الاجتماع التاسع للجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية الرقمية

2014/04/8

افتتحت المديرة العامة لليونسكو الاجتماع التاسع للجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية الرقمية يوم 23 مارس بدبلن/إيرلندا، بحضور الرئيس الرواندي بول كاغامي، والسيد كارلوس جارك، من مؤسسة كارلوس سليم، وكذلك نائب الرئيس حمدون توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، وقد استضاف الاجتماع السيد دنيس أوبراين، رئيس ديجيسيل، في دبلن .

وركز الاجتماع التاسع للجنة على التقدم الذي أحرزته البلدان في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وأهمية الاعتراف بالنطاق العريض في جدول أعمال التنمية المستدامة العالمية الجديدة التي سيتم وضعها لما بعد عام 2015. وتناولت المناقشة أيضا أهمية النطاق العريض في المناطق الريفية لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة .

وقالت المديرة العامة في كلمتها « رؤيتنا تتجاوز مجرد الدعوة لشبكات وخدمات النطاق العريض »، وأن « هذه هي الرؤية التي تمكن النطاق العريض من أن يكون مسرع لنمو شامل ومستدام – فتح مسارات جديدة لخلق و تبادل المعرفة، من أجل توسيع فرص التعلم، وتعزيز حرية التعبير »، وتابعت « ولكن هذا لا يحدث من تلقاء نفسه، بل إنه يتطلب الإرادة والقيادة، وهذا هو سبب أهمية اللجنة ».

وأكدت إيرينا بوكوفا، التي كانت برفقه نائب المديرة العامة لليونسكو، السيد غيتاشيو انجيدا، على أهمية عمل اللجنة في تشكيل جدول أعمال جديد طموح للتنمية المستدامة العالمية، خصوصا بالنسبة لجودة التعليم، ولاسيما من أجل تمكين الفتيات والنساء. كما قالت السيدة بوكوفا « واسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى على أهمية المساواة بين الجنسين « ، و »نحن بحاجة إلى تمكين الفتيات والنساء مع ومن خلال التكنولوجيات الجديدة « .

وفي هذا الصدد، رحبت إيرينا بوكوفا بالمفوض الجديد، السيدة فومزيل ملامبو نكوكا، المدير التنفيذي لنساء الأمم المتحدة، وأكدت على أهمية شراكة اليونسكو العالمية لتعليم الفتيات والمرأة في الآونة الأخيرة، وهو أسبوع اليونسكو للتعلم بالنقال.

وبخصوص جدول أعمال ما بعد عام 2015، أكدت المديرة العامة على أهمية تعزيز تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الجديدة كممكّن للتنمية الأكثر شمولا واستدامة. وسلطت الضوء على عمل معهد اليونسكو للإحصاء في تحديد مقاييس التعلم لفهم جودة التعلم بشكل أفضل.

وفيما يخص المؤشرات، قالت إيرينا بوكوفا « يجب علينا أن نفهم، ليس فقط معدلات انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولكن تأثيرها على التعليم وعلى الصحة وعلى المجالات الرئيسية الأخرى للتنمية المستدامة. هذا يتعلق بدعم حقوق الإنسان والكرامة للدمج والنمو المستدام للمجتمع ككل ».

النطاق العريض يمكن أن يحل فجوة التنمية العالمية

أكد اجتماع لجنة النطاق العريض للأمم المتحدة على أنه لابد من الاعتراف بالنطاق العريض كممكّن حيوي للتنمية في إطار التنمية المستدامة للأمم المتحدة بعد عام 2015. فالوصول إلى النطاق العريض يمكن أن يكون محفزاً عالمياً لدفع البلدان النامية للخروج من الفقر، ويضع الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية الأساسية في متناول الجميع. وكررت اللجنة دعوتها للمجتمع الدولي للاعتراف بالقوة التحويلية للشبكات عالية السرعة، والتأكد من تضمين أهداف إدماج النطاق العريض، وبشكل خاص في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بعد عام 2015. كما حثت الحكومات وهيئات التمويل الدولية إلى العمل على إزالة الحواجز الحالية للاستثمار. فعلى الصعيد العالمي، يقدر أن 95 % من البنية التحتية للاتصالات هي ممولة من القطاع الخاص، ولكن هناك حاجة ماسة إلى حوافز أفضل حتى يتوسع الاستثمار تماشيا مع النمو الهائل القادم من المستخدمين المتصلين، وما يسمى تيارات بيانات  » انترنت الأشياء « .

