إعلان سنة 2015 سنة دولية للضوء؛ بند على جدول أعمال لجنة العلوم الطبيعية بالمؤتمر العام لليونسكو

2013/08/17

يؤدي الضوء دوراً أساسياً في أنشطة البشر. فهو يشكل عند أبسط مستوى، من خلال التمثيل الضوئي، مصدر الحياة نفسها. وقد أحدثت تطبيقاته العديدة ثورة في المجتمع من خلال الطب والاتصالات والترفيه والثقافة.

وتُعد الصناعات القائمة على الضوء محركات اقتصادية رئيسية، وتفي التكنولوجيات التي تستند إلى الضوء باحتياجات البشر على نحو مباشر من خلال توفير فرص الانتفاع بالمعلومات وتعزيز التنمية المستدامة والارتقاء بصحة المجتمع ورفاهه.

وتقدم التكنولوجيات القائمة على الضوء بصورة متزايدة حلولاً للتصدي للتحديات العالمية في جملة مجالات منها الطاقة والتعليم والزراعة وصحة المجتمع. وتُحسّن تطبيقات التكنولوجيات القائمة على الضوء نوعية المعيشة في العالم النامي، وتُشكل عناصر أساسية لتمكين البلدان من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ومن تجاوزها.

ونظراً إلى أن الضوء أصبح يمثل أهم فرع علمي مشترك بين العلوم والهندسة في القرن الحادي والعشرين، بات من الضروري أن يقدّر مواطنو العالم تمام التقدير أهمية الدراسات العلمية المتصلة بالضوء وتطبيقات التكنولوجيات القائمة على الضوء بالنسبة لتحقيق التنمية على الصعيد العالمي. ومن الأهمية بمكان أيضاً أن تظل المهن العلمية والهندسية في هذا المجال تستميل ألمع العقول الشابة.

الأساس المنطقي للسنة الدولية للضوء وغاياتها

يسهم الاحتفال بسنة دولية للضوء في تحقيق ما يلي:

  • تحسين فهم الجمهور للطريقة التي يؤثر بها الضوء والتكنولوجيات القائمة على الضوء في الحياة اليومية لكل فرد ولأهميتها الأساسية بالنسبة للتنمية العالمية في المستقبل؛
  • بناء القدرات في مجال التعليم على الصعيد العالمي من خلال أنشطة علمية موجهة إلى الشباب، والمساعدة على معالجة القضايا المتعلقة بالتوازن بين الجنسين، والتركيز بوجه خاص على البلدان النامية والاقتصادات الناشئة؛
  • الترويج لأهمية التكنولوجيا القائمة على الضوء في تحقيق التنمية المستدامة ولا سيما في مجال الرعاية الصحية والزراعة والاتصالات من أجل تيسير الانتفاع بالفرص التعليمية وتحسين نوعية المعيشة على الصعيد العالمي؛
  • زيادة الوعي بالطابع الجامع للتخصصات الذي تتسم به العلوم في القرن الحادي والعشرين، والتشديد على أوجه التفاعل بين مختلف المجالات المواضيعية في إطار العلوم وعلى تزايد الحاجة إلى هذا التفاعل في البحوث والتعليم في المستقبل؛
  • إبراز وتفسير الصلة الوثيقة القائمة بين الضوء والفن، وتعزيز دور التكنولوجيا البصرية المتزايد أهمية في صون التراث الثقافي؛
  • تعزيز التعاون الدولي من خلال تنسيق الأنشطة بين الجمعيات العلمية والمؤسسات التعليمية والصناعة، مع التركيز بوجه خاص على الشراكات الجديدة والمبادرات في العالم النامي.
  • إقامة شراكات دائمة لضمان مواصلة هذه الأنشطة والأهداف والإنجازات في المستقبل إلى ما بعد السنة الدولية للضوء.

- ويتم الاحتفال في عام 2015 بسلسلة متميزة من الأحداث الهامة في تطور علم الضوء يعود تاريخها إلى 200 و150 و100 و50 سنة مضت. ففي عام 1815، قدم فرينيل في فرنسا نظرية تحدّد الضوء كموجة؛ وفي عام 1865، وصف ماكسويل في انكلترا النظرية الكهرومغناطيسية للضوء؛ وفي عام 1915، استحدث أينشتاين في ألمانيا النسبية العامة التي أكدت الدور المركزي الذي يحتله الضوء في الفضاء والزمن؛ وفي عام 1965، اكتشف بينزياس وويلسون في الولايات المتحدة الأمريكية إشعاع الخلفية الميكروني الكوني، وهو صدى ناجم عن خلق الفضاء الكوني. وسيوفر الاحتفال في عام 2015 بمدى أهمية هذه الأحداث فرصة هائلة للاضطلاع بأنشطة تعليمية في جميع أرجاء العالم.

تنسيق الاحتفال بسنة دولية للضوء ودور اليونسكو في ذلك

إن السنة الدولية للضوء مبادرة أعدتها عدة جمعيات علمية دولية وغيرها من المنظمات بقيادة الجمعيات الأفريقية والأوروبية للفيزياء. وقد اعتمد المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية في الدورة السابعة والعشرين لجمعيته العامة في لندن، في نوفمبر 2011، قراراً يؤيد فيه بالإجماع إعلان سنة 2015 سنة دولية للضوء. واعتمد مجلس المركز الدولي لاستخدام أشعة السنكروترون في مجال العلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (سيزامي)، في دورته التاسعة عشرة التي عُقدت في ديسمبر 2011، قراراً يؤيد فيه بالإجماع أيضاً هذا الإعلان.

