إطار العمل المقترح للعقد العربي لمحو الأمية (2024-2014)

2015/01/13

يواجه الوطن العربي جملة من التحديات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، بل وصلت هذه التحديات إلى تحدي الهوية واللغة والكيان العربي الواحد، ولا شك أن هذه التحديات تصيب الوطن العربي في العمق وتزيد من تشتيت قدراته وإمكاناته وإرثه الحضاري، فضلاً عن تحدي مجتمع المعلومات والاتصالات الحديثة الذي يتطلب المزيد من العناية بتطوير منظومة التعليم العربي بكافة مستوياتها ومجالاتها.

ونظراً إلى أن المعاملات اليومية مع البيئة التي ينخرط فيها الفرد والتي تتطلب منه استجابات مناسبة تعتمد على القراءة والكتابة ولو بالحدود الدنيا، تأتي أهمية حملات محو الأمية وتعليم الكبار لتصبح مكوناً أساسياً من مكونات التخطيط للنظام التعليمي.

ومع التطورات التي تسير باتجاه تحقيق المجتمع المتعلم فإن التواصل والتفاهم المكتوب أصبح يتطلب إلماماً بالقراءة والكتابة، سواء في تعامله مع علامات الطريق أو مواعيد المواصلات والنقل، أو ملء الاستمارات الإدارية أو إيداع في حساب مصرفي أو قراءة تعليمات في موضوعات تخصه…إلخ.

وعليه فإن من أحد أبعاد تحقيق المجتمع المتعلم هو تحقيق محو الأمية الكامل، والترويج للبيئة التي تعتمد التواصل المكتوب في المنزل وفي محل العمل وفي كل مكان في المجتمع.

وقد تم إعلان العقد الحالي 2014- 2024 عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء المنطقة العربية وذلك في القمة العربية التي انعقدت في الكويت بتاريخ 25 و 26 مارس 2014. وفي هذا الإطار فإن الطموح من خلال هذا الإعلان لا يتوقف عند محو الأمية بل يمتد إلى تمكين المواطن من الإلمام بكافة أساليب وأدوات التعامل مع العصر الحديث عبر تعليم متطور يسمح لأبناء الأمة العربية بمنافسة أقرانهم في العالم كله.

وفيما يلي إطار العمل المقترح للعقد العربي لمحو الأمية (2014- 2024)

الإطار المفاهيمي:

ينطلق هذا الإطار من القيم الأساسية للتراث العربي والتي تنزل العلم منزلة الفريضة، وتعتبر التعلّم عملية مستمرة مدى الحياة، وغايته الحكمة التي على المرء طلبها أينما كانت، ويؤكد على الهوية الثقافية العربية بعناصرها وأطيافها المختلفة والتي تكونت وتراكمت عبر تاريخ طويل من التفاعل الحضاري، كما يراعي السياق العالمي الذي يُقدم العلم والمعرفة كحق إنساني للجميع، وأن الحق في التعلم يتكامل مع بقية الحقوق وهو المقدمة الضرورية للحصول على الحقوق الأخرى؛ ذلك للمساهمة في بناء أفراد متحررين من الأمية قادرين على العيش والمشاركة في مجتمع المعرفة.

ومن ثم فإن هذا الإطار يتبنى مفهوماً لمحو الأمية كمجال من مجالات تعليم الكبار يواكب متطلبات مجتمع المعرفة، حيث ينظر إليه باعتباره عملية مستمرة مدى الحياة، موجهة للصغار والشباب والكبار، متكاملة مع مختلف مراحل التعليم النظامي، متعددة المستويات والأهداف والمحتويات، ومتنوعة في وسائل التوصيل، تقليدية كانت أم إلكترونية.

وتمتد النظرة في هذا الإطار إلى قضية الأمية كونها قضية مجتمعية متشابكة الأبعاد متعددة المظاهر؛ حيث الأمية الحضارية (الأبجدية: الثقافية، السياسية، الاجتماعية والرقمية وغيرها)، وهو بذلك يتبنى هذا الإطار مفهوماً واسعاً للأمية يحاول الاستفادة من البنى المؤسسية في الوطن العربي العاملة في مجال تعليم الكبار. ويتبنى مدخلاً تنموياً متعدد الأبعاد ينهض بالمجتمع العربي ويشيع بين أفراده ثقافة التعلم المستمر مدى الحياة. وهو بهذا لا ينفصل عن السياق العالمي الذي يُقدم العلم والمعرفة للجميع، لذا يطمح إطار العمل إلى بناء أفراد متحررين من الأمية قادرين على العيش والمشاركة البناءة في مجتمعات المعرفة.