ومن المتوقع أن تزداد عدد الأجهزة المتصلة في أكبر 200 مدينة في العالم من متوسط ​​قدره 400 جهاز لكل كيلومتر مربع إلى أكثر من 13 ألف جهاز لكل كيلومتر مربع بحلول عام 2016.

واللجنة التي أنشئت في عام 2010، يرأسها الرئيس الرواندي بول كاغامي والمكسيكي كارلوس سليم حلو، مع الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور حمدون توريه، والمديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، كنواب رئيس، وتضم بعض أبرز زعماء العالم من قطاع التكنولوجيا، والحكومات، والأوساط الأكاديمية، ووكالات الأمم المتحدة، اجتمعت في دبلن بدعوة من دينيس أوبراين، رئيس مجموعة ديجيسيل، وأحد الأعضاء المؤسسين للمجموعة، هي هيئة دعوة عالية المستوى تركز على الاستراتيجيات التي  تجعل النطاق العريض أكثر إتاحة وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على تسريع التقدم نحو أهداف الأمم المتحدة الإنمائية الثمانية للألفية.

وقال أوبراين، الذي تقدم شركاته خدمات الهاتف النقال في بعض البيئات الأكثر تحديا في العالم والبلدان المحرومة، مثل هايتي وبابواغينيا الجديدة، إن « الدواء الشافي للفقر البشري الذي طال انتظاره قد أصبح أخيراً في متناول أيدينا في شكل شبكات النطاق العريض التي تمكن جميع البلدان لتأخذ مكانها في الاقتصاد العالمي، والتغلب على الحواجز التقليدية مثل القيود الجغرافية واللغة والموارد « . وللإسراع في بدء تنفيذ النطاق العريض، دعا أوبراين الحكومات إلى تخفيض رسوم ترخيص الطيف، ودعا إلى إنشاء مؤشر  » بطل الدوري » الذي يتعقب أفضل الممارسات في مجال استثمار ونشر النطاق العريض.

وفي كلمته الترحيبية، أشار الرئيس الرواندي كاغامي إلى أن النطاق العريض وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن يحقق المزيد من الكفاءة في التعليم، والصحة، والمالية، والخدمات المصرفية وغيرها من القطاعات. وقال، « في رواندا، يستند نموذج النطاق العريض التي اعتمدناه على شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص، مسترشد بما يعمل على أرض الواقع، ولقد سمح هذا النطاق العريض وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الاستمرار في لعب دور هام في التقدم الذي أحرزناه نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ». وتنفذ رواندا حاليا شبكة 4G للنطاق العريض المتنقلة على الصعيد الوطني من خلال شراكة القطاعين العام والخاص.

كما حث كاغامي أعضاء اللجنة على تجاوز البنية التحتية والعمل على ضمان استخدامها؛ « كان تركيزنا الأولي على الاتصال، لوضع البنية التحتية والأدوات في مكانها لتوصيل المواطنين بالعصر الرقمي. من الآن فصاعدا، نحتاج أن نركز جهودنا لإطلاق العنان للاستخدام الذكي للنطاق العريض لمساعدة الناس على استخدام الخدمات بالسبل التي من شأنها تحسين حياتهم بشكل كبير ».

إن الإقبال على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات آخذ في التسارع في جميع أنحاء العالم، مع الاعتراف بالنطاق العريض المتنقل، كأسرع تكنولوجيا نمواً في تاريخ البشرية. فعدد اشتراكات الهاتف المحمول الآن يساوي تقريبا مجموع سكان العالم البالغ عددهم سبعة مليارات، في حين أن أكثر من 2.7 مليار شخص يستخدمون الانترنت. كما أن اشتراكات النطاق العريض المتنقل النشط تتجاوز الآن 2.1 مليار – أعلى ثلاث مرات من اتصالات النطاق العريض السلكية في جميع أنحاء العالم التي تبلغ 700 مليون. والمشجع أكثر، أن هذا التقدم حدث في العالم النامي، الذي شكل 90 % من صافي الإضافات العالمية للنقال الخلوي و 82 % من صافي الإضافات العالمية الجديدة من مستخدمي الإنترنت منذ أوائل عام 2010، عندما تم تشكيل اللجنة.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، الدكتور حمدون توريه، « إن هذا يترجم إلى 820 مليون مستخدم جديد للانترنت وملياري مشترك جديد للنطاق العريض المتنقل في البلدان النامية في غضون أربع سنوات فقط « . كما حث السيد توريه أعضاء اللجنة على النظر في تحديد نطاق عريض لإطار تسريع الأهداف الإنمائية للألفية الذي يمكن أن يعرض على الأمين العام للأمم المتحدة للمصادقة عليه في الاجتماع القادم للجنة في نيويورك في سبتمبر المقبل قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال السيد توريه « للمرة الأولى في التاريخ، يعطينا النطاق العريض القوة للقضاء على الفقر المدقع، ووضع كوكبنا على مسار جديد للتنمية المستدامة ».