وسيُعهد بتنسيق أنشطة السنة الدولية للضوء إلى لجنة توجيهية دولية تتولى أيضاً الإشراف على اتخاذ الإجراءات الفعالة على كل من المستويين الوطني والدولي من قبل مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين ومن ضمنهم جمعيات علمية وبرامج علمية وتكنولوجية ومؤسسات تعليمية ومنظمات غير حكومية ودولية حكومية وما إلى ذلك. أما هؤلاء الشركاء فهم: الجمعية الأفريقية للفيزياء والجمعية الأوروبية للفيزياء والجمعية الأمريكية للفيزياء؛ والمركز الأفريقي لليزر؛ وأكاديمية الفنون والعلوم في غانا؛ والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك؛ ورابطة آسيا والمحيط الهادي للجمعيات الفيزيائية؛ والاتحاد الأيبيري الأمريكي للجمعيات الفيزيائية؛ والاتحاد الفرنسي للجمعيات العلمية؛ والرابطة الكندية للفيزيائيين؛ والجمعية الإيطالية للفيزياء؛ والجمعية الألمانية للفيزياء، ومعاهد الفيزياء؛ والجمعية المتحدة للفيزياء في الاتحاد الروسي؛ ومعهد الفيزياء في نيوزيلندا؛ والجمعية الفلكية الأوروبية؛ ومركز عبد السلام الدولي للفيزياء النظرية؛ ومركز سيزامي؛ واللجنة الدولية للبصريات؛ والجمعية الدولية للبصريات والفوتونيات؛ والجمعية الصينية للبصريات؛ والجمعية الأوروبية للبصريات؛ والجمعية البصرية؛ وجمعية الفوتونيات التابعة لمعهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين؛ والجمعية الأسترالية للبصريات؛ والاتحاد العالمي للعلميين؛ ومرفق دايموند لمصدر الضوء؛ ومؤتمر التعليم والتدريب في مجال البصريات؛ ورابطة تشجيع الشباب على الهندسة والعلوم والتكنولوجيا؛ والبرنامج التكنولوجي الأوروبي « فوتونيات 21″؛ ومعهد روتشيستر للبصريات؛ ومختبر الليزر لأوروبا، والمبادرة المتكاملة للبنى الأساسية للبحوث الأوروبية المعنية بالليزر؛ والمراكز الأوروبية لتنفيذ الأنشطة في مجال الفوتونيات؛ ومتحف الضوء؛ واللجنة الدولية للإضاءة؛ والجمعية الدولية للمسح التصويري والاستشعار عن بعد؛ واللجنة الدولية المعنية بإشعاعات الليزر ذات الكثافة فوق العالية؛ والجمعية الأوروبية للبيولوجيا الضوئية.

وستقوم الاتحادات العلمية الدولية التالية بتقديم الدعم: الاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية؛ والاتحاد الدولي للفيزياء الإحيائية البحتة والتطبيقية؛ والاتحاد الدولي لتاريخ الفلسفة والعلوم؛ والاتحاد الفلكي الدولي؛ والاتحاد الدولي للميكانيكا النظرية والتطبيقية؛ والاتحاد الدولي لعلم الاتصال اللاسلكي.

وستُتيح السنة الدولية للضوء لليونسكو فرصة هامة جديدة كي تؤدي مهمتها المتمثلة في تعزيز التعاون الدولي في المجالات الرئيسية المتعلقة بالفيزياء الحديثة، ومن شأنها أيضاً أن تُحفّز على الاضطلاع بأنشطة تعاونية على نطاق واسع في إطار متابعة تنفيذ مذكرة التعاون في مجال الفيزياء البحتة والتطبيقية بين الاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية والبرنامج الدولي للعلوم الأساسية التابع لليونسكو. وسوف تؤدي أيضاً إلى تعزيز تعاون المنظمة مع شركائها الرئيسيين في مجال الفيزياء مما يمهد السبيل لمنافذ جديدة في مجال البحوث المتقدمة وتطبيقات أشعة السنكروترون.

ومن شأن الاحتفال بسنة دولية للضوء، وفقاً للأساس المنطقي والغايات المبيّنة في الفقرات السابقة، أن تسهم في تحقيق أهداف البرنامج الرئيسي الثاني لليونسكو المتعلق بالعلوم الطبيعية، ولاسيما الأولويتان القطاعيتان المتمثلتان في تدعيم نظم العلوم والتكنولوجيا والابتكار والسياسات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وإشاعة السلام واللاعنف، وتسخير العلوم لاستخدام الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة المتجددة على نحو مستدام، وتحقيق الفعالية في مجال الطاقة، والحد من الكوارث الطبيعية وتخفيف آثارها. وبالإضافة إلى ذلك، سيسهم الاحتفال بسنة دولية للضوء في التركيز على المجالات التالية بوجه خاص:

(1) تحقيق التقدم في مجال العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة؛

(2) وتعزيز أولويات اليونسكو لصالح أفريقيا مع التركيز على التعليم للجميع والمساواة بين الجنسين؛

(3) وتسخير التعاون الدولي لبناء القدرات العلمية والتكنولوجية.

وقد أدت اليونسكو دوراً حاسماً في إعلان السنة الدولية للفيزياء، والسنة الدولية لكوكب الأرض، والسنة الدولية لعلم الفلك والسنة الدولية للكيمياء، وفي الاحتفال بهذه السنوات. ويمكنها، من خلال مجلسها التنفيذي، الاضطلاع بدور ريادي هام من أجل الحصول على موافقة الأمم المتحدة على إعلان سنة دولية للضوء.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post