اعتماد إعلان باريس بشأن محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية (MIL)

2014/07/10

اعتمد المشاركون في المنتدى الأوروبي الأول لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية (MIL)، الذي عُقد في مقر اليونسكو في باريس في الفترة من 27-28 مايو 2014، إعلان باريس بشأن محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية في العصر الرقمي. ويؤكد الإعلان مجددا على أهمية محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية، ويدعو للتأكيد عليها في البيئة الرقمية الحالية، وكذلك التعاون بين الجهات الفاعلة الرئيسية ومجموعات أصحاب المصلحة المتعددين لتعزيز محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية للجميع. ودُعي المشاركون في المنتدى لتقديم مزيد من التعليقات مع 5 يوليو، وبعد ذلك يصبح الإعلان رسميا ونهائيا. ومنتدى محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية هو نتاج تعاون دولي بين اليونسكو والمفوضية الأوروبية (EC)، والجامعة المستقلة في برشلونة وغيرها من الشركاء، في إطار التحالف العالمي للشراكات حول محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية (GAPMIL).

وجمع هذا الحدث أكثر من 350 شخص من جميع أنحاء أوروبا ومن أكثر من 15 دولة من خارج أوروبا. وكان من بين المشاركين خبراء محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية، ومعلمين، ووسائل الإعلام، ومهنيي التكنولوجيا والمعلومات، والصناعة، ومدارس، وهيئات سمعية – بصرية، ومنظمات وسائل الإعلام، وباحثين، ومؤسسات، ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن سلطات سياسية وتنظيمية.

وقد تم تصميم المنتدى لإعطاء زخم لسياسات واستراتيجيات وطنية بشأن محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية كأساس لدعم الإعلام الحر والمستقل والتعددي، وكذلك لتمكين المواطنين من الاستجابة بفعالية لقضايا الخصوصية والسلامة والأخلاق في العصر الرقمي.

وقد حدد أصحاب المصلحة التحديات في وضع سياسات محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية من أجل تحقيق هذه الأهداف. واعتبرت مبادئ اليونسكو التوجيهية لسياسة واستراتيجية محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية أداة مفيدة في تطوير سياسات واستراتيجيات وطنية أكثر استدامة.  وهذا المورد الشامل هو الأول من نوعه لمعاملة محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية كمفهوم مركب.

تم التأكيد على دور التكنولوجيا أيضا من قبل ميرتا لورينكو، رئيس قسم تطوير الإعلام والمجتمع، والتي افتتحت المنتدى نيابة عن اليونسكو، التي قالت: « إن العالم الذي نعيش فيه اليوم، تقوده المعلومات والمعرفة، ويتأثر السعي من أجل السلام، والمساواة، والحوار بين الثقافات والتنمية بوسائل الإعلام والتكنولوجيا. وقد أدى الانفجار في التكنولوجيات إلى إعادة التفكير في انخراط المواطنين ومشاركتهم. وأصبحت فضاءات الانترنت ووسائل الإعلام على الانترنت أساسية للنساء والرجال من جميع الأعمار، ولا غنى عنها للشباب والأطفال ». ودعت إلى محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية لجميع المواطنين.

وكرّر ممثل المفوضية الأوروبية ماتيو زاكيتي وجهة النظر هذه عندما اقتبس موضوع الجلسة العامة الأولى: عالم جديد، محو أميات جديدة، ليقول « … نحن بحاجة لمحو أميات جديدة لبناء عالم جديد » . قدّم المنتدى الذى استمر لمدة يومين للمشاركين الفرصة لحضور العديد من الجلسات العامة والموازية حول عدة مواضيع بما في ذلك البحوث حول محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية وعلاقتها بالتعليم الرسمي، والأسرة ووسائل الإعلام، والآثار المترتبة على السياسات والحوار بين الثقافات / الأديان.

ونوقشت في المنتدى نتائج المشروع الأوروبي لبحوث تعليم الإعلام (EMEDUS) ، والتي ستشكل الأساس لمتابعة تنفيذ محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية في أوروبا. وعرضت EMEDUS توصيات لتحسين تعليم الإعلام في المناهج الدراسية الأوروبية، والتعليم غير النظامي والتعليم للفئات المحرومة. وكانت هذه المقترحات نتيجة بحوث أجريت في 27 بلداً أوروبياً.

وعُرضت أيضا النتائج النهائية لمشروع شبكة التعاون الأوروبي في مجال العلوم والتكنولوجيا (COST) والوكالة الوطنية الفرنسية للبحوث(ANR TRANSLIT) . وقيّم المشروع وضع محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية في 29 بلدا أوروبيا، حيث تناول بالدراسة أبعادا مختلفة لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية بما في ذلك الموارد، وأطر السياسات، والتمويل والتدريب المتاح في كل بلد وتقييم الدرجة التي يوجد عليها البعد فعليا أو يتقدم نحوها.

وبالإضافة إلى مناقشة توصيات مشروع EMEDUS ونتائج شبكة COST، تم إعداد إطار استراتيجية لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية لوسائل الإعلام الاجتماعية. تُمكن الاستراتيجية الناس من التقدم بكفاءاتهم لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية في خبراتهم العادية واليومية على الانترنت. وتعمل اليونسكو والشركاء حاليا على وضع وتنفيذ بعض جوانب هذه الاستراتيجية.

وشهد الحدث أيضاً الاجتماع الأول للتحالف العالمي للشراكات حول محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية (GAPMIL)، وافقت فيه اللجنة التوجيهية على إطار مرجعيتها. وسيتم قريباً مشاركة تحديثا له مع مجتمع التحالف. وتقرر خلال الجلسة العامة الختامية للمنتدى أن يُعقد المنتدى سنويا كمنصة للفرع الأوروبي للتحالف العالمي للشراكات حول محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية ( .(GAPMIL

لقد كان هناك شعور شامل من المشاركين بأن أول منتدى أوروبي لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية قد حقّق نجاحاً كبيراً. فجودة التدخلات، من كلا المحاضرين والمشاركين، أنتجت تبادلاً معرفياً غنياً. وكما علق أحد المشاركين، « … المؤتمر كان رائعا. محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية  MIL على أعتاب طفرة عالمية … إنها بالتأكيد تنطلق دوليا…. »

بناء على زخم المنتدى الأوروبي، وافقت اليونسكو والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك والجامعة المستقلة في برشلونة على المشاركة في تنظيم المنتدى الأول لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في المكسيك في الفترة من 10-11 ديسمبر 2014.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post