في عام 2011، وضعت اللجنة أربعة أهداف طموحة لسياسة النطاق العريض والوصول. وأضاف الاجتماع السابع للجنة الذي عقد في مدينة مكسيكو في مارس 2013 الهدف الخامس « المساواة بين الجنسين في الوصول إلى النطاق العريض بحلول عام 2020″، والذي يهدف إلى معالجة الاختلالات بين الجنسين في الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ».

بالإضافة إلى النطاق العريض وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، غطى جدول أعمال اجتماع دبلن الدور المتغير لمشغلي الاتصالات ومزودي المحتوى، وحلول مبتكرة لتنفيذ النطاق العريض في المناطق الريفية. وتضمن اللقاء أيضاً اجتماعاً لمجموعة العمل عن التمويل والاستثمار المشكلة حديثاً، الذي عقد يوم السبت 22 مارس. كما ناقش أعضاء اللجنة الحاجة الملحة لوضع استراتيجيات جديدة لتمويل استثمارات جديدة ضخمة في شبكات الاتصالات اللازمة للتعامل مع الزيادة الضخمة المتوقعة في حجم البيانات المتنقلة.

وأشار كارلوس جارك، الذي حضر الاجتماع بصفته ممثلاً للسيد كارلوس سليم إلى أن « الأهداف الإنمائية للألفية تشكل تحقيقاً لحقوق الإنسان الأساسية لآلاف الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم »، وإلى أن الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة الناشئة هي الأساس للقضاء على الفقر المدقع في العقد الثالث من هذا القرن الجديد. والحقيقة أن النطاق العريض يمكن أن يقدم مساهمة هائلة نحو تحقيقها. ولكن تحتاج البنية التحتية للاتصالات في العديد من البلدان الآن إلى أن تتضاعف كل عام،  حيث لا يواجه أي قطاع آخر تحديا استثمارياً مالياً مماثلاً. نحن بحاجة إلى تحديد نماذج تشغيل وتمويل جديدة قابلة للحياة ».

في الاجتماع الثامن للجنة في نيويورك في سبتمبر 2013، أصدرت المجموعة الطبعة الثانية من تقريرها العالمي لإنتشار النطاق العريض، بعنوان: حالة النطاق العريض 2013: تعميم النطاق العريض، الذي يعرض ترتيب البلدان، بلداً بلداً، على أساس الوصول والقدرة على تحمل التكاليف لأكثر من 160 بلداً.

ـ رابط: للاطلاع على طبعة 2013 من تقرير حالة النطاق العريض للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)؛

ـ رابط: تقرير المندوبية عن حالة النطاق العريض.

الاتحاد الدولي للاتصالات هو وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. لما يقرب من 150  سنة، نسق الاتحاد الدولي للاتصالات الاستخدام العالمي المشترك من طيف الراديو، وتعزيز التعاون الدولي في تعيين مدارات الأقمار الصناعية، وعمل على تحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي، وأنشأ المعايير العالمية التي تعزز الترابط السلس بين مجموعة واسعة من نظم الاتصالات. ويلتزم الاتحاد الدولي للاتصالات بالعمل على تواصل العالم من خلال شبكات النطاق العريض إلى الجيل الجديد من تقنيات الاتصال اللاسلكي، والملاحة الجوية والبحرية، وعلم فلك الراديو، والأرصاد الجوية المستندة على الأقمار الصناعية، وتقارب الهاتف الثابت والنقال، والإنترنت وتقنيات البث. www.itu.int

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post