الاستدامة تبدأ بالتعليم

2014/01/30

إن خلق مجتمعات مستدامة ومرنة هو التحدي المتزايد لدول في جميع أنحاء العالم. ولإظهار الدور الهام للتعليم في الشروع لتغيير مستمر لما بعد عام 2015، نظمت اليونسكو، وجمهورية الدومينيكان وجمهورية موريشيوس حلقة نقاش بشأن تعليم تغير المناخ من أجل التنمية المستدامة خلال الاجتماع السابع لفريق العمل عن أهداف التنمية المستدامة الذي انعقد في 10 يناير في مدينة نيويورك/ الولايات المتحدة الأمريكية.

شدد مدير مكتب اليونسكو في نيويورك السيد (فيبيك جانسون) في كلمته الافتتاحية لحلقة العمل هذه بقوله:  » أن التصدي لتغير المناخ يتطلب العمل المشترك ومسؤولية كل مواطن من العالم. ويتطلب تغيير طريقة التفكير والاتجاهات وإعادة النظر في انماط الاستهلاك والانتاج غير المستدام. ويتطلب أيضاً توفير التعليم والتدريب للشباب لوظائف منتجة ».

ويعتقد عضو فريق من المجلس الوطني لتغير المناخ و « ألية التنمية النقية » السيد (دانيال أبرو)، من جمهورية الدومينكان، أنه ينبغي تمكين السكان للانخراط في حلول تغير المناخ، وأن الفصول الدراسية ونظام التعليم هما المكان المناسب لتعزيز هذا التغيير. وأضاف أن جمهورية الدومينيكان قامت بتدريب 400 معلم لأكثر من 20 ألف تلميذ في سنة واحدة.

وأكد السيد أبرو في حديثه، على أن التركيز على الأنشطة العملية التي تدعم الأطفال والأخذ بعين الاعتبار، السلوكيات والمواقف المستدامة، وهذا البرنامج ألهم اهتماماً كبيراً بين بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى؛ وأن مجرد المعرفة حول مشاكل تغير المناخ لا يحل المشكلة، وأضاف بقوله  » إننا ندفع الى الأمام لوجود حلول ». وتم تحديد الهدف التالي، وأنه سيتم تدريب 4000 معلم إضافي بحلول عام 2015. وفي عام 2014، سوف تطلق اليونسكو برنامجاً مماثلاً في كوبا.

وقدم نائب المدير العام لقسم العلوم والتكنولوجيا والبيئة السيد ( لو ترونغ هونغ) في وزارة التربية والتعليم والتدريب في فيتنام، مثالاً عن الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص في فيتنام. وفي عام 2013، انضم الى وزارة التربية والتعليم والتدريب اليونسكو وشركة سامسونج لتقوية التعليم من أجل التنمية المستدامة. وشدد السيد هونغ على أن المجتمعات المحلية تعتبر لاعباً أساسياً في التعليم من أجل التنمية المستدامة في فيتنام. وأضاف بقوله أن هذا هو السبب في أن تطور الشراكة لم تطور المواد الدراسية التدريبية للتعليم الالكتروني للمعلمين فقط، ولكنها ركزت العمل على المجتمع المدرسي ككل. وقال السيد هونغ أن هذا يساعد المجتمعات المحلية على تطوير خطة عمل خاصة بها عن التعليم والتنمية المستدامة ـ وهناك خمسة مجتمعات قد قامت بهذا في المنطقة التجريبية.

وخلال المناقشات التي جرت في هذا الاجتماع، تم تسليط الضوء على قوة عمل الشباب بشأن تغير المناخ، وتوعيتهم بكيفية استخدام الموارد بحكمة، والحد من استخدام المواد البلاستيكية.

وقدم ممثل جمهورية موريشيوس لجعل بلاده نموذجاً للتنمية المستدامة كأولوية وطنية. وتركز سياسة موريشيوس على التعليم باعتبارها واحدة من الأركان الخمسة للتنمية المستدامة السائدة. قاد جزيرة موريشيوس عام 2012 برنامج اليونسكو لتعليم تغير المناخ؛ وترغب جمهورية موريشيوس بتحقيق محو الأمية كلياً بحلول عام 2020، وأن تكون مركزاً معترف به دولياً لتحقيق التنمية المستدامة. وشدد السيد (عثمان محمد) الرئيس التنفيذي لجزيرة موريشيوس على كيفية تمكين الناس من جميع الأعمار ليكونوا مسؤولون عن خلق مستقبل مستدام، وأن قطاع التربية  ينبغي أن يكون المسؤول الأول في المجتمع لجعل مستقبل مستدام للجميع.

سلط الضوء الأمين العام للجنة الوطنية اليابانية لليونسكو، على أهمية المؤتمر العالمي لليونسكو حول البيئة والتنمية المستدامة والذي سينعقد في مدينة « أيشي ناغويا » / اليابان في شهر نوفمبر 2014، وأن هذا المؤتمر العالمي هو أكثر من مجرد لقاء للتعليم؛ بل أنه سيوفر محفلاً هاماً للتفكير في إعادة توجيه التعليم.، مؤكداً أن التعليم هو عنصر أساسي لجدول أعمال ما بعد عام 2015.

ومن المتوقع أن ينطلق في المؤتمر العالمي لليونسكو برنامج العمل الدولي بشأن البيئة والتنمية المستدامة ومتابعة عقد الأمم المتحدة (2014ـ2015) « التعليم من أجل التنمية المستدامة » هذا العام أثناء انعقاد المؤتمر في اليابان.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post