الاحتفال لأول مرة باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

2014/11/2

لقد قُتل ما يربو على 700 صحفي خلال العقد الماضي بسبب قيامهم بأنشطتهم المهنية الخاصة بتوفير المعلومات للجمهور. وكانت أغلب هذه الاغتيالات تتم عن عمد وتُرتكب انتقاماً من الصحفيين الذين يبلغون عن الممارسات الإجرامية والفساد. ولم يجر تحقيق بشأن تسعين في المائة من هذه الجرائم، وذلك إما لعدم كفاية الموارد أو لغياب الإرادة السياسية.

إن عدم التصدي بالوسائل القضائية لهذه الجرائم إنما يعني أن الكثير من الذين يحرضون على ارتكابها وينفذونها سيكون لهم مطلق الحرية في معاودة القيام بهذه الممارسات متى رسخ في أذهانهم أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الاجتماعية يهددون مصالحهم.

وجدير بالذكر أن اليونسكو ستحتفل في يوم الأحد 2 نوفمبر، مع وشركائها في منظومة الأمم المتحدة وفي المجتمع المدني، باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وذلك للفت انتباه العالم إلى هذا الوضع المقلق الذي يحد من إمكانات الصحفيين في أداء عملهم وينال من حق الجمهور في الحصول على المعلومات. وقد تقرر إعلان هذا اليوم بموجب قرار « سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب » الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي.

وسوف يقام في هذه المناسبة العديد من الاجتماعات والندوات ومناقشات فرق رفيعة المستوى، وذلك يوم الاثنين والثلاثاء المقبلين (3 و4 نوفمبر). كما ستستضيف اليونسكو، بالتعاون مع عدد من الدول الأعضاء، ولاسيما الأرجنتين والنمسا وكوستاريكا وفرنسا واليونان وتونس، مناقشة فريق، وذلك في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. وفي ستراسبورغ، ستشارك اليونسكو في تنظيم فعاليتين مع مجلس أوروبا والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين الأوروبيين ومركز حرية الإعلام الذي يتخذ مقره في المملكة المتحدة، فضلا عن جامعة شيفيلد (المملكة المتحدة). كما ستقام فعاليات وطنية في كل من تونس ونيجيريا وغانا.

وتجدر الإشارة إلى أن إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، ستقوم خلال هذا الشهر بتوفير معلومات مفصلة حول التحقيقات الجارية بشأن جرائم القتل المرتكبة ضد الصحفيين، وذلك عندما تقدم التقرير الرابع عن سلامة الصحفيين ومخاطر الإفلات من العقاب إلى المجلس الدولي الحكومي لليونسكو المعني بالبرنامج الدولي لتنمية الاتصال (باريس، 20 ـ 21 نوفمبر).

إن حرية التعبير وحرية الصحافة هما في صميم رسالة اليونسكو منذ تأسيسها. فالميثاق التأسيسي للمنظمة يقتضي منها « تعزيز حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة ». وتصدر المديرة العامة بيانات بشأن كل جريمة قتل ترتكب ضد العاملين في وسائل الإعلام عندما يتم إبلاغها بها، وذلك سعياً لزيادة الوعي بشأن هذه المشكلة ولتشجيع الدول على معاقبة المسؤولين عن ارتكاب مثل هذه الجرائم. كما ناصرت المنظمة قضية حرية الصحافة في منظومة الأمم المتحدة، مما أدى إلى اعتماد خطة الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب. وسوف يُقدَّم تقرير عن تنفيذ خطة العمل إلى اجتماع مشترك بين الوكالات المعنية في جنيف للنظر فيه.

وقبل اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، قامت اليونسكو وبرنامج الإنترنت « Visual.ly » بإطلاق مسابقة بالرسوم البيانية أفضت إلى وضع رسوم مبتكرة وقوية عن مسألة الإفلات من العقاب. وتتوافر رسوم بيانية باللغات الإنجليزية والإسبانية والروسية والصينية والعربية والفرنسية يمكن لوسائل الإعلام تنزيل نسخ منها واستخدامها مجاناً في نشرات مطبوعة، شريطة أن تذكر اسم من صممها فوتوغرافياً واليونسكو، وأن تضع علامة @UNESCO على برامج وسائل الإعلام الاجتماعية.

وبهذه المناسبة، أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا البيان التالي:

إن حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان لا غنى عنه لصون الكرامة الإنسانية، ولسيادة القانون وللحكم الرشيد. ففي أزمنة التحوّلات التي نشهدها الآن، من المهم بوجه خاص تزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرارات واعية بشأن حياتهم ومجتمعاتهم.

لهذا، فإننا نعتمد على الصحفيين ووسائل الإعلام جنباً إلى جنب مع منتجي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يمارسون الصحافة. لكن سلامتهم غير مضمونة، فهم يواجهون التهديدات والمضايقات والعنف، وحتى الموت.

إن الخطر المحدّق كبير، ففي المعدّل يُقتل صحفي واحد كل أسبوع. وفي حين تشمل حالات القتل مراسلين أجانب، فإن الغالبية العظمى من الضحايا هم محليون، يقومون بتغطية أحداث محلية، ويعيشون في بيئة تسودها ظاهرة الإفلات من العقاب، وهذا يتيح للجناة فرصة الاستمرار في اعتداءاتهم دون رادع، مما يقف حائلاً دون التدفق الحرّ للمعلومات. إنّ الضرر الناتج عن الإفلات من العقاب خطير، إذ أنه يقود إلى ممارسة رقابة ذاتية خوفاً من الانتقام، وهذا بدوره يحرم المجتمع من مصادر المعلومات الهامة.

لقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 2013 أن 2 نوفمبر هو « اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين »، لرفع مستوى الوعي بشأن التحدي المتمثل في الإفلات من العقاب واتخاذ خطوات عملية ضده،. ويصادف هذا اليوم ذكرى اغتيال الصحفيين « جيسلين دوبون » و « كلود فيرلون » في مالي بتاريخ 2 نوفمبر 2013. لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليونسكو بوصفها الوكالة الرائدة في منظومة الأمم المتحدة لأنشطة هذا اليوم التي تقام بالتعاون مع جميع الشركاء المعنيين. وهذا هو هدف « خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب » التي تقودها اليونسكو، والتي تجمع بين وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع الدولي والمجتمع المدني لتحقيق تقدم حقيقي على الأرض.

وفي هذا اليوم الدولي الأول لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أناشد جميع الحكومات إجراء تحقيق سريع وشامل في كل مرة يُقتل فيها صحفي، وأناشد جميع الشركاء أن يوطدوا التعاون لتعزيز سلامة الصحفيين.

يجب عدم السماح بالإفلات من العقاب، وفي يوم 2 نوفمبر، يجب أن نقف معاً لنضمن لكل صحفي تمكّنه من أداء عمله بأمانة.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post