيناقش المشاركون في إطار خمس جلسات عدداً من المسائل البالغة الأهمية مثل أنشطة الابتكار والصون التي تكفل العيش المستدام في المناطق الحضرية، ودور الصناعات الثقافية والإبداعية في المدن الخضراء المستقبلية، وأهمية التكنولوجيات والبنى الأساسية الإبداعية (المياه والمرافق الصحية والأمن الغذائي) بالنسبة إلى التنمية الحضرية المستدامة، والقيود والتحديات المرتبطة بعملية تصميم نظم نقل ابتكارية.

ونجحت مدن التصميم التابعة لليونسكو في أن تصبح منابر ومراكز معروفة دولياً في مجال التصميم بفضل عدة عوامل هي التميز التكنولوجي، والتنوع الثقافي، وقوة الروابط بين التصميم والمجالات الصناعية الأخرى، والربط الشبكي على الصعيد الدولي.

وستقدَّم خلال المؤتمر دراسات حالات عن المدن التي تصدت للأزمة الصناعية بفعالية عن طريق تنمية قطاع التصميم، ومنها مدينة سان إتيين (فرنسا) التي شهدت تحولاً كبيراً بفضل الحدث الخاص بالتصميم الذي تنظمه مرة كل سنتين، وكذلك بفضل مدارسها وشركاتها الناشئة وتدابير التجديد الحضري التي اتخذتها في العديد من أحيائها. وسوف تقدَّم في المؤتمر أيضاً أمثلة على « المدن الصديقة للبيئة » مثل مدينة « مصدر » (أبو ظبي) التي تُعد أول مدينة خالية من الكربون والنفايات في العالم. وسيوفر المؤتمر فرصة لتحليل عملية إنعاش المدن في إطار شبكة اليونسكو للمدن المبدعة (برلين، وبوينس آيرس، وغراز، ومونتريال، وناغويا، وكوب، وبيجين، وشينجين، وشنغهاي، وسيول، وسان إتيين) من حيث الاستدامة الثقافية والبيئية، الأمر الذي سيساعد المشاركين على تحديد مجالات للنمو والمشاركة في سياق البيئة الهشة الراهنة التي تكتنفها الأزمات والمخاطر العالمية. وتتمثل إحدى النتائج المتوقعة من المؤتمر في إنشاء مركز تفكير قادر على وضع حلول جديدة وتبادلها على الصعيد الدولي.

المصدر: اليونسكو

Print This Post