إستراتيجية اليونسكو للشباب

2012/08/12

للمساعدة على ضمان تمكين الشباب وأخذ مساهماتهم بعين الاعتبار، اعترفت اليونسكو بضرورة تيسير ودعم مشاركة الشباب فيما يتعلق بإدارة الحكم، ووضع البرامج، ووضع السياسات ورصدها.

ووفقا لتعريف الأمم المتحدة، يشكل الشباب الناس الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر وأربعة وعشرين عاما. وهذا ما يقارب 18 % من سكان العالم.

ففي حين أن هناك نحو 1.2 مليار شاب يعيشون في عالم اليوم، سوف يزداد عددهم بنحو 72 مليونا بحلول عام 2025. وواقع الأمر، إن الجيل الحالي من الشباب هو الأكثر عددا من أي وقت مضى في التاريخ. لكن، على الرغم من الزيادة الكبيرة في أعداد الفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة، فان تعداد الشباب كنسبة من سكان العالم آخذ في التناقص مع تزايد نسبة السكان المتقدمين في السن.

في عالم اليوم الذي يتجه نحو العولمة أن « تكون شابا »، فان الأمر يختلف جذريا عما كان عليه جيل أو جيلين سابقين. الشباب، على وجه العموم، يقضون وقتا أطول للاستعداد لمرحلة البلوغ مقارنة بوالديهم. فهم أكثر استعدادا للالتحاق بالمدرسة، ودخول سوق العمل في سن متأخرة، والزواج وإنجاب الأطفال في وقت لاحق، والوقوف على فرصة أكبر للتمتع بحياة صحية.

ومع ذلك، فإن هذه البيانات العامة تعبر عن الاتجاهات المتوسطة فقط. فالظروف متباينة إلى حد كبير بين المناطق وداخل البلدان مما يعني أن « تكون شابا »، يختلف بشكل كبير. ان حياة الشباب مشروطة الى حد بعيد ببيئتها (على سبيل المثال، في المناطق الحضرية أو الريفية)، ودرجة التعرض لبعض المخاطر، اضافة الى نوع الجنس، ومكان الإقامة، والسياق الاجتماعي والثقافي، والظروف الاقتصادية والحالة الاجتماعية.

وهناك اتفاق عام، سواء في دول الشمال أو الجنوب، على أنه، وربما أكثر من أي فئة اجتماعية أخرى، أن الشباب هم أكثر من يواجه حالات عدم اليقين التي ولدتها العولمة الاقتصادية والثقافية. وفي حين أن الانتقال إلى مرحلة البلوغ، والذي يحدد طبيعة حياة الشباب في وقت لاحق، يمكن أن يشهد فترة من الفرص والنهوض، إلا أن أغلب الشباب يواجهون أوضاعا أكثر خطورة وصعوبة من أي وقت مضى.

في نفس الوقت، فان الشباب هم أصحاب المصلحة الأساسية في جميع جوانب التنمية. وبالتالي، فان طاقاتهم، ودوافعهم ورؤيتهم هي العوامل الأساسية للتغيير الاجتماعي الإيجابي. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك اعتراف متزايد بأنه من الضروري وضع الشباب في صميم جدول أعمال التنمية. ومع ذلك، مازال لدينا الكثير لنفعله إذا ما أردنا ضمان أن الشباب ليسوا فقط موضع اعتبار، ولكن لديهم فرصة أيضا للمشاركة كشركاء على قدم المساواة في عملية صنع القرار والعمل على جميع المستويات.

ان مشاركة الشباب تصبح أكثر إلحاحا اذا ما أخذنا بعين الاعتبار الآثار غير المتناسبة للتحولات الاجتماعية الحالية على الشباب. ان السرعة التي يجب أن يتطور من خلالها المحتوى التعليمي من أجل إدماج المتطلبات الجديدة والتكنولوجيات يعني أن الشباب يجب أن يكيفوا باستمرار أيضا معارفهم وقواعد مهاراتهم. كما أن تزايد التدهور البيئي وشيخوخة السكان، على سبيل المثال، تعد هي الأخرى من القضايا الملحة التي على جيل اليوم من الشباب التعامل معها عبر تحقيق هويتهم في المجتمع. في هذا السياق، لا بد أن يكون التواصل مع الشباب ذو صلة باحتياجاتهم وبما يتفق مع نماذج تفاعلهم الخاصة.

ان العمل في شراكة مع الشباب كانت قد شكلت أولوية طويلة الأمد بالنسبة الى اليونسكو. فقد كانت استراتيجية المنظمة مبنية على قاعدة برنامج العمل الدولي للعمل مع الشباب ومن أجلهم حتى سنة 2000 وما بعدها، وهي الخطة العالمية لسياسات وبرامج الشباب التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1995.

كما أصبح منتدى اليونسكو للشباب والذي يعقد بصورة منتظمة منذ العام 1999، أصبح الآن جزءا لا يتجزأ من جميع دورات المؤتمر العام لليونسكو، وهو آلية هامة لتوجيه أصوات الشباب صوب عمل المنظمة. وبعد إضفاء الطابع المؤسسي على منتدى الشباب أصبحت اليونسكو فريدة من نوعها داخل منظومة الأمم المتحدة . وتركز استراتيجية اليونسكو بشأن الشباب على المحاور التالية:

· تعزيز البحوث المرتكزة على الأدلة، ووضع مؤشرات بشأن تغيير أنماط التحولات لدى الشباب؛

· تحديد وتعزيز الممارسة الجيدة للشراكات بين الشباب والكبار؛

· تطوير أدوات بناء القدرات للحكومات والجهات المعنية الأخرى لوضع وتعزيز السياسات المتعلقة بالشباب والبرامج الاجتماعية؛

· الترويج لإدراج وجهات نظر الشباب في المناقشات المتصلة بالقيم الإنسانية الأساسية، وأخلاقيات العلم والتكنولوجيا، وتعزيز تكامل المجتمعات.

وطالما أن شباب اليوم يشكلون عاملا حاسما بالنسبة لبناء مستقبلنا، فلا بد أن تتوفر لهم الأدوات التي تمكنهم من تطوير إمكاناتهم الكاملة.

المصدر: اليونسكو

Print This Post