الرؤية:

وتعكس مفهوم الريادة الحضارية للوطن العربي بتكوين مواطن متحرر من الأمية، فاعل تنموي متعدد القدرات للقيام بالمهام المجتمعية المتعددة والعيش في عصر المعرفة.

الرسالة:

ومن خلالها تسعى الدول العربية إلى استعادة ريادتها الحضارية من خلال خطط وبرامج تستهدف التكامل بين مؤسسات التعليم بمختلف أنواعها وبين تعليم الصغار وتعليم الكبار لإتاحة فرص التعلم المستمر مدى الحياة لاستدامة التنمية.

المنطلقات:

يتبنى هذا الإطار مجموعة من المنطلقات الأساسية هي:

• مبدأ حقوق الإنسان.

• متطلبات التحول الديمقراطي في الوطن العربي.

• مقومات الهوية الثقافية العربية وتجلياتها.

• مجتمع المعرفة بشروطه وضغوطه.

• الشمول والعدالة وعدم التمييز.

• المفهوم الواسع لمحو الأمية الأبجدية والرقمية.

• فلسفة التعليم المستمر مدى الحياة.

• معايير تحقيق الجودة والتميز.

أهداف إطار العمل:

1-  تحرير جميع الأميين في الوطن العربي من الأمية بحلول 2024.

2-  سد منابع الأمية من خلال استيعاب جميع الأطفال في سن التمدرس وتحقيق مبدإ إلزاميّة التعليم، والحد من ظاهرة الرسوب والترسب.

3-  توسيع برامج محو الأمية للفئات الأكثر فقراً والأشد احتاجاً وتحسينها لتمكينهم من المشاركة في مجتمع المعرفة.

4-  تلبية حاجات التعلم لكافة الأميين من خلال إتاحة البرامج التنموية (التعليمية – الثقافي – الاقتصادية) لتنمية التعلم مدى الحياة لاستدامة التنمية.

5-  تضييق الفجوة النوعية بين الجنسين في مجال تعليم الكبار.

6-  تجفيف منابع ومكافحة الارتداد.

المتطلبات: ويتطلب تنفيذ هذا الإطار:

- وضع مفهوم إجرائي للأمي.

-تحديد الفئة العمرية المستهدفة في محو الأمية في العقد.

- حصر الأميين في الفئة المعتمدة للعقد.

- إعلان يوم وطني للتحرر من الأمية.

- وضع قواعد خاصة بمحو الأمية في المراصد العربية للتعليم.

- تكوين لجان وطنية لوضع الخطط وتنفيذها وتقويمها. تشارك فيها جميع القطاعات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات المتخصصة.

-إعداد آلية عربية لاعتماد المدربين والبرامج التدريبية في مجال تعليم الكبار.

- بناء القدرات الوطنية التي تعمل في مجال تعليم الكبار في الأقطار العربية.

- الاستفادة من الإمكانات التي توفرها تكنولوجيا التعليم والإعلام والاتصال من أجل إنتاج برامج تعليمية عربية مشتركة وبثها، مما يوسّع من نطاق انتشارها ويزيد من عدد المستفيدين منها ويخفض كلفتها، إضافة إلى توظيف وسائل الإعلام المختلفة في الدعوة والمتابعة لأنشطة العقد في الوطن العربي.

- تعزيز الشراكات بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال محو الأمية.

- اتباع آليات الإدارة التشاركية للمؤسسات العاملة في تعليم الكبار.

- وضع خطة إعلامية وطنية توظف شبكات التواصل الاجتماعي وكافة أجهزة الإعلام من أجل التوعية والتنظيم وحشد الطاقات لمواجهة مشكلة الأمية.

-تنويع مصادر التمويل لتنفيذ مضمون إطار العقد.

المصدر:  الالكسو (بتصرف)

Print This